يقدم كتاب (الموسوعة الكبرى للأرقام القياسية) للصحفي الإسباني بدرو مارتين للقراء وجبة دسمة عن كل ما يتعلق بأهم الأرقام القياسية في الكرة الإسبانية مرورا بأقوى الانتصارات وأقسى الهزائم ضمن مجموعة أخرى من البيانات الشيقة حول بعض الأندية التي اندثرت ومسيرتها، هذا بجانب غرائب ونوادر شيقة للغاية. ويظهر بين صفحات الكتاب بكل تأكيد اسم لاعبين يدخلان ضمن زمرة أفضل لاعبي كرة القدم في الوقت الحالي هما الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو أيقونة ريال مدريد، خاصة وأن كل منهما حطم الكثير من الأرقام القياسية في الليجا. ويدون الكتاب مجموعة من الأرقام القياسية التي تخص ميسي على سبيل المثال مثل كونه صاحب أكبر عدد من الأهداف في تاريخ الليجا بعد تخطيه رقم الأسطورة تيلمو زارا (253 هدفا)، والذي عادله مؤخرا رونالدو ليصبح ثاني أكثر اللاعبين تهديفا في تاريخ المسابقة. ويبرز الكتاب أيضا على سبيل المثال امتلاك ميسي للرقم القياسي من حيث أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد بالليغا (49 هدفا) يليه كريستيانو رونالدو (48)، هذا بخلاف تمكن كل منهما من تسجيل أكثر من مئة هدف على ملعب واحد؛ كامب نو في حالة الأرجنتيني وسانتياغو برنابيو بالنسبة للبرتغالي. ويقدم الكتاب احصائية تظهر مدى تفوق كل من ريال مدريدوبرشلونة حيث توج الفريقان ب26 لقبا للدوري الإسباني من أصل 31 جرى التنافس عليها منذ 1984. ويظهر اسم حارس ريال مدريد السابق إيكر كاسياس كجزء من تاريخ الأرقام الرياضية بالمسابقة، حيث تمكن من الحفاظ على نظافة شباكه لمدة 951 دقيقة. ومن ضمن البيانات المثيرة للدهشة والشك في الوقت ذاته، المباراة التي شهدت تسجيل أكبر قدر من الأهداف في الليغا: فوز أثلتيك بلباو على راسينج سانتاندير في 1933 بنتيجة 9-5 كما يظهر في تقرير حكم المباراة، ولكن الأخبار التي تنتمي لهذه الحقبة تقول إن المباراة انتهت 9-4. ولا تعد الأهداف مهمة دون انتصارات، لذا يظهر اسم برشلونة كالفريق الوحيد الذي حقق 16 انتصارا متتاليا في الليغا، هذا بخلاف رقمه القياسي الحالي الذي لم يذكر بالطبع في الكتاب بخوض 39 مباراة متتالية دون معرفة طعم الخسارة. وبالنسبة لمنافسات الكأس يقدم بدرو مارتين في كتابه، الذي ينتقد نظام الذهاب والعودة في البطولة، فرقا من الدرجة الثانية تمكنت من تحقيق مفاجآت أمام فرق كبرى بل ومفارقات أكبر من هذا. ومن ضمن هذه المفارقات تمكن فريق الرديف بريال مدريد من التأهل لنهائي كأس الملك ومواجهة الفريق الأول على ملعب سانتياغو برنابيو، حيث انتهت البطولة بفوز الأخير بنتيجة 6-1 وتتويجه باللقب في موسم 1979-1980. وبعيدا عن هذه الواقعة، تجدر الاشارة مثلا إلى ألافيس الذي أقصى أربعة فرق من الدرجة الأولى وهي كومبوستيلا وأوفييدو وريال مدريد وديبورتيفو، ولكن مايوركا تمكن في النهاية من اخراجه من نصف النهائي. لا تتحلى كرة القدم دائما بالعدل وفي أحيان كثيرة تكون قاسية، لذا يبرز الكتاب ديبورتيفو لاكورونيا كأحد الأمثلة الواضحة على هذا، خاصة حينما يواجه فالنسيا. وكان الديبور خسر في إحدى المرات لقب الليغا في الجولة الأخيرة عقب التعادل مع فالنسيا بعد اهدار ركلة جزاء في الدقائق النهائية من عمر المباراة، هذا بخلاف كون فريق "الخفافيش" سببا في هبوط ديبورتيفو احدى المرات لدوري الدرجة الثانية بعدما فاز عليه في مرة أخرى بالجولة الأخيرة بهدفين نظيفين. من ضمن الحالات الطريفة الأخرى التي يعرضها الكتاب فريق (أغروباسيون ديبورتيفا الميريا)، الوحيد الذي صعد لليغا مرورا بكل الدرجات بشكل متتال؛ ففي 1997 تأسس فريق الدرجة الثانية (ب) حيث صعد في الموسم التالي للدرجة الثانية وفي 1979 ارتقى لليغا حيث أنهى عامه الأول في المركز التاسع. بعدها بعامين هبط الفريق للدرجة الثانية ثم الثانية (ب)، وذلك قبل أن يصل للثالثة (رابع درجات الكرة في إسبانيا) بسبب عقوبة ادارية في 1982 حيث لم يتمكن من انهاء الموسم بسبب الديون ليندثر النادي. وتظهر أيضا أسماء المدربين في الكتاب مثل خابيير مانويل مونيوز، مدرب ريال مدريد السابق والذي حقق معه خمسة ألقاب ليغا متتالية والذي درب أيضا أتلتيكو مدريد، ويعد عامة المدرب صاحب أكبر عدد من ألقاب الليغا باجمالي تسعة. ولا يغيب اسم بيب جوارديولا ولويس إنريكي مدربي برشلونة السابق والحالي على الترتيب، عن الكتاب خاصة وأن كل منهما حقق ثلاثية الكأس والليغا ودوري الأبطال، ولكن الأول يتفوق بالفوز بمونديال الأندية وكأس السوبر الأوروبي وكأس السوبر الإسباني، فيما يغيب عن الثاني لقب كأس السوبر الإسباني. ولم تتمكن سوى سبعة أندية من تحقيق ثلاثية (الدوري+ الكأس+ دوري الأبطال) في أوروبا سوى سيلتيك وأياكس وايندهوفن ومانشستر يونايتد وبرشلونة وانتر ميلانو وبايرن ميونخ. ويلقي الكتاب الضوء أيضا على مسألة اقالة المدربين مثل موسم 1988-1989 والذي يحمل الرقم القياسي في عدد الإقالات بالليغا حيث تم الاستغناء عن خدمات 14 مدربا. ومنذ انشاء رابطة الليغا الاحترافية لكرة القدم (إل إف بي) لعبت 31 نسخة، لم تشهد ستة منها فقط إقالة أي مدربين. ومنذ 1984 حينما تأسست الرابطة سجلت 79 نتيجة مختلفة حتى موسم 2014-2015 ، ولكن أكثر نتيجة تكررت كانت الفوز بهدف نظيف، وذلك ألفين و796 مرة. وتعد هذه فقط مقتطفات من الأرقام الرائعة التي يتضمنها الكتاب الذي يقدم أيضا مجموعة من القصص المتعلقة بهذه الرياضة. يشار إلى أن بدرو مارتين هو اخصائي الاحصائيات باذاعة (كادينا كوبي) الإسبانية ويعد بجانب (مستر تشيب)، واحد من أكبر العاملين بهذا المجال حيث تميز بالشغف بتسجيل وتدوين الأرقام منذ الصغر، كما يقص زميله بالاذاعة باكو غونزاليس الذي كتب مقدمة الكتاب.