أثارت الوضعية التي أصبح عليها مركز التكوين التابع لنادي الرجاء، تدمر جل الأوساط الرياضية، خاصة تلك التي ترى دائما في هذا النادي قاطرة تقود الرياضة الوطنية إلى جانب الأندية التقليدية كالوداد، الجيش، الكوكب المراكشي وغيرهما. فقد اكتشف المتتبعون بعد رحيل الرئيس السابق محمد بودريقة الكثير من الحقائق التي كان يجتهد بكل الوسائل من أجل إخفاءها، لتظهر الصورة القاتمة التي أصبح هذا النادي العريق الذي يحب جمهوره أن يلقبه ب " الرجاء العالمي"، إلا أن عهد الرئيس غير المأسوف على رحيله، خلف دمارا شاملا، أتى على الأخضر واليابس، وبات فريق الرجاء أكثر مديونية وأكثر هشاشة وأكثر تشتتا. فمركز التكوين الذي صرفت عليه أموالا طائلة من خزينة النادي وبدعم من جامعة كرة القدم، أنجب لاعبين متميزين دافعوا بسخاء عن قميصي الرجاء والفريق الوطني، كما التحق البعض منهم بعالم الاحتراف على أعلى مستوى، هذه القلعة الرائدة على مستوى التكوين، قرر بودريقة مباشرة بعد تحمله مسؤولية الرئاسة إغلاقه، وتشريد لاعبين صاعدين، وحرمانهم من إمكانية التكوين والتطور حتى يصبحون مؤهلين لحمل القميص الأخضر. فرغم أن القرار ليس قرارا لم يكن سهلا، فان الرئيس السابق بودريقة لم يكلف نفسه عناء تبريره، رغم انعكاساته السلبية على مستقبل الفريق خاصة من الناحية التقنية، مع العلم أن العارفين بخبايا الأمور يدركون جيدا، أن الأسباب تعود إلى رغبة جامحة في فسح المجال لجلب عناصر جاهزة من الداخل والخارج، على حساب أبناء الفريق وهويته التقنية وطابعه الخاص ومدرسته المعطاءة. المؤكد أن قرار إغلاق المركز من أجل فسح المجال أمام السمسرة وإبرام صفقات لجلب اللاعبين، كان بتوصية من مستشار هذا الرئيس السابق، وبإيعاز من مدرب يعرف الخاص والعام أنه لا يستحي من أجل الاستفادة من كعكة الانتقالات. فالأربع سنوات التي قضاها هذا الرئيس الشاب الذي يسمى محمد بودريقة، خلفت مديونية قياسية، وخلافات عميقة مع جل أوساط كرة القدم الوطنية، وخاصة الجامعة، كما خلف عهده نزاعات مطروحة وطنيا ودوليا، وغموض على جميع المستويات، وتخريب لحق مقر النادي وكذا مركز التكوين، دون أن نستثني الكثير من الوعود الكاذبة. إنها ضريبة البحث عن "مول الشكارة" لتحمل مسؤولية تسيير الفرق الكبيرة، والنتيجة تراجع بسنوات كثيرة للوراء، بعدما كان الرجاء ناديا نموذجا يحتدى به من حيث المصداقية والتسيير والتدبير والبعد المقولاتي... "الله يأخذ الحق في لي كان السبب"... سةوف على رحيلة خلف دمارا