لم يكن موجودات أبدا من قبل، كان آدم لوحده، ثم خرجن من ضلعه. لا تحتفلوا بعيدهن، ولا تهدوهن ورودا، الشريرات، أي رجل، ومهما تظاهر بالقوة، يذعن لنعومتهن في النهاية. بسببهن تكاثر البشر في الأرض، وقامت الحروب، وفي كل دقيقة يخرج من رحمهن الرضع، الذين يمصصمون الأثداء ويكبرون، ويخلقون الزحمة في هذا الكوكب. الذين رفضوهن وامتنعوا عن ملاحقتهن إلى آخر النفق الأسود، تشوهت وجوههم وأصابهم الخبل، ولتتأكدوا انظروا إلى شوبنهاور وكيف انمسخ وأصبح مثل وحش يخيف الصغار. قبل سنوات حذرني صديقي الشاعر هشام فهمي بأنه يجب الخوف من المرأة لأنها رجل، نعم قال لي ذلك، واعتقدت أنه يمزح، ولم أصدقه. يوميا يعذبن الرجال بالرقة ويطلبن منا أن نحتفل، أي عيد هذا الذي نحتفل فيه بمن يجرجرنا ويشدنا من قلوبنا، ويستغل ضعفنا. يتمنعن بلا سبب واضح، ويتأففن من الغزل، ونحن لا نكل نستجديهن ونتقرب إليهن وننحني لهن. أشد الرجال ركعن لهن من أجل ابتسامة منهن. أين النخوة أين الفحولة يا ذكور العالم اتحدوا جمالهن يقتل ونظراتهن تصرع وأجسادهن تدوخ النساك والقديسين ولا أحد يحتج ويصرخ لا لهذا العيد الأممي. لولاهن لما اختلف أحد مع الإسلاميين، ولما كان هناك نقاش حول السينما النظيفة، ولما اغتنى مخترعو الفياغرا، ولما غضب أفتاتي في الطائرة. ضدا على كل الفمينيست، نعم المرأة لذيذة ورقيقة وناعمة وحلوة، ولن نسمح لكم بأن تحولوها إلى رجل. قوموا يا رجال، هيا، قوموا قومة رجل واحد وقولوا معي لا للمناصفة لا للكوطا لا للمساواة إنهن يتمكن مثل الإسلاميين، وخلف الجمال والإثارة والغنج والماكياج، تختبىء شقيقاتهن الأمازونيات، ويتهيأن للانقضاض علينا بأسلحتهن الفتاكة وبشهوتهن الطافحة. صدقت بسيمة الحقاوي، فلا أحد يعرف النساء أكثر من النساء أنفسهن، إنهن فاخرات رغم صغر سنهن. لا تثقوا فيهن ولا تأمنوا جانبهن، ولمن مازالت في نفسه ذرة شك، فلينظر ماذا فعلت واحدة منهن بألمانيا، لقد خرب الرجال ألمانيا وبعثت فيها امرأة الحياة وجعلتها قوية. حتى اللغة التي صنعها الرجال بكدهم وجهدهم يرغبن في تقاسمها معنا ويقلن لماذا لا توجد عضوة في اللغة العربية، رغم أن لا رواية تقول إنهن صعدن معنا برج بابل. يا لكن من شريرات، ويا لوقاحتكن وصفاقتكن، أتردننا أن نقول عضوات تناسلية، ويحكن يا نساء الكون، أين العفة والحشمة والوقار. لهذه الأسباب ولأسباب أخرى يصعب ذكرها أمام الملأ أدعوكم إلى مقاطعة النساء، وعدم الاحتفال معهن في 8 مارس ولن نعرف نحن أفضل من رئيس الحكومة إنه على علم بالخفايا التي نجهلها نحن باقي الرجال وبن كيران رجل مثلنا وهو الذي أخبرنا أنه لا يمكن لنا أن نشدهن من شعورهن لئلا يتهمنا أحد بالنزعة الذكورية. ولكي لا تقول جمعياتهن الكثيرة إننا ميزوجين ونكرههن فالنساء أحيانا قوامات على الرجال وقد يفعلن الأفاعيل بنا ولذلك، ورغم وقاحتي اليوم، فأنا خائف، خائف جدا، أن تطلع زوجتي على ما كتبته بهذه المناسبة، وإن حصل ذلك لا قدر الله، فإن حسابي سيكون عسيرا، وسيضحك ويسخر مني الرجال والنساء وما بينهما وكل الكائنات التي خلقها الله سبحانه وتعالى.