نشرت العديد من الصحف خبر شاب مغربي يحمل الجنسية الهولندية، قدمته كشيطان ينشر فيروس السيدا في صفوف نساء استهدفهن، فما قصة هذا الشاب المتعايش مع فيروس السيدا، الذي يخضع للتحقيق في ملف يشتبه فيه بإيذاء الغير بجرم تعمد نشر الفيروس؟ المعطيات التي استقتها « فبراير.كوم » من مصادر مقربة من الملف في مدينة فاس، تؤكد أن نقطة الميراث التي أشارت اليها بعض الجرائد بشكل عابر، قد تكون البوابة لفك جزء من طلاسم هذه القضية المتشعبة. بدأ كل شيء حينما احتدم الصراع حول الارث بقلب عائلة توفي رب أسرتها والأم انفصلت عن الأب قبل وفاته، حسب ما أكدته مصادر مقربة من العتقل نفسه. الصراع على الارث حرك العديد من الخيوط بقلب العائلة، وقد يكون الخيط الذي قاد شابا من بيته إلى الزنزانة، حسب ما يردده المعتقل نفسه الذي يؤكد أنه كان ببيته حينما طرقت الشرطة باب بيته واقتيد إلى السجن وحرم من تلقي الدواء ومن تغيير ملابسه او الاستحمام لمدة تربو عن الأسبوع، نافيا أن يكون قد استهدف طيلة حياته أي إمرأة، أو تكون له نية نقل فيروس السيدا، مستغربا من طبيعة التهمة التي وجهت له. وحسب الرسالة التي وجهتها جمعية محاربة السيدا، فإن المتهم حرم من تناول الأدوية خلال الأيام الأولى من اعتقاله، ووضع في عزلة تامة. فما الذي يخفيه هذا الملف؟ هل يتعلق الأمر فعلا بشاب متعايش مع فيروس السيدا، حاول الانتقام من النساء على طريقته، أم أن شكاية كيدية لها خلفيات وجذور عائلية، هي التي تقف وراء ملف، توفرت فيه كل ثوابل الإثارة، إلى درجة ألبسته بعض التغطيات الصحافية لبوس حملة « سيروفوبيا »؟ إنها الحقيقة التي لا يمكن الكشف عنها إلا عبر تحقيق نزيه، لا يقع تحت ضغط الإثارة أو أية مؤثرات جانبية، كما أكدت ل »فبراير.كوم » مصادر حقوقية تتابع بقلق هذا الملف.