حضور حموشي في إسبانيا.. إشارات قوية للتقارب تذكي نعرات الطابور الخامس    الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية تستقبل شبيبة حزب مؤتمر التقدميين النيجيري    المغرب يسجل رقما قياسيا تجاوز 1.3 مليون سائح خلال أبريل الماضي    منظمة الصحة العالمية تحذر من انهيار النظام الصحي بقطاع غزة    تأشيرة الخليج الموحدة تدخل حيز التنفيذ مطلع 2025    2900 مظاهرة بالمغرب دعما لفلسطين    ما الذي قاله الكعبي عقب التأهل إلى نهائي المؤتمر الأوروبي على حساب أستون فيلا؟    تفاصيل سقوط اليملاحي.. اعترف بالاحتيال ونفى وجود شبكة للتوظيف بوزارة العدل    بتعليمات ملكية.. آيت الطالب يستقبل أعضاء البعثة الصحية للحج    نهضة بركان يطرح تذاكر مباراته أمام الزمالك المصري    تفاصيل حكم قضائي انتصر لمواطنة مغربية متضررة من لقاح "أسترازينيكا" ضد الدولة المغربية وأمر بتعويضها    شفشاون على موعد مع النسخة الثانية من المهرجان الدولي لفن الطبخ المتوسطي    قرار جديد من القضاء المصري في قضية اعتداء الشحات على الشيبي    نقابة تنبه لوجود شبهات فساد بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير    إحداث منصة رقمية لتلقي طلبات الحصول على "بطاقة شخص في وضعية إعاقة"    متضررة من لقاح كورونا تشيد بالقضاء المغربي .. ووزارة الصحة تستأنف الحكم    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولات الجمعة على وقع الارتفاع    تصفيات المونديال.. المنتخب المغربي النسوي لأقل من 17 سنة يواجه نظيره الجزائري    أخنوش يرد بقوة على تقرير مجلس الشامي: الحكومة تبدع الحلول ولا تكتفي فقط بالتشخيص    أخصائية التغذية ل"رسالة24″… أسباب عديدة يمكن أن تؤدي لتسمم الغذائي    السلة: الوداد في صدام قوي أمام المغرب الفاسي    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة المغرب والجزائر ضمن تصفيات مونديال الفتيات    أزْهَر المُعْجم على يَد أبي العزْم!    السجن سنة ونصف للمدون يوسف الحيرش    المدرب المخضرم بيليغريني يحسم الجدل حول مستقبل المغربي الزلزولي    العثماني يلتقي قادة حماس في الدوحة    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    ما الذي سيتغير إذا منحت فلسطين صلاحيات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة؟    "إنرجيان" اليونانية تشرع في التنقيب عن الغاز بالعرائش بترخيص ليكسوس    تطبيق صيني للتجارة الإلكترونية بأسعار منخفضة "قياسية" يثير الجدل بالمغرب    خبير في النظم الصحية يحسم الجدل حول لقاح أسترازينيكا    معرض تلاميذي يحاكي أعمال رواد مغاربة    تقرير إخباري l أمريكا تُقرر رفع الرسوم الجمركية على واردات "الفوسفاط المغربي" بسبب استفادته من امتيازات حكومية    الدمليج يقدم "بوريوس" في المهرجان الوطني الرابع لهواة المسرح بمراكش    الحسين حنين رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام: يتعهد بالدفاع عن المهنيين وتعزيز الإنتاج الوطني    المعرض الدولي للأركان في دورته الثالثة يفتتح فعالياته وسط موجة غلاء زيته واحتكار المنتوج    حزب فيدرالية اليسار الديموقراطي بسوق السبت يرفض سرية اجتماعات المجلس البلدي ويدين "منع" المواطنين من حضور دوراته    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    أيوب الكعبي يواصل تألقه في دوري المؤتمر الأوروبي    هل باتت إمدادات القمح بالعالم مهددة؟    سابقة بالمغرب .. حكم قضائي يلزم الدولة بتعويض متضررة من لقاح كورونا    طانطان.. البحرية الملكية تقدم المساعدة ل 38 مرشحا للهجرة غير النظامية    محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق وحماس تقول إن "الكرة بالكامل في ملعب إسرائيل"    النادي الثقافي ينظم ورشة في الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية/ عرباوة    اختتام القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة بمشاركة المغرب    أصالة نصري تنفي الشائعات    ندوة دولية حول السيرة النبوية برحاب كلية الآداب ببنمسيك    الصين تطلق قمرا اصطناعيا جديدا    بعد محاولة اغتياله.. زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي    حراس خواص يشتكون غياب الأجور    تخصيص غلاف مالي بقيمة 98 مليون درهم لتأهيل المباني الآيلة للسقوط بالمدينة العتيقة لطنجة    سعار عضال.. خيال مخابرات الجزائر في مقال    هل جامعات المغرب مستعدة لتعليق تعاونها مع إسرائيل كما أعربت جامعات إسبانيا؟    السعودية تختار المغرب باعتباره الدولة العربية الوحيدة في مبادرة "الطريق إلى مكة المكرمة"    سبع دول من ضمنها المغرب تنخرط في مبادرة "طريق مكة" خدمة لضيوف الرحمن    المؤرخ برنارد لوغان يكتب: عندما كانت تلمسان مغربية    السعودية تفرض عقوبات على مخالفي أنظمة وتعليمات الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكركرات.. عودة للحياة الاقتصادية وتطهير لمراتع الأنشطة التجارية المحظورة
نشر في بيان اليوم يوم 23 - 11 - 2020

عجلات الجرافات والشاحنات الكبرى تسابق الزمن، غير آبهة بالكتبان الرملية، ويسارع العشرات من العمال، كخلية نحل إلى جانب من يتحكمون في الآلات والشاحنات الضخمة، لتجفيف مراتع السوق السوداء -سابقا- على مستوى المعبر الحدودي الرابط بين الكركرات وموريتانيا.
إخلاء المعبر والمساحات الرملية المحيطة به، من الخيم والسيارات المهترئة والعجلات المطاطية المنتشرة، هو الهدف من هذه العملية الضخمة، التي تشرف عليها سلطات المنطقة، والتي واكبت بيان اليوم تقدما كبيرا منها صباح أول أمس السبت.
وانطلقت هذه العملية التي ترمي إلى تنظيف هذه البقعة من التراب الوطني من كل ما هو زائد عن مكوناتها الطبيعية وإزالة كل النفايات والخيم وبقايا السيارات والشاحنات، وإعادة المنطقة إلى طبيعتها الصحراوية، وحركتها الاقتصادية، مباشرة بعد تدخل القوات المسلحة الملكية لطرد «ميليشيات البوليساريو».
وتشهد المنطقة منذ طرد «ميلشيات البوليساريو»، حركة تجارية مهمة، حيث ساهمت الأجواء التي أصبح يعمها الأمن والنظام، في مرور الشاحنات بشكل اعتيادي ومنتظم وفي وقت وجيز.
حتى زمن قريب، كانت المنطقة التي يطلق عليها «قندهار»، تعرف نشاط كل أنواع التجارات الممنوعة (المحروقات المهربة، أجزاء السيارات المهربة، المواد الغذائية المهربة، المخدرات...)، كما كانت تشهد انتشارا كبيرا لخيم يقطنها عشرات الأشخاص من جنسيات مختلفة، تجهل هوياتهم ونواياهم، مما كان يجعل منها منطقة خصبة لنشاط «ميليشيات البوليساريو»، ومرتعا لنشاطاتها الاقتصادية الممنوعة والمحرمة دوليا.
وفي هذا الصدد، فقد ظلت المنطقة تشكل نقطة للتهريب والاتجار غير المشروع، وقد بلغت القيمة التقديرية لمحجوزات السلع المهربة -باستثناء المخدرات- حسب المديرية الجهوية لإدارة الجمارك للجنوب 17 مليون درهم (1.87 مليون دولار) سنة 2019 وسجلت زيادة الملحوظة في محجوزات السجائر المهربة، التي بلغت نسبتها 270% مقارنة بسنة 2018، حيث ناهز العدد المحجوز 6.2 ملايين سيجارة.
إبتزاز وأنشطة ممنوعة
تمادت «ميليشيات البوليساريو» في الأسابيع الأخيرة، وأضحت تلجأ إلى أساليب قطاع الطرق، حيث قطع أفرادها الطريق على شاحنات النقل الدولي، التي تمر عبر المنطقة، وتطلب إتاوات من سائقيها مقابل السماح لهم بالمرور، الأمر الذي أثار امتعاض السلطات المغربية بمختلف مكوناتها، خصوصا مع ما واكب ذلك من ابتزاز لهذه المليشيات للقوات المسلحة الملكية والمغاربة قاطبة.
وفي التفاصيل، كانت عناصر «البوليساريو» قد أقامت سدودا رملية على مستوى طريق عبور الشاحنات نحو بوابة معبر موريتانيا، وتفرض على السائقين إتاوات تتراوح بين عشرين إلى مائتي درهما حتى يسمحوا لهم بالمرور.
ويمر عبر هذه الطريق أزيد من مائتي شاحنة يوميا، مما يعني أن مداخيل هذه العناصر كانت تصل إلى عشرون ألف درهم في اليوم، باحتساب متوسط الإتاوة، أي مائتي درهم للشاحنة، وقد يتم تجاوز هذا الرقم بكثير، هذا بغض النظر عن الأرباح الطائلة التي كانت تجنيها على مستوى هذه البقعة من الصحراء المغربية، عن طريق نشاطاتها التجارية غير القانونية والممنوعة.
خسائر جسيمة
تكبدت مجموعة من الشركات وأرباب الشاحنات خسائر مادية جسيمة، عقب ما شهده المعبر لثلاثة أسابيع، من عرقلة وابتزاز كبيرين من طرف «البوليساريو» لسائقي الشاحنات، الذين أرخت عليهم الأزمة بدورهم بظلالها، حيث أن توقف نشاط الشاحنات التي يقودونها يعني توقف مداخيلهم، باعتبار أن مداخيل أغلبهم تكون بالنسبة المئوية لأرباح حمولة المصدرين.
وتجاوزت خسائر بعض المصدرين خمسمائة ألف درهم (خمسون مليون سنتيم)، نتيجة فساد منتوجاتهم المصدرة بسبب توقف الشاحنة عند المعبر لمدة طويلة، خاصة مصدري الخضر والفواكه، حسب ما كشف عنه سائق شاحنة مهني خاصة بنقل الفواكه من أكادير نحو نواكشوط. وفي انتظار إحصائيات رسمية كشف بعض المهنيين أن عدد الشاحنات التي تعرضت حمولتها للإتلاف يقارب المائة.
أما بالنسبة للسائقين فقد عانوا كثيرا نتيجة العرقلة التي عرفها المعبر، فعانوا من المصاريف اليومية الزائدة خلال الأيام التي توقفت فيها شاحناتهم وسط المعبر، مع تراجع مداخيلهم التي يعتمدون عليها في عيشهم اليومي ويعيلون بها أسرهم.
عرقلة المعبر لم تنعكس فقط على الشركات وأرباب الشاحنات وسائقيها، بل أيضا على السوق التجارية للعديد من دول أفريقيا جنوب الصحراء، التي تعتمد على المغرب وعلى ممر الكركرات، بالضبط في كل ما يخص تموينها بالسلع والبضائع، وخاصة فيما يتعلق بالخضر والفواكه والألبان والأجبان والمياه المعدنية، وغيرها من السلع والبضائع، التي تمر وتتدفق من المغرب إلى موريتانيا والسينغال ومالي وبوركينافاسو وغيرها من دول غرب إفريقيا، التي تعتمد كليا أو جزئيا على المغرب، وعلى هذه البضائع التي تمر عبر معبر الكركرات لتموينها اليومي.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، أصيبت أسواق موريتانيا خلال الأسابيع الثلاث بالجفاف، خاصة الخضروات والفواكه الطرية والجافة والبقوليات، حيث يعتبر المغرب المزود الرئيس للأسواق الموريتانية بهذه المواد، وهو ما دفع العديد من التجار إلى التعبير عن تذمرهم، وكانت مصادر إعلامية محلية قد أثارت نقص أسواق موريتانيا من الخضروات والفواكه، إذ يعتبر المغرب المصدر الرئيسي للسوق الموريتانية.
وحسب مصادر إعلامية موريتانية، ارتفعت أسعار الطماطم بنسبة 300% جراء هذا الإغلاق، والباعة يرجعون هذا الارتفاع إلى إغلاق معبر كركرات الحدودي.
هذا ويعد معبر «كركرات» طريقا تجاريا مهما لرواج التبادل التجاري بين المغرب والقارة الأفريقية، من خلال تصدير السلع المغربية، وحتى نسبة من السلع الأوروبية نحو دول جنوب الصحراء.
ويشار إلى أن حركة السير على مستوى هذا المعبر ارتفعت، بشكل كبير خلال سنة 2019، حسب معطيات تقرير إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، لتصل إلى 66 مليار و677 مليون طن، مقارنة بما قدره 20 مليار و803 ملايين طن سنة 2018، ويذكر أيضا أن حجم المبادلات التجارية بين المغرب وباقي بلدان أفريقيا ارتفع بنسبة 20% خلال السنوات 15 الماضية، بزيادة بلغت 14.458 مليار درهم (1.6 مليار دولار)، و بلغت قيمة هذه المبادلات حوالي 40.5 مليار درهم (4.4 مليارات دولار) سنة 2018. (الدولار يعادل 9.13 دراهم مغربية)، مما يوضح أهمية هذا المعبر الحدودي تجاريا، ووقعه على الاقتصاد سواء الوطني أو الدولي.
عيد وطني
صبيحة الجمعة 13 نونبر 2020، كان يوم عيد لسائقي الشاحنات المهنيين، كما عبر عن ذلك أحدهم الذي التقته بيان اليوم على مقربة من الحدود الموريتانية، حيث خيم الأمن والأمان على طول المعبر عقب التدخل الحازم للقوات المسلحة الملكية، بعد أن ذاق الوطن ذرعا من تصرفات الميليشيات على مستوى هذه الرقعة الجغرافية من ترابه.
أعاد هذا التدخل الحازم الاطمئنان والحرية لسائقي الشاحنات، وهو ما أكده السائق المهني الحسين لهلوس، الذي التقته بيان اليوم في طريقه نحو موريطانيا عبر معبر الكركرات، معربا عن سعادته من تواجد القوات المسلحة الملكية بالمنطقة، وانتشار أعلام الوطن، مشددا على أنه منذ التدخل أصبحوا يذهبون بحرية وسلام، بعدما كانوا يتعرضون للعرقلة والابتزاز.
وينعكس التدخل الحازم للقوات المسلحة الملكية على الجميع، ويساهم من خلال ما ستعرفه هذه المنطقة من نشاط تجاري وديناميكية وثورة شاملة، بفضل استتباب الأمن والسلم والاستقرار، تترجمه الأنشطة التجارية والتحول في مسار التنمية على مستوى التشغيل وتطوير الصناعة والتجارة وجلب الاستثمارات في مختلف الأنشطة.
في سياق متصل، اعتبر رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن ما قام به المغرب في منطقة الكركارات هو تحول استراتيجي، سيمنع جبهة الانفصاليين من قطع الطريق مستقبلا، مشددا على أنه أمر إيجابي للساكنة ولحركة التجارة ولعلاقات المغرب بالدول الإفريقية وخاصة موريتانيا.
****
سائق مهني إيفواري: عندما يقطع بعض الأشخاص الطريق تقطع أرزاق عائلات كثيرة
قال سائق الشاحنة الإيفواري، سيديبي أوسان عمر، إن «طريق الكركرات مهم جدا، حيث كل أفارقة جنوب الصحراء يمرون منه (لاكوت ديفوار، غينيا، بوركينا فاصو، والسنغال، غينيا كوناكري، وكذلك بشكل كبير من مالي، الكل يمر من هنا».
وتابع السائق ذاته التي التقته بيان اليوم متوقفا بمحاذاة الجدار العازل، وعلى بعد قرابة 50 مترا من بوابة المعبر الموريتاني، أنه «عندما يقطع بعض الأشخاص على أهوائهم الطريق، تقطع أرزاق عائلات كثيرة يتحملها السائقون».
وأعرب المتحدث ذاته، عن سروره وسعادته بالتدخل المغربي، مستطردا «نحن لا نبحث عن خلفيات المشكل، لكن ما نراه هو أنه طريق دولي، هذا الطريق مهم جدا، فأنا أمر به منذ أكثر من 10 سنين، أرى أنه طريق مهم جدا، ويجب أن يكون آمنا كما هو عليه الآن، فالأمر لا يتعلق بشخص واحد، فالكثير من الناس يمرون عبره، وإذا قطع الطريق فحالنا يسوء».
وأكد سيديبي أوسان عمر، أن الطريق أصبحت محررة، مشيرا إلى أنه وعدد من زملائه أمضوا يومين بالمكان، فيما أمضت شاحنة أخرى 3 أيام، مرجعا ذلك إلى كون موريطانيا ترفض دخولهم، معربا عن استغرابه من ذلك.
وأوضح أنه يطلب منهم الترخيص، مؤكدا أنهم يملكون الترخيص من السفارة، مبرزا أنهم موقوفون هناك، ولا يفهمون لماذا، معتبرا أنه إذا حرر الطريق يجب أن يمر الكل، مشددا على أن المشكل يكمن في أن الدركيين الموريتانيين يمنعونهم من العبور.
تجري اتصالات بينهم، لكنهم يقولون أنهم لم يتوصلوا باللوائح الجديدة.
وقال المتحدث عينه، أن الجانب المغربي متعاون جدا، مشيرا إلى أنه قام ببعض الاتصالات لأجل مساعدتهم، مردفا: «الشاحنات الموريتانية تدخل إلى الكوت ديفوار بدون مشكل، بدون طلب الترخيص، نحن كسائقي الشحنات، لسنا سائقي السيارات، فنحن نمر عبر سويسرا، ألمانيا، إسبانيا، لكننا موقوفون هنا لأسباب لا نعرفها».
من جهة أخرى، قال السائق أن التوقف يزيد من معاناتهم، مشيرا إلى أنهم يضطرون يوميا إلى الذهاب عند معبر الكركرات للحصول على حاجياتهم من التغذية.
وفي هذا الصدد صادفت بيان اليوم في طريق عودتها إلى المعبر، ثلاثة أشخاص إيفواريين في طريقهم إلى السوق لشراء حاجياتنا من الغذاء من لحم وخضر.
***
الجيش المغربي يبسط سيطرته على "قندهار"
شكل التدخل العسكري المغربي السلمي في نقطة الكركرات نقطة تحول مهمة في مسار ملف الصحراء المغربية، حيث عاد الأمن إلى منطقة «قندهار» التي كانت تشهد فوضى عارمة بسبب غياب المراقبة الأمنية للحدود البرية بين المغرب وموريتانيا، بيد أن المعطيات الميدانية تغيرت اليوم على أرض الواقع.
وفي هذا الصدد، انتقلت جريدة بيان اليوم من مدينة الدار البيضاء إلى الكركرات، وعاينت الوضع عن كثب، حيث وقفت على عودة عجلات الشاحنات والسيارات إلى الدوران بين المغرب وموريتانيا.
وفي هذا الروبورطاج، تقربكم الجريدة من واقع الحال في المنطقة، بعد دحر القوات المسلحة الملكية المغربية لعناصر البوليساريو، ورفع العلم المغربي في منطقة أريد لها أن تكون التي خارج القانون لزرعة الفوضى واللاستقرار.
بسطت القوات المسلحة الملكية المغربية سيطرتها على المنطقة الحدودية العازلة بين المعبرين الحدوديين البريين للمغرب وموريتانيا، أو ما يطلق عليها بين العامة من الناس ب»قندهار».
ووقفت جريدة بيان اليوم على عودة الحركة التجارية والمدنية على مستوى المقطع الطرقي الذي يربط المغرب بموريتانيا، وذلك عقب تدخل الجيش المغربي خلال 13 نونبر الماضي بعد عرقلة عناصر ميليشيات البوليساريو لحركة السير في المنطقة العازلة «قندهار»، منذ 21 أكتوبر الماضي.
وعاينت الجريدة تمركز عناصر القوات المسلحة الملكية المغربية بالعديد من النقط الحدودية على طول الجدار الدفاعي الجديد بين الكركرات والمعبر الحدودي لموريتانيا، بعد فرار عناصر البوليساريو أثناء العملية العسكرية المغربية، حيث عاد الأمن إلى المنطقة الحدودية العازلة التي كان قد سلمها المغرب إلى الأمم المتحدة خلال سنة 1991، تاريخ التوقيع على اتفاق إطلاق النار بوساطة أممية.
وأنهى هذا التواجد الأمني الفوضى التي كانت تعرفها «قندهار»، بفعل اللاقانون الذي عرفته بالخصوص خلال الأربع سنوات الأخيرة (منذ سنة 2016)، بعدما اعتاد عناصر البوليساريو على قطع مسافة 1500 كلم من مخيمات تندوف، والدخول إلى المنطقة الحدودية العازلة بين المغرب وموريتانيا (قندهار).
بيد أن خطوة المغرب السيادية حسمت الجدل في العشوائية التي كانت تسود «قندهار» الواقعةبشمال إفريقيا، وأعدمت وهم ما ظلت تسميه البوليساريو لسنوات ب»الأراضي المحررة»، والتي كانت تتصرف فيها بشكل غير قانوني،تحتمراقبة أعين بعثة المينوريسو في الصحراء المغربية.
وتحمل المواطنون المغاربة والأفارقة والأوروبيون، لا سيما السائقين المهنيين، لسنوات التصرفات الطائشة لعناصر البوليساريو التي كانت تعترض طريق الشاحنات والسيارات والدراجات، لابتزازهم ودفعهم إلىتقديم بقشيشات من الدراهم قبل السماح لهم بإتمام طريقهم نحو المعبر الحدودي البري الموريتاني أو المغربي.
واستنادا إلى الزيارة الميدانية التي قامت بها بيان اليوم، فإن المعطيات على أرض الواقع تغيرت جملة وتفصيلا، بفضل التواجد العسكري المغربي في «قندهار» التي استتب الأمن بها، بعدما كان صيتها ذائع من حيث الانفلات الأمني الخطير الذي كانت تشهده في السابق، بالرغم من أن المسافة قريبة جدا بين المعبرين الدوليين التي لا تكاد تتعدى 5 كلم.
وخلال بداية شهر أكتوبر الماضي، كان من المستحيل أن يتجاوز المدنيون المغاربة هذا المعبر بدون المراقبة غير القانونية من قبل عناصر البوليساريو، لكن أصبحت اليوم زيارة المنطقة متاحة لأي مواطن مغربي بفعل التواجد الأمني المكثف للقوات المسلحةالملكية المغربية.
وبالرغم من التنديد المغربي بشكل دائم طيلة السنوات الماضية من تواجد عناصر البوليساريو ب»قندهار» ودعوة الأمم المتحدة والمنتظم الدولي إلى حث البوليساريو على التنحي عن المنطقة العازلة، إلا أن جمهورية الوهم لم تتراجع عن تواجدها، إلا عقب التدخل العسكري السلمي للجيش المغربي الذي قذف بعناصرها نحو مخيمات تندوف.
وأصبح من المستحيل أن تضع عناصر البوليساريو أرجلها فوق تراب منطقة»قندهار»التي تعمل السلطات المحلية على تنظيفها من بقايا أجزاء الشاحنات والسيارات، والعجلات المطاطية، وكذا نفايات السلع والبضائع الفاسدة.
الجدار الدفاعي
ولاحظت الجريدة إتمام عناصر الجيش المغربي للجدار العازل الذي أصبح يمتد إلى معبر موريتانيا، حيث أصبح يتمركز عناصر الجيش المغربي على طوله، كما أن التحركات والاتصالات بين أفراد القوات المسلحة الملكية المغربية تكاد لا تنقطع.
ويتم رصد كل صغيرة وكبيرة فوق رمال الصحراء المغربية، من خلال أبراج المراقبة العسكرية، والتحرك الميداني مع وضع أصابع اليد على الزناد، للوقوف على السلامة الأمنية للمنطقة، والتأهب لأي تدخل عسكري مفاجئ في حالة هجوم مفترض من قبل دعاة الانفصال وأعداء الوحدة الترابية للمملكة.
واستنادا إلى العديد من الشهادات التي استقتها بيان اليوم من عين المكان، فإن التواجد العسكري المغربي على مستوى طول الجدار الأمني الرملي العازل الجديد، والذي ينضاف بالمناسبة إلى حوالي 2500 كلم من الجدار الدفاعي القديم، سيحد من نشاط التهريب ب»قندهار».
وتتعلق أنشطة التهريب، بالسوق السوداء في السلع والبضائع والسيارات والشاحنات، فضلا عن الاتجار في المخدرات والبشر، من خلال تنظيم رحلات بحرية للهجرة السرية إلى الجزر الإسبانية القريبة من الأقاليم الجنوبية للمغرب (لاس بالماس، جزر الكناري..)، ناهيك عن الهجرة بين الحدود البرية التي كانت تذر على عناصر البوليساريو مبالغ مالية مهمة.
ولم تقف التجاوزات اللاقانونية للبوليساريو عند هذا الحد، بل إن شهادات متفرقة أكدت للجريدة بيع عناصر البوليساريو للوقود ب»قندهار» بعد تهريبها من الجزائر حيث تتمركز القيادة الوهمية للبوليساريو بتندوف، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، كان يعرض عناصر البوليساريو المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين بمخيمات تندوف ب»قندهار» على أساس اقتنائها من قبل العابرين الأفارقة، بدل توزيعها على المحتجزين كما هو معمول به في الأعراف والقوانين الدولية لحقوق الإنسان.
وكشفت شهادة إحدى العارفين بخبايا منطقة «قندهار» من ساكنة بئر كندوز فضل عدم ذكر اسمه لبيان اليوم، أنه على طول المنطقة العازلة التي تربط بين المعبرين البري للمغرب وموريتانيا، كانت توجد قطع أرضية بمساحات كبيرة فوقها براريك وأعشاش يسكنها غرباء لا تعرف جنسياتهم، أغلبهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، من قبيل موريتانيا، والسينغال، والكوت ديفوار، وبوركينافاسو، والجزائر.. وهو ما يعتبر أمرا خطيرا على الاستقرار الأمني للمنطقةعلى حد تعبيره.
وكانت تتعاطى هذه الجماعات بحسب شهادة المتحدث عينه، إلى البيع في المتلاشيات والسلع والبضائع غير المعروفة المصدر، إلى جانب الاتجار في السيارات المهربة، بتفكيك أجزائها ونقلها إلى الدول الإفريقية على أساس تركيبها من جديد، أو استعمالها كقطع غيار.
وذكر مصدر الجريدة أن السلطات المحلية باشرت عملية التمشيط والتنظيف على طول الطريق الحدودية، لإخلاء المنطقة في أقرب الآجال من كل المتلاشيات الثقيلة لاسيما السيارات والشاحنات التي لا يعرف أصحابها إلى اليوم بعد رفض الجمارك المغربية منحها تأشيرة الدخول إلى الأراضي المغربية.
ويرجع سبب ذلك إلى عدم احترامها للشروط القانونية فيما يتعلق بالوثائق والبيانات الحقيقة التي يتم تزويرها، بهدف إدخالها إلى المغرب، أو نتيجة استعمالها في أنشطة تهريب الممنوعات على الحدود الموريتانية- المغربية.
عودة الأمن
وذكرت مصادر محلية بالكركرات، بأن المغرب أجرى اتصالات بالسلطات الموريتانية، من أجل إفراغ المنطقة الحدودية من السيارات والشاحنات المركونة لما يصل إلى 30 سنة بعد عدم السماح لها بالدخول، حيث شاهدت الجريدة اشتغال آليات الرفع والحملعلى تنقية «قندهار» من هذه المتلاشيات.
وتصر الجمارك المغربية على توثيق كل التحركات بداخل المعبر، حيث لا يسمح للعديد من المهاجرين غير الشرعيين الولوج إلى الأراضي المغربية، أو مغادرتها بدون تقديم معطياتهم وبياناتهم الشخصية الخاصة، وهي الصرامة التي تضبط الايقاع الأمني بالمنطقة في ظلالتهديدات الإرهابية بالمنطقة التي تؤكدها العديد من التقارير الأمنية.
وفي هذا الصدد، كانت «قندهار» من بين المناطق المرشحة لاستقطاب الجماعات المتطرفة، وكذا تداول السلاح بإيعاز من عناصر ميليشيات البوليساريو الذين أشهروا سابقا السلاح الناري في وجه السائقين الذين يرفضون الانصياع لأوامرهم، ويقاومون تعنتهم بأداء اتاوات المرور ونزع العلم المغربي، وتمزيق وتقطيع الأوراق الإدارية والجمركية المغربية، وهي التحرشات التي عادت من الماضي بعد تواجد أفراد الجيش المغربي ب «قندهار» التي بدأت تتغير معالهما منتقلة من اللاقانون إلى القانون.
وبعد تدخل القوات المسلحة الملكية المغربية ب»قندهار»، تم إسقاط الأقمشة التي كان ينصبها عناصر البوليساريو كعلم لجمهورية الوهم، إذ تم رفع العلم المغربي الذي أضحى يرفرف على طول الجدار الأمني الرملي بين الحدود المغربية والموريتانية، إيذانا بنهاية التسلل إلى المنطقة العازلة التي كانت مسلمة للأمم المتحدة.
وفي ظل تلويح عناصر البوليساريوبخرق اتفاق وقف إطلاق النار في «قندهار» خلال نهاية شهر أكتوبر وبداية نونبر في استفزاز واضح للمغرب، كان يتحرك هذا الأخير وفق شرعية القانون الدولي من خلال عمله الدبلوماسي.
غير أنه قرر في الأخير التحرك العسكري لإنهاء فوضى البوليساريو التي هددت الأمن الغذائي لدول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث راحت ضحيتها قيادة الجمهورية الوهمية، خصوصا وأن مختلف دول العالم رفضت عرقلتها لحركة السير والمرور بين المغرب وموريتانيا، في تمرد علىقرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة.
وجدد القرار الأخير للأمم المتحدة 2548، مهمة بعثة المينورسو في الصحراء المغربية لسنة جديدة، محملا في السياق ذاته، مسؤولية عدم حل الملف للجزائر، نظرا لانتصابها طرفا في الموضوع بدل دفعها للقضية في اتجاه الحل، وليس عرقلة الجهود المغربية، طمعا في التوسع على حساب المحتجزين في مخيمات تندوف، ورهانها الاستراتيجي الوهمي بالحصول على بوابة بحرية مطلة على المحيط الأطلسي.
وما يؤكد هذا الطرح، هو العديد من تصريحات جنرالات العسكر الجزائري الذين أصيبوا بالهذيان بعد إعادة الجيش المغربي الأمور إلى نصابها بالمنطقة الحدودية العازلة بين معبري المغرب وموريتانيا (قندهار)، والتي كانت بؤرة لاحتضان جميع الأنشطة غير الشرعية في غياب أجهزة الأمن لمراقبة ما يحصل في جزء من رمال الصحراء المغربية.
ويعبر العسكر الجزائري عن أطماعه في الموقع الاستراتيجي الدولي للكركرات، من خلال السخاء المبالغ فيه في تقديم الأسلحة والمعدات العسكرية لمليشيات البوليساريو الذين كانوا يصولون ويجلون بين الحدود الموريتانية والمنطقة العازلة المغربية، مهددين بوقف اتفاق إطلاق النار.
مناورات البوليساريو
وتناور ميشليشات البوليساريو بين الفينة والأخرى بالسلاح الناري على طول الجدار الرملي الدفاعي بإطلاق بعض الرصاصات التي يرد عليها عناصر الجيش المغربي، بحسب ما أكدته مصادر عسكريةلبيان اليوم.
ولا يقف الدعم الجزائري للمغرب عند هذا الحد، بل يقدم جيشه الدعم المالي من أموال الجزائريين لقيادة جمهورية الوهم التي فقدت مصداقيتها بعد تهاوي أسهم أطروحتها الانفصالية ولعب دور الضحية.
وبدل أن تتحلى هذه القيادة المتواجدة بمخيمات تندوف بالجرأة في اتخاذ قرار مستقل بدون الرجوع إلى جنرالات العسكر الجزائري، مازالت مصرة على رفض الطرح المغربي المتقدم لحل النزاع المفتعل بالصحراء المغربية من خلال الحكم الذاتي، والذي يروم الحفاظ على وحدة التراب الوطني، واستكمال ورش التنمية الذي أطلقه المغرب بالأقاليم الجنوبية.
ولم يتقبل النظام الجزائري بعد، التقدم الذي سجله المغرب في المنطقة، بعد دحر الجيش المغربي لعناصر البوليساريو صوب المناطق العازلة وراء الجدار الرملي المغربي الذي تم تشييده بين سنة 1980 و1987.
ومباشرة بعد تقدم القوات المسلحة الملكية المغربية ب»قندهار» قررت السلطات المحلية بالكرارات، ربط المعبر الحدودي المغربي والموريتاني بالطريق المعبدة، في تغيير للبنية التحتية السيئة للتنقل والتي استفادت منها البوليساريو لسنوات بابتزازها للسائقين الذين كانوا مطالبين بأداء 100 درهم أثناء الذهاب والإياب.
وستسهل الطريق التي يتم الاشتغال عليها حاليا حركة مرور الشاحنات والسيارات التي تدخل بعد مسافة 2 كلم من الطريق المعبدة، في مسلك طرقيوعر وغير مجهز، يستغرق من السائقين وقتا طويلا يتعدى 45 دقيقة للوصول إلى معبر موريتانيا البري.
وكشفسائق إحدى الجرافات لبيان اليوم، أن العمل لا يتوقف في «قندهار»، حيث توجد أوامر عاجلة بإخلاء المنطقة التي كانت عازلة لما يقارب 30 سنة، وتنظيفها من النفايات الثقيلة، وبقايا معدات عناصر جبهة البوليساريو التي كانت مرابطة في المنطقة العازلة، بإقامة سدود أمنية تهدد سلامة العابرين.
وأوضح سائق الشاحنة، بأن هذه المهمة العسيرة يغامر فيها المغاربة، لأنهم لا يتوفرون على معطيات أمنية بخصوص وجود ألغام متفجرة، سبق وأن زرعتها عناصر البوليساريو في المنطقة.
لكن تقتضي السيادة الوطنية من المغرب تأمين أراضيه بتطهيرها من كل الشوائب وإعادة فرض النظام القانوني بها، بعد فرار عناصر جبهة البوليساريو إلى مخيمات المحتجزين، عقب التدخل العسكري المغربي، الذي أمن بشكل جيد حركة التنقل بين المعبر الحدودي البري للمغرب وجارته موريتانيا، بحسب ما وقفت عليه بيان اليوم في المنطقة العازلة ووثقته بالصور في الميدان.
موفد بيان اليوم إلى الكركرات: يوسف الخيدر- تصوير: أحمد عقيل مكاو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.