نقابة المخارق تطالب بطي ملف الأساتذة الموقوفين وتحشد لاحتجاجات "فاتح ماي"    تعميم المنظومتين الإلكترونييتن الخاصتين بتحديد المواعيد على جميع البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية    نصف ماراطون جاكرتا للإناث: المغرب يسيطر على منصة التتويج    الحماقات الجزائرية متواصلة.. اتحاد الجمباز ينسحب من البطولة الإفريقية بمراكش    توقعات أحوال الطقس غدا الإثنين    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    البكوري: مهرجان تطوان أصبح علامة فنية دولية وسنظل داعمين للفعل الثقافي رغم الإكراهات المادية    فرنسا باغة تستغل الدفء لي رجع شوية للعلاقات بين باريس والرباط باش تدي صفقة مشروع مد الخط السككي فائق السرعة لي غيربط القنيطرة بمراكش    الدورة 27 من البطولة الاحترافية الأولى :الحسنية تشعل الصراع على اللقب والجيش الملكي يحتج على التحكيم    نهضة بركان يضع آخر اللمسات قبل مواجهة اتحاد العاصمة الجزائري    حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على عزة ترتفع إلى 34454 شهيدا    توقيف مرشحة الرئاسة الأمريكية بسبب فلسطين    بلوكاج اللجنة التنفيذية مقلق نزار بركة.. غياب المثقفين وضعف التكنوقراط و"صحاب الشكارة" حاكمين لازون ديال حزب الاستقلال    انطلاق فعاليات مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط    قادمة من بروكسيل.. إفشال محاولة لإدخال هواتف غير مصرح بها    مطالب بإحداث خط جوي دائم بين مطار العروي وفرانكفورت    "خائف ومتوتر".. نتنياهو يخشى احتمال صدور مذكرة اعتقال بحقه من الجنائية الدولية    التاريخ الجهوي وأسئلة المنهج    انتخاب نزار بركة بالإجماع أمينا عاما لحزب علال الفاسي    هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في المستقبل؟    طنجة "واحة حرية" جذبت كبار موسيقيي الجاز    نهضة بركان يستعد لمواجهة ضيفه الجزائري وهؤلاء أبرز الغائبين    رغم ارتفاع الأسعار .. منتوجات شجرة أركان تجذب زاور المعرض الدولي للفلاحة    شبح حظر "تيك توك" في أمريكا يطارد صناع المحتوى وملايين الشركات الصغرى    الفكُّوس وبوستحمّي وأزيزا .. تمور المغرب تحظى بالإقبال في معرض الفلاحة    تتويج الفائزين بالجائزة الوطنية لفن الخطابة    المعرض الدولي للفلاحة 2024.. توزيع الجوائز على المربين الفائزين في مسابقات اختيار أفضل روؤس الماشية    خبراء "ديكريبطاج" يناقشون التضخم والحوار الاجتماعي ومشكل المحروقات مع الوزير بايتاس    ميسي كيحطم الرقم القياسي ديال الدوري الأميركي بعد سحق نيو إنغلاند برباعية    نظام المطعمة بالمدارس العمومية، أية آفاق للدعم الاجتماعي بمنظومة التربية؟ -الجزء الأول-    مور انتخابو.. بركة: المسؤولية دبا هي نغيرو أسلوب العمل وحزبنا يتسع للجميع ومخصناش الحسابات الضيقة    الحبس النافذ للمعتدين على "فتيات القرآن" بشيشاوة    تعيين حكم مثير للجدل لقيادة مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري    المغرب يشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض    محمد صلاح عن أزمته مع كلوب: إذا تحدثت سوف تشتعل النيران!    الحرب في غزة محور مناقشات قمة اقتصادية عالمية في المملكة السعودية    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    توقيف سارق ظهر في شريط فيديو يعتدي على شخص بالسلاح الأبيض في طنجة    صديقي: المملكة قطعت أشواط كبيرة في تعبئة موارد السدود والتحكم في تقنيات السقي    بمشاركة خطيب الأقصى.. باحثون يناقشون تحولات القضية الفلسطينية    ما هو صوت "الزنّانة" الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بالحرب النفسية؟    مهرجان إثران للمسرح يعلن عن برنامج الدورة الثالثة    سيارة ترمي شخصا "منحورا" بباب مستشفى محمد الخامس بطنجة    رسميا.. نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية    خبراء وباحثون يسلطون الضوء على المنهج النبوي في حل النزاعات في تكوين علمي بالرباط    قيادة الاستقلال تتوافق على لائحة الأسماء المرشحة لعضوية اللجنة التنفيذية    ابتدائية تنغير تصدر أحكاما بالحبس النافذ ضد 5 أشخاص تورطوا في الهجرة السرية    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    انطلاقة مهرجان سينما المتوسط بتطوان    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤجل قرار حظر "سجائر المنثول"    اكتشف أضرار الإفراط في تناول البطيخ    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    الأمثال العامية بتطوان... (583)    دراسة: التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تحارب الاكتئاب    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدليل الساطع على كذب مقصيدي الزائغ
نشر في هسبريس يوم 23 - 04 - 2009

الإحالة على ابن كثير ...نموذج لكذبه وافترائه على علماء الإسلام ""
في الحقيقة قرأت مرتين للمدعو محمد مقصيدي وهما بطبيعة الحال المرتبطتان بالكتابة حول صحيح محمد بن اسماعيل البخاري، وقد كنت أرفض الرد أو الحديث مع رجل لا يتقن إلا أساليب اللف والدوران والكذب والتدليس مع قاموس عريض من الشتائم والسباب لكل من له علاقة بعلوم الاسلام سواء كان حيا او ميتا وهم بطيبعة الحال علماء الاسلام الذين ارتضوا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا.
علماء لم يسبق لواحد منهم ان كان عضوا فيما يسميه صاحبنا المقصيدي ب حركات الاسلام السياسي، مع اعتراضنا على هذا المصطلح، إذ الاسلام الذي هودين الله عزل وجل نظام شامل للحياة البشرية بكل أبعادها الروحية والمادية السياسية والاجتماعية والاقتصاد، نظام يروم اصلاح حياة الناس وفق منهج رباني، هدفه إقامة العدل وصيانة كرامة الانسان، بعيدا عن الأخطاء البشرية التي تصدر نتيجة مخالفة الأوامر والنواهي الإلهية المتضمنة في القرأن الكريم والسنة الصحيحة الثابتة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
لكن يبدو أن صاحبنا المقصيدي عنده مشكلة عويصة في فهم ما يقرأه من نصوص قرأنية وأحاديث نبوية صحيحة، وذلك لعدة اسباب يمكن تلخيصها فيما يلي:
1-انطلاقه من مرجعية عدائية لكل ماله صلة بالإسلام الذي يحمل مشروع تغيير حياة الناس باتجاه ما يضمن لهم سعادة الدنيا والأخرة، بعيدا عن اعتماد نموذج التفكير والسلوك الغربيين المنفلتان من كل ارتباط بالأسس الدينية والأخلاقية، ذلك أن العالم الغربي في طلاق تام مع المرجعية الدينية منذ الثورة الفرنسية التي قطعت مع الديانة الكنسية التي كانت سببا في عصور الظلام التي كانت تعيشها أوربا طيلة ما يسمى بالقرون الوسطى بسبب احتكار مؤسسة الكنيسة الحديث في كل المجالات المعرفية دون غيرها مما نتج عنه رفض لكل ابداع بشري في مجال الفكر و المعرفة يخالف بالدليل والبرهان ما عليه الكنيسة.
-2جهله اللغوي الصرف بعلوم الآلة الشرعية، من قواعد اللغة ومصطلح الحديث وقواعد أصول الفقه،وأصول التفسير،واصطلاحات المفسرين والمحدثين والفقهاء، مما نتج عنه فهم سقيم للمدعو محمد المقصيدي، سواء لنصوص القرآأن و السنة، او لكلام واستدلالت العلماء والفقهاء، الأمر الذي ترتب عنه استدلال متعسف و بتر للنصوص و الاحالات التي يحيل عليها، إضافة إلى اللعب في النص بما يوافق مقصده العدائي في تخريج صورة سوداوية للقارئ عن كل ماله صلة بالإسلام وعلماء الاسلام الأفاضل، الذين كانوا يرقبون الله في كل ما يأتون ويذرون باذلين جهدهم واكثر في القيام بالمسئولية التي كلفهم الله بأن لا يقولوا على الله إلا الحق لقول الله تعالى: ( فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن ياتهم عرض مثله يأخذوه، ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ؟) [ سورة الأعراف: الأية 169]. وهم يعلمون أن الله قد تجازو لهم عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه لقول الله تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تواخذنا إن نسينا او أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)[ سورة البقرة:الأية 286]. وهم يعلمون رحمهم الله، أن القول على الله بغير علم من كبائر الاثم والذنوب لقول الله سبحانه: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) [ سورة الأعراف: 33 ].
-3انطلاقه من خلفية علمانية معوجة وبغيضة، ترمي الاسلام والمسلمين بكل شر و بلية في عداء سافر للمنتوج الحضاري الاسلامي، موظفا في ذلك نبرة إقصائية ولغة خشبية متطرفة و متنطعة، متحدثا في مجال معرفي إسلامي تشيب دونه الرؤوس، وهومجال مصطلح الحديث حيث يبدوا لي ان الرجل يقتات في سبيل تحرير مقالاته المنكوسة من بقايا النطيحة والمتردية والمنخنقة وما أكل السبع، معرضا عن ما اتفق عليه جمهور اهل الصنعة الحديثية من اصطلاحات ومفايهم لا يعرفها غير المتخصص الذي اختلط علم الحديث الشريف بدمه ولحمه وعصبه.
بعده هذه المقدمة الوصفية المختصرة للطبيعة والحالة المعرفية والنفسية للشخص الذي نتحدث عنه في هذه المقالة الفاضحة لعورة هذا المتطفل على مجال العلوم الاسلامية، وبدون استطراد كبير، أريد ان أحيط القارئ الكريم علما بنموذج من كذب وافتراءات المدعو المقصيدي في إحالاته ونقولاته وهو نموذج على سبيل المثال لا الحصر ما قال بصدده في مقالته الأخيرة(البخاري بابا والأربعين ارهابي ) في نبرة تحدي بالرجوع لما آورده الإمام ابن كثير في موضوع إتيان المرأة من الدبر حيث قال ما نصه ناعتا غير بالجهل وعدم الاطلاع :(( أما الحديث الذي أوردته سالفا عن إتيان المرأة في دبرها ، واتهمني إرهابيو الإسلام السياسي بالشذوذ كما عادتهم دائما ، فأتمنى أن يبقوا على مواقفهم ويتهموا ابن كثير وابن عمر والنووي وابن حجر والسيوطي وغيرهم بالشذوذ الجنسي . الغريب أن إرهابيي الإسلام السياسي لا يقرؤون تفاسير القرآن في حين يتهمون الآخر بعدم قراءته )) موحيا للقارئ الكريم أن ابن كثير وابن عمر والنووي وابن حجر والسيوطي يقولون بجواز إتيان المرأة في دبرها ، راجيا من القارئ الكريم ان يرجع لابن كثير ليطلع على ما يعتقد انه قول منه رحمه الله بجواز إتيان المرأة في دبرها فهو يقول ما نصه ((:أتمنى من القارئ أن يطالع تفسير الآية 223 من سورة البقرة في تفسير ابن كثير والسيوطي )) وانا إذا ساجيب على طلب صاحبنا بالرجوع للمصدر الذي طلبه سأترك القارئ الكريم ليحكم على هذا الدعي الأفاك الأثيم الذي لم يكتف بالكذب والافتراء على الأحياء من عباد الله المسلمين بل تجاوز ذلك ليكذب على الأموات من علماء الاسلام أيضا، ظنا منه أن الميت من علماء الإسلام الربانيين لا مدافع عنهم.
وعليه فأني سأعرض للأمانة العلمية وفضحا لكل جاهل دعي يفتري زورا وكذبا انه ينتهج مناهج العلوم الاجتماعية الحديثة في كتاباته، التي من أبسط قواعدها الاتصاف بالأمانة العلمية والموضوعية، مع الابتعاد ما امكن عن أحكام القيمة المسبقة للحالة موضوع البحث والدراسة رغم الاختلاف معها، كلام ابن كثير في المسألة والأقوال التي أوردها عن الصحابة والتابعين كما هي دون بتر أو زيادة بما يفي بكشف الكذاب الأشر.
ابن كثير يكشف جهل” مقصيدي “ اللغوي
يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قول الله سبحانه:)) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)).
وَقَوْله " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ " قَالَ اِبْن عَبَّاس : الْحَرْث مَوْضِع الْوَلَد " فَأْتُوا حَرْثكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " أَيْ كَيْف شِئْتُمْ مُقْبِلَة وَمُدْبِرَة فِي صِمَام وَاحِد كَمَا ثَبَتَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيث قَالَ الْبُخَارِيّ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ اِبْن الْمُنْكَدِر قَالَ سَمِعْت جَابِرًا قَالَ : كَانَتْ الْيَهُود تَقُول : إِذَا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائِهَا جَاءَ الْوَلَد أَحْوَل فَنَزَلَتْ " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " وَرَوَاهُ مُسْلِم وَأَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيث سُفْيَان الثَّوْرِيّ بِهِ . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنِي مَالِك بْن أَنَس وَابْن جُرَيْج وَسُفْيَان بْن سَعِيد الثَّوْرِيّ أَنَّ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر حَدَّثَهُمْ أَنَّ جَابِر بْن عَبْد اللَّه أَخْبَرَهُ أَنَّ الْيَهُود قَالُوا لِلْمُسْلِمِينَ مَنْ أَتَى اِمْرَأَة وَهِيَ مُدْبِرَة جَاءَ الْوَلَد أَحْوَل فَأَنْزَلَ اللَّه " نِسَاؤُكُمْ حَرْث لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ" قَالَ اِبْن جُرَيْج فِي الْحَدِيث . فَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " مُقْبِلَة وَمُدْبِرَة إِذَا كَانَ ذَلِكَ فِي الْفَرْج "
أنا هنا أطرح سؤالا بسيطا وبديهيا وهو، إذا كان ابن كثير رحمه لله من القائلين بجواز إتيان المرأة في دبرها ( وطلع من الشواذ كما يحب صابحنا المقصيدي ) وهو مذهبه، فلماذا ياتي رأسا بكلام يناقض ما هو عليه وهو القول بإتيان المرأة في فرجها بأي كيفة كانت مقبلة او مدبرة، وليس في دبرها. ويزيد الأمر وضوحا إيراد ابن كثير لنصوص الكثيرة تبين المعنى المراد من الآية ورواتها صحابة عرب بالسليقة يفهمون لغة القرأن الكريم، وليس كمن غلبت عليه العجمة لا يعرف حتى المعنى اللغوي لكلمة ” الدبر “ وعليه يجب أن يرجع للقواميس العربية ليمحو اميته بدل أن ينقل علته في فهم الكلمات العربية للآخرين، ومن تلك النصوص نقتصر على اثنين مخافة الإطالة:
- عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة " نِسَاؤُكُمْ حَرْث لَكُمْ " فِي أُنَاس مِنْ الْأَنْصَار أَتَوْا النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلُوهُ فَقَالَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " اِئْتِهَا عَلَى كُلّ حَال إِذَا كَانَ فِي الْفَرْج.
-عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَابِط قَالَ : دَخَلْت عَلَى حَفْصَة بِنْت عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر فَقُلْت إِنِّي لَسَائِلُك عَنْ أَمْر وَأَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلك قَالَتْ : فَلَا تَسْتَحِي يَا اِبْن أَخِي قَالَ عَنْ إِتْيَان النِّسَاء فِي أَدْبَارهنَّ قَالَتْ : حَدَّثَتْنِي أُمّ سَلَمَة أَنَّ الْأَنْصَار كَانُوا يُجِبُّونَ النِّسَاء وَكَانَتْ الْيَهُود تَقُول : إِنَّهُ مَنْ أَجْبَى اِمْرَأَته كَانَ وَلَده أَحْوَل فَلَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَة نَكَحُوا فِي نِسَاء الْأَنْصَار فَجَبُّوهُنَّ فَأَبَتْ اِمْرَأَة أَنْ تُطِيع زَوْجهَا وَقَالَتْ : لَنْ تَفْعَل ذَلِكَ حَتَّى آتِيَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَخَلَتْ عَلَى أُمّ سَلَمَة فَذَكَرَتْ لَهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ : اِجْلِسِي حَتَّى يَأْتِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جَاءَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - اِسْتَحَتْ الْأَنْصَارِيَّة أَنْ تَسْأَل رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَرَجَتْ فَسَأَلَتْهُ أُمّ سَلَمَة فَقَالَ " اُدْعِي الْأَنْصَارِيَّة " فَدَعَتْهَا فَتَلَا عَلَيْهَا هَذِهِ الْآيَة " نِسَاؤُكُمْ حَرْث لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " صِمَامًا وَاحِدًا " وياترى هل صاحبنا يعرف ما معنى صمام واحد ، أما أنه يعتقد أن المرأة عندها صمام واحد فقط لا غير وهو الدبر، عافانا الله من بلية سوء الفهم اللغوي وما يتبعه من شذوذ أخلاقي.
كشف كذب ” مقصيدي “ على ابن عمر رضي الله عنهما
أما فيما يتعلق بكذبه على الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فالدعي لم يرد في محل استدلاله الشاذ إلا ما يعلم أهل العلم بالصنعة الحديثية والفقه أنه لا يصح نسبته إلى ابن عمر رضي الله عنها خاصة، وقد أورد الإمام ابن كثير نصوصا وأقوالا لابن عمر رضي الله عنهما، واصفا رحمه الله إياها بالصحة وأنها محكمة النسبة لعبد الله ابن عمر، حيث قال في تفسيره ص 235 نسخة دار صادر ببيروت الطبعة الأولى لسنة 1999 مبينا ضعف الرواية المنسوبة لعبد الله ابن عمر بانه يقول بجواز إتيان المرأة في دبرها ما نصه : ( وحدثني قلابة. حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر ( فأتوا حرثكم انى شئتم ) قال: في الدبر وروي من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر ولا يصح.انتهى
فانظر أيها القارئ الكريم، كيف ان ابن كثير حكم على الرواية التي تقول ان ابن عمر يقول بإتيان المرأة في الدبر بأنها ضعيفة لا تصح، وكيف ان صاحبنا المقصيدي لم يتلفت لهذا الحكم الساطع من ابن كثير على الرواية بعدم الصحة؟ فكيف نريد من صاحبنا الكذاب على ابن كثير وابن عمر وغيرهم من علماء الأمة أن يأتي بالقول الصحيح الذي أثبته ابن كثير لابن عمر بأنه يقول بحرمة إتيان المرأة في دبرها، بل انه رضي الله عنه استغرب من سائله عن ذلك وقال له: « وهل يفعل ذلك واحد من المسلمين؟؟؟» فذلك من سابع المستحيلات أن يأتي الكذاب بالحقيقة كما هي.
قال ابن كثير في تفسيره ص 237: وقد تقدم قول ابن مسعود و أبي الدرداء وأبي هريرة وابن عباس وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما انه يحرمه. قال أبومحمد عبد الرحمن بن عبد الله الدارمي في مسنده: حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، عن الحارث بن يعقوب، عن سعيد بن يسار أبي الحباب، قال: قلت لابن عمر : ما تقول في الجواري أيحمض لهن؟ قال: وما التحميض؟ فذكر الدبر، فقال وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين؟, قال ابن كثير: وكذا رواه ابن وهب وقتيبة عن الليث به وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك.
قلت: هل يبقى بعد هذا البيان الساطع من ابن كثير رحمه الله تعالى حول مسألة إتيان المرأة في دبرها بكونه حراما، وبيان ذلك بأقوال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال صحابته الكرام بأن المراد من الأية 223 من سورة البقرة هو إتيان المرأة في صمام واحد وهوالفرج دون ما سواه على أي هيئة كانت؟.
بيان علماء الاسلام في المسألة
وقد جزم ابن كثير بأن كل المرويات التي تنسب إلى ابن عمر وغيره من الصحابة والأئمة الفقهاء بالقول بخلاف التحريم بانها محض افتراء وكذب لا يصح منها شيء. وهنا نورد ما قاله بشأن ما نسب للإمام مالك من القول بجواز اتيان المرأة في دبرها فقال في ص 238 من تفسيره: ( وقال أبوبكر بن زياد النيسابوري : حدثنا إسرائيل بن روح، سألت مالك بن أنس: ما تقول في إتيان النساء في أدبارهن؟ قال: ما أنتم إلا قوم عرب، هل يكون الحرث إلا موضع الزرع، لا تعدوا الفرج، قلت يا أبا عبد الله، إنهم يقولون إنك تقول ذلك. قال يكذبون علي يكذبون علي) قال ابن كثير رحمه الله : فهذا هو الثابت عنه،[ أي عن مالك رحمه الله ]، وهو قول أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وأصحابهم قاطبة، وهو قول سعيد ابن المسيب وأبي سلمة وعكرمة وطاوس وعطاء وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير ومجاهد بن جبر والحسن وغيرهم من السلف، أنهم أنكروا ذلك أشدالانكار، ومنهم من يطلق على فعله الكفر وهو مذهب جمهور العلماء) انتهى.
هذا بيان علماء الإسلام في المسألة فكيف يلتفت الناس لمن لا عقل له ولا دين ينتظرون منه الكلام في علوم الإسلام التي ليس بينه وبينها إلى الخير والإحسان. فهلا سكت أصحاب الشذوذ الفكري والسلوكي عن الكلام حتى يهنئ الناس بمكارم أخلاق الاسلام.
للمزيد من الاطلاع على الموضوع ولمن ليس عنده تفسير ابن كثير أنقر هنا
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.