مسلسل الدمار والحَرق وتناثر الأشلاء على الهواء مباشرة بأرض سوريا المنكوبة بنظامها الدموي والهوان العربي والتخاذل الدولي حلقاته لا تنتهي ، حتى أنه لا يكاد يمر يوماً إلا وترتكب فيه جريمة في إصرارعلى إبادة الشعب السوري بدعوى محاربة الِإرهاب و عدم اسقاط النظام ، وأخر مجازر النظام السوري (النازي) كانت في مدينة حلب التي شهدت مجزرة وحشية حيث ضربت طائرات بشار وحليفه بوتين المستشفي الميداني، مما خلف عشرات الضحايا والمصابين في مشهد أعاد للأذهان صور مذابح الفلسطنيين في صبرا وشاتيلا على أيدي السفاح شارون 1982و عمليات الإبادة الجماعية للمسلمين في سربرنيتشا على أيدي السفاح راتكو ملاديتش صيف 1995. وبدلاً من أن تتوحد الضمائر الحية لرفض مثل هذه الأعمال الوحيشة ضد الشعب الأعزل لترسل رسالة رمزية تضامنية في محنته و في نفس الوقت تحذير قوي للنظام أنه يقف معزولاً عن محيطه العربي والدولي ، حينها قد يستشعر حجم مجازره وما اقترفت يداه فيتوقف عن غيه وِإفساده وِإرهابه. لكن للأسف نجد من يدافع عنه ويستحثه على المزيد من سفك الدماء وبعثرت الأشلاء بحجة القضاء على الإرهاب !. فإذا كان الطريق للقضاء على الإرهاب يستوجب استخدام الإباداة الجماعية لشعبك ، فمن سيبقى إذا لتحميه من الإرهاب الذي تدعيه وأنت تمارس اقصى أنواع الإرهاب والبربرية في أعنف صورها المتوحشة ؟. بكل أسف خرج علينا السيد رئيس تحرير أكبر جريدة مصرية (الأهرام) بكلام يمكن اعتباره تحريضاً على القتل ودعوة للمزيد من الدمار ، وذلك حين كتب يقول على ذات الصحيفة ، إنه كلما تعرضت التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجيش الإسلام وأحرار الشام والنصرة وغيرها من المجموعات الإرهابية الدنيئة للهزيمة أو تأزم موقفها واتسع نطاق المناطق المحررة من دنسها، تتعالى الصرخات عن الدم السوري طلبا للهدنة أو تبريرا للمزيد من التدخل لدعم الإرهاب تحت أي مسمى من قبل الغرب الباحث عن تمزيق بلادنا لمصلحته ولصالح الكيان الصهيوني. وليته توقف عند أكاذبيه وإفتراءاته بل راح يكيل لتركيا الإتهامات في مكيدة رخيصة لا يأتي بها إلآ مريض بفوبيا كراهية تركيا لا لشيء سوى لنجاحها وفشل النظام الذي يؤيده . حين إتهمها أنها تطمح للسيطرة والإستحواذ على المشرق العربي وثرواته بعثا للاستعمار العثماني الأكثر عنف ودموية وإرهابا في تاريخنا !!. المثير للسخرية والإشمئزاز أنه أغمض عينيه عن الإحتلال الروسي لسوريا وطائراتها التي تدك مدنها ليل نهار فحولتها إلى أوكار للغربان بعد فرار سكانها ، وراح يكيد لتركيا التي تستقبل في أراضيها ما يناهز الثلاثة ملايين لاجيء سوري فروا من بطش النظام وقذائف بوتين في حمل تنوء به القوى العظمى !. وبدلاً من أن يدين بشار ونظامه ويطالبه بالكف عن إرهابه ، راح يدافع عن نظامه بإستماتة طالباً منه القيام بالمزيد ، حجته في ذلك ألا تتمزق الدولة السورية !!. المؤسف في هذ الكلام أن يخرج من رئيس تحرير أكبر صحيفة مصرية التي تعتبر لسان حال النظام السياسي ، مما يسحب من رصيد مصر الحضاري ومواقفها التاريخية المناصرة للقضايا السياسية و حقوق الإنسان على الصعيدين العربي والدولي للشعوب ، صحيح أن دعم النظام المصري لبشار لا يخفى على أحد والشواهد كثيرة على ذلك ، لكن في مثل هذه المواقف التي أثارت الضمير الإنساني كان يجب وذراً للرماد في العيون أن يدين النظام الأسد على مجازره وهذا أضعف الإيمان أو ليصمت صمت الموتى . الأمر الثاني أن يخرج هذا الكلام من شخصية ينظر لها على أنها من النخب المثقفة التي تكتب ويقرأ لها ، فتلك مصيبة أخرى .