معضلة التلوث البيئي واحدة من المعضلات الأساسية التي تقض مضجع تراب الولاية، فالوضعية يوما بعد يوم تزداد تعقيدا، وعليه أصبح لزاما تشريحها وتوضيح تجلياتها، والحديث عن حلول معينة قد يغدو بدون جدوى مالم نستحضر العوامل المتسببة في انبعاث التلوث الذي تنتج عنه مضاعفات وخيمة تؤثر بصورة سلبية وسيئة على المجال البيئي الإيكولوجي للسكان وصحتهم، واستحضارا منا لأحد العوامل الرئيسية في تلوث المجال البيئي بجل أحياء الولاية، نتوقف من خلال هذه السطور عن عامل مهم لا يقل في نظرنا عن باقي العوامل والتي لا يمكن للراغب في الكشف عنها لتعددها والحد من خطورتها فأماكن تجمع حافلات النقل الحضري بالنقاط الرئيسية بوسط المدينة، لاكونكورد، مارشال، ساحة وادي المخازن، المعاريف، قسارية الحي المحمدي، السوق البلدي بسيدي مومن، قيسارية سيدي البرنوصي، ساحة السراغنة، سيدي معروف، وادي الذهب وغيرها، كلها تسيء بشدة للمجال البيئي والصحي للمواطنين، وحينما نضع في الإعتبار الوضعية الميكانيكية المهترئة لقطاع واسع من الحافلات بما فيها التابعة للقطاع الخاص، حيث تنفث عوامدها أذخنة كثيفة وحالكة السواد باقحام بأفحام تصل أحيانا الى حجب الرؤيا وطمسها، فهذه الأذخنة السامة تشكل تهديدا صريحا للجهاز التنفسي كما تضر بالغلاف الجوي وتفقده مناعته، وكم ستكون دهشتنا كبيرة لهول العواقب عندما لا نلغي من مفكرتنا أن أعدادا هائلة من صنف هذه الحافلات المتلاشية والمتداعية تجوب شوارع وأجزاء الولاية يوميا لتلقي بسموم قاتلة تأتي على كل شيء يمت للصحة. وبانعدام المراقبة تجوب مناطق الولاية حافلات سواء التابعة للنقل العمومي أو الخاص المتدهورة آليا وميكانيكيا في غياب الالتزام بدفتر التحملات الذي ينص على تشغيل حافلات جيدة هيكليا وتجهيزيا، ومع ذلك لا ننكر أن هناك ذات المواصفات السليمة لكنها، وفي غياب الصيانة والمراقبة قد تلحق بمثيلاتها المهترئة والمتآكلة، وفي انتظار الطرامواي والذي لا شك أنه سيخفف من شدة وطأة نقاط توقف الحافلات يتحتم على المسؤولين الاسراع في الأشغال التي تسير سير السلحفاة وإخراج الطرامواي الى حيز الوجود ليدخل خانة الممكن، وفي انتظار أن يصبح ذلك ممكنا وحقيقة شاخصة يتحتم على المجالس المحلية الاهتمام بخلق المجالات الخضراء والتكثيف من عمليات غرس الأشجاز وإحداث مناطق خضراء للتخفيف من عبء المعاناة التي يتجرع مرارتها سكان الولاية حيث أصبح معظم إن لم نقل جلهم يعانون من مرض الربو وضيق التنفس.