حين قمت بانتقاد سلوك بعض المشاركين في مهرجان شعري كرم الشاعر محمد علي الرباوي، حيث سعوا إلى منع أحد الحاضرين من تلاوة الشعر؛ بمبرر أنه ليس شاعرا وأنه أراد أن يستغل المناسبة لأغراض انتخابية كذا.. راسلني أحد الغاضبين يقول إنه قرر مقاطعة هذا المنبر الإعلامي احتجاجا حضاريا على ثقافة الجحود والنكران التي طالت رمزا من رموز ثقافتنا المغربية. فكان جوابي له: " لا ينبغي إخراج المقال عن سياقه، المقال لم يكن تغطية للمهرجان، لم أتحدث فيه عن مجريات المهرجان، كما أنني لم أذكر أي اسم ممن أصروا على تجريد مواطن من الحق في التعبير شعريا.. المقال هو عبارة عن فكرة أومن بها وسأظل متشبثا بها طوال حياتي، وهي حق أي كائن في التعبير بوسائله الخاصة.. هل ينبغي لفلان أو علان أن يكون حاصلا على العضوية في بيت الشعر أو في اتحاد كتاب المغرب أو أو أو ..حتى يستحق حمل صفة شاعر؟ والله لقد خجلت مكان أولئك الذين حاولوا منع مواطن من تلاوة الشعر، من التعبير.. بالصفير والتهكم والازدراء.. وحمدت الله على الأقل أنني لم أكن حاضرا في هذا المهرجان، كي لا أرى كيف أن بعض من يعتقدون أنفسهم مثقفين وأدباء.. أخرجوا سكاكينهم، وإن كان ذلك مجازيا، وأشهروها في وجه إنسان، تهمته أنه أراد أن يتلو شعرا، لا لشيء سوى لأنهم أحسوا بمضايقته لهم في ساحتهم الشعرية، هل هناك تسلط أكبر وأفظع من هذا؟". وأضفت قائلا للتوضيح أكثر، بعد أن تم التمادي في مهاجمتي من طرف العديدين: "في كل ما كتبناه ونشرناه في جريدة بيان اليوم، ليس هناك ما يسيء إلى الشاعر محمد علي الرباوي، وهذا ليس من أخلاقنا خصوصا عندما يتعلق الأمر بشاعر له وضعه الاعتباري والرمزي، فقد كان هذا الشاعر من بين المشجعين الأوائل على الانطلاقة الجديدة للملحق الثقافي، فكيف نسيء إليه؟ وبخصوص حفل تكريمه الأخير، كنا قد نشرنا تغطية له مع صورة مكبرة لشاعرنا تليق بمكانته في ساحتنا الأدبية، كما أن المقال أو بالأحرى المقالين اللذين كتبتهما ونشرتهما على هامش ما وقع في المهرجان التكريمي، وكان محورهما حرية التعبير، لا يسيئان إليه على الإطلاق، وأتحدى أن تجد فيهما أدنى إساءة إليه هو شخصيا. وقد تحدثت معه بعد ذلك على الخاص، بكل هدوء، وعبرت له عن أسفي لسوء الفهم، وطوينا الصفحة. طبعا، يحدث الجدال، وقد تصدر منا كلمة طائشة في لحظة غضب، خصوصا أثناء الدردشة، وهذا شيء طبيعي، وهو يحدث حتى بين الأب وابنه، لكننا لا نقوم بتأليه الأشخاص". وتدخلت واحدة ممن يعشقون السباحة في الماء العكر، واجتزأت فقرة من أحد ردودي، اعتبرتها إساءة للرمز الثقافي المشار إليه، محاولة إيهام القراء بأنها منشورة في هذا المنبر الإعلامي، بينما هي في الحقيقة عبارة عن دردشة على صفحتي الاجتماعية الخاصة؛ فجاء جوابي إليها حازما وشديد اللهجة: "أعيدي قراءة الرسالة ولا تقومي بخلط الأمور بنية مبيتة. في كل ما كتبناه ونشرناه بجريدة بيان اليوم، ليس هناك ما يسيء إلى الشاعر محمد علي الرباوي.. في حين أن ما تقصدينه بأحد منشوراتي - وفي لفظتك هاته تعتيم- فهو بالضبط ما ألمحت إليه في الرسالة عينها، بأنه قد يحدث الجدال، وقد تصدر منا كلمة طائشة في لحظة غضب، خصوصا أثناء الدردشة.. إذن الأمر يتعلق بدردشة في الفايس وليس في أي منشور آخر، وأنا أسحبها من الآن وأعتذر عنها. إذن رجاء، لا تخلطي الأمور بنية مبيتة، لا تعكري الماء لتسبحي فيه..". أما صاحبنا الذي حاول انتزاع بطولة وهمية، يا لبؤسه؛ فعوض أن يأتي بمثال واحد، يدل على إساءتنا إلى ذلك الرمز الثقافي المغربي، على حد تعبيره. اكتفى بالرد: "أخشى أن أجرحك لو فتحتُ باب الردّ.. رجاء لا تتحداني .. فعلا لله في خلقه شؤون !". ومرة أخرى، كنت حازما في الرد عليه: "كان عليك أن تعتذر لأنك قابلت المعاملة الحسنة بالإساءة، تحت مبررات واهية، بحثا عن بطولة وهمية، كما شرحت ذلك في الرسالة إياها، ارجع إليها. مع ذلك، أؤكد لك على أنني لا أخشى هذه الشرور منك ومن غيرك. وعلى حد تعبير المتنبي: "صرت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال". هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته