«باب الحكمة» بتطوان تصدر «حكاية مشاء» للكاتب محمد لغويبي    ريال مدريد تخدم مصالح نصير مزراوي    السعوية.. أمطار غزيرة وسيول تتسبب في إغلاق المدارس بأنحاء المملكة    بركة يحصي مكاسب الاتفاق الاجتماعي ويقدم روايته حول "أزمة اللجنة التنفيذية"    آثار جانبية مميتة للقاح "أسترازينيكا".. فما هي أعراض الإصابة؟    عبد اللطيف حموشي يستقبل سفير جمهورية باكستان الإسلامية بالرباط    أشهر عازف كمان بالمغرب.. المايسترو أحمد هبيشة يغادر إلى دار البقاء    السفير محمد لخصاصي، القيادي الاتحادي وقيدوم المناضلين الاتحاديين .. أنوه بالمكتسبات ذات الطابع الاستراتيجي التي يسير حزبنا على هديها    لقجع "مطلوب" في مصر بسبب الشيبي    اختتام الوحدة الثالثة للدورة التكوينية للمدربين لنيل دبلوم "كاف برو"    الوداد يغلق باب الانخراط ببلوغه لرقم قياسي    ال"كاف" يقر بهزيمة اتحاد العاصمة الجزائري إيابا بثلاثية وتأهل نهضة بركان إلى النهائي لمواجهة الزمالك    نور الدين مفتاح يكتب: فن العيش بجوار الانتحاريين    إسطنبول.. وفد برلماني يؤكد موقف المغرب الراسخ من عدالة القضية الفلسطينية    صحف أمريكية تقاضي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" بتهمة انتهاك حقوق الملكية    ميارة يثني على مخرجات الاتفاق الاجتماعي ويرفض اتهام الحكومة ب"شراء النقابات "    مسيرات نقابية في مختلف المدن المغربية لإحياء يوم العمال العالمي    الداخلة .. قطب تجاري ولوجستي لا محيد عنه في القارة الإفريقية    الإعلامي حميد سعدني يحل ضيفا على كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك    توافد 3,3 مليون سائح برسم الفصل الأول من سنة 2024    صفعة جديدة لتونس قيس سعيّد.. عقوبات ثقيلة من الوكالة العالمية للمنشطات على تونس    حكيمي يواجه فريقه السابق بروسيا دورتموند في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    دراسات مرتقبة لربط تطوان وطنجة بخط سككي لتعزيز المواصلات بالشمال    إدارة السجن المحلي بالناظور تنفي مزاعم تسبب التعنيف والإهمال في وفاة سجينين    حريق بمحل لبيع المفروشات بسوق كاسبراطا بطنجة يثير هلع التجار    تفاصيل البحث في تصوير تلميذة عارية بوزان    طائرة مغربية بطنجة تتعرض لحادث تصادم مع سرب طيور        الحكومة تعلن عن مشروع لصناعة أول طائرة مغربية بالكامل    منيب: "لا مانع من إلغاء عيد الأضحى بسبب الأوضاع الاقتصادية للمواطنين    بنسعيد: اختيار طنجة لإقامة اليوم العالمي للجاز يجسد قدرة وجودة المغرب على تنظيم التظاهرات الدولية الكبرى    فوزي الصقلي : المغرب بلد منفتح على العالمية    ارتفاع الحصيلة في قطاع غزة إلى 34568 قتيلا منذ اندلاع الحرب    فاتح ماي فكازا. بركان حاضرة بتونيها عند موخاريق وفلسطين جامعاهم مع نقابة الاموي والريسوني والراضي ما غابوش وضربة اخنوش ما خلاتش العمال يخرجو    مجلس المنافسة يرصد احتمال وجود تواطؤ في تحديد أسعار السردين ويحقق في الموضوع    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع وسط ترقب قرار للمركزي الأمريكي    النفط يتراجع ليوم ثالث بضغط من تزايد آمال التوصل لتهدئة في الشرق الأوسط    إسطنبول تشهد توقيفات في "عيد العمال"    "داعش" تتبنى مهاجمة مسجد بأفغانستان    وفاة بول أوستر مؤلف "ثلاثية نيويورك" عن 77 عاما    "الاتحاد المغربي للشغل": مكاسب الاتفاق الاجتماعي مقبولة ولن نقبل "الثالوث الملعون"    هل تستطيع فئران التجارب التلاعب بنتائج الاختبارات العلمية؟    جمعية طبية تنبه إلى التهاب قناة الأذن .. الأسباب والحلول    تطورات جديدة في مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا    في مواجهة الحتمية الجيوسياسية.. الاتحاد الأوروبي يختار التوسع    المنتخب المغربي يتوج بلقب البطولة العربية لكرة اليد للشباب    بعد 24 عاما على طرحها.. أغنية لعمرو دياب تفوز بجائزة "الأفضل" في القرن ال21    الشرطة تعتقل عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين في مداهمة لجامعة كولومبيا بنيويورك    رئيس جامعة عبد المالك السعدي يشارك بروما في فعاليات المنتدى الأكاديمي والعلمي    تساقطات مطرية في العديد من مناطق المملكة اليوم الأربعاء    حارة نجيب محفوظ .. معرض أبوظبي للكتاب يحتفي ب"عميد الرواية العربية"    بماذا اعترفت أسترازينيكا بشأن لقاحها المضاد لكورونا؟    الأمثال العامية بتطوان... (586)    حمى الضنك بالبرازيل خلال 2024 ..الإصابات تتجاوز 4 ملايين حالة والوفيات تفوق 1900 شخص    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى الدكتور بن حمزة
نشر في هسبريس يوم 22 - 09 - 2011


بين الوعي الشقي وصعوبة التموقع
في بداية مقالي هذا أود أن أشير إلى أنني لست ندا للسيد مصطفى بنحمزة، ولن أنطلق في مقالي هذا من خلفية محاججته واستعراض عضلاتي الفكرية انتصارا للنفس و ممارسة نوع من المراهقة الفكرية أو شيء من هذا القبيل ،بل بالعكس فعبد ربه عندما كان طالبا بكلية الحقوق في جامعة محمد الأول وكان حينها الدكتور بنحمزة أستاذا جامعيا بكلية الآداب شعبة الدراسات الإسلامية ،كنت أغادر مدرجي على مضض كلما وصل إلى مسامعي أن الأستاذ بنحمزة بصدد إلقاء محاضرة ،حيث كان مدرجه يشهد حالة استنفار قصوى لتسابق الطلبة على الصفوف الأولى نظرا للقيمة العلمية التي يحظى بها الدكتور بنحمزة وهذا شيء لا يمكن أن ينفيه إلا سفيه، لكن جل الردود التي تلت مقالي ومقال الدكتور مصطفى بن حمزة الذي نفى فيه خبر تحزبه ...أخطأت الطريق وقفزت على المنهجية التي تعاملت بها في التعاطي مع الخبر فعلاقة طالب العلم بالعالم علاقة تكاد تكون أبوية، أما علاقة الصحفي بشخصية عامة مثل السيد بن حمزة لا يجب أن تخضع للمقياس الأول،فالصحفي مضطر لأخذ مسافة من الأحداث والأخبار وكذا من أي شخصية عامة مهما على شأنها، وإلا أصبح صحفيا مدجنا خانته المهنية وتشابه البقر عليه،فإن تحزب الصحفي خفت بريقه، و إن تموقف من حدث أو مستجد طلق مهنيته، فعلاقة الصحفي بالحياة العامة وأشخاصها تكاد تتماهى مع علاقة العالم بمحيطه وبمكونات المجتمع الذي يعيش فيه.
ونظرا لثقل الدكتور مصطفى بن حمزة وتمكنه ومعرفته مسبقا أن ضريبة الشأن العام ليست بالهينة لم يسلك سبيل مريديه وشيعته في خطئهم المنهجي،بل خاطب صاحب الخبر بكل تجرد ودافع عن أطروحته في التعاطي مع الأحزاب وقضية الإستوزار وصحح معلومات،...ولم يرقه مستوى الصحفي الذي وصفه بالهابط وهذا من حقه، وقد أشاطره الرأي في بعض ما جاء في رده وقد أختلف معه في أشياء كثيرة ، لكن الأمر الذي عودنا عليه التاريخ مند العصور الغابرة أن صاحب الشأن يهادن والمريد يستل السيف، ولهذا ناب مريده عنه في تسفيهنا ،وتكذبينا ، وطالبونا بالاعتذار وبهذا تنطبق عليهم مقولة السوفسطائيين الشهيرة" أنت تتجول ليلا يعني أنت لص" وفي هدا الصدد أقول ليس كل من يسري ليلا يبتغي السرقة، وليس كل من تناول خبر كاذب أو صحيح عن شخصية ذات طابع ديني يتم رشقه بمعجم دبلوماسي يتجنب التفكير ويصاهر العلمانية والزندقة،والتفسق.
إنني لم أشتم السيد بنحمزة ولم أقذفه بباطل،ولم أتناول خبر انتمائه للأحرار تمهيدا لإستوزار كخبر أكيد،بل إن مفهوم المؤامرة الذي يسكنكم،وإيمان العجائز الذي يعجزكم عن إكمال أية ويل للمصلين...ويقذف بكم إلى المثل الشعبي القائل " لخبش يجبر يجبر حنش".
ولهذا أدعوكم وأدعو السيد بنحمزة لإعادة قراءة المقال مرة ثانية وأطالبكم جميعا بالاعتذار،أما عبد ربه فلن يعتذر حتى تشكل الحكومة المقبلة ولا أرى محيا العلامة الباسم الذي كفر باللباس العصري واعتنق الأصالة لأسباب دينية وجسمانية،وحينذاك سأقبل رأس السيد بنحمزة، وأعمم اعتذاري على كل وسائل الإعلام الجهوية والوطنية.
قد يقول أحدهم إن هذا تطاول وتجاسر وقلة أدب على عالم كبير، وأقول لهم إنها أبجديات المهنية فقد تمت مراوغتنا من قبل من طرف السيد الهمة عندما كان يقسم بأغلظ إيمانه أنه لن يؤسس حزبا،وكلنا نتذكر تلك "البروبكندا "البالية والأسطوانة المشروخة التي يرددها الأمناء العامون للأحزاب ،ورؤساء الفرق الرياضية إلى ذلك من المسؤولين ،عندما يظهرون للجمع ويصرحون بأنهم لن يعاودوا ترشحهم مرة أخرى... وماهي إلا هنيهة حتى تجدهم جاثمين على قلوبنا مرة أخرى وبأسطوانة مثقوبة هاته المرة أصابنا الاكتئاب من سماعها ألا وهي أن ضغط القواعد وتدخل عدة أطراف كانوا وراء عدولهم عن قرارهم.
- فمن هي الجهة التي ستلصق بها التهمة في حالة استوزارك يا سيدي الفاضل ؟
- ثم أسألك سؤالا أخر يحترم ذكاء المغاربة والإعلاميين الذي لم تحترمه عندما قمت بالرد على المقال بعد مرور نصف شهر على نشره ؟ فهل هي سماعة الهاتف ؟ أم هو ضغط المريدين أتساءل فقط.
- ثم لماذا لم تنفي خبر عدم عضويتك في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وترؤسك لهيئة الإفتاء إبان استضافتك في برنامج مع مفتي الديار السورية بثته قناة الجزيرة حيث قدمك صاحب البرنامج بالصفات التي ذكرناها دون ذكر منصبك الأصلي ألا وهو رئاستك للمجلس العلمي ومنصبك السوريالي حيث تحولت إلى مفتي الديار المغربية وأنا أرى طلعتك البهية تحتل صفحات الجرائد لإعطاء فتاوى في كل شاذة وفادة . فهل هي شهوة أخد المساحات الإعلامية والبروز الإعلامي؟ أم هو دور منوط بك لا يقف فيه أمامك لا درك ولا جمارك لمعرفتهم انك تحمل علامة جيم.
لكن دعني أطمئنك ياسيدي إن تفضلت ،أنك خطيب مفوه ،فلم أخرج من انطباع عندما انتهيت من قراءة توضيحك ،سوى أنك أردت أن تقول أنا الفصيح وما البليغ إلا أنا ،فان كانت هاته هي غايتك ،فأنا أول من يشهد لك بدلك ،لكن عليك أن تعلم أن الفصاحة لاتصنع من الحديد ذهبا،وأن البلاغة لاتجعل من الماء لبنا ،فالواقع لايمكن أن تحوله هرطقة من قبيل "يسر حسوا في ارتغاء" ،إنها محاولات يا ئسة للالتفاف على الحسو وعلى صلب الموضوع،وحيل لا تنطلي على ذكاء المغاربة.
ومن هنا أريد أن أثير قضية غاية في الأهمية فرضت نفسها تماشيا مع سياق الموضوع ألا وهي علاقة العلماء بالسياسة والمنصب حيث تواضع جل الفقهاء إلى تقسيم العلماء إلى أربعة أصناف:
أما الصنف الأول : فهو العالم المصارع الذي أخد مسافة من الدولة وانضم إلى صفوف الجماهير. وسخر علمه لمحاربة نظام الحكم والحاكم...
والصنف الثاني: هو العالم الصامت الذي دخل في خلوة فكرية وجعل علاقته مع القلم والكتاب فقط ،واعتزل الأمر وطلق الساسة والسياسيين،وتهرب من أي إشعاع إعلامي، وأصبحت علاقته بمحيطه انتاجاته الفكرية فقط.
أما الصنف الثالث:فهو العالم المدجن ،عالم البلاط،الذي لبسته أطروحة الدولة، فتجده يمنطق كل خيارات الدولة مستعملا علمه العزير لشر عنة أي خطوة تقوم بها الدولة ،وإضفاء الشرعية على الحاكم بتبجيله وتسخير مكانته عند الناس لردعهم كلما قام أحدهم بالتشكيك في الحاكم وأطروحة الحكم، وذلك بتحوير النصوص الشرعية والالتفاف على مضمونها الحقيقي حتى يهنأ الحاكم،ويغنم العالم.
أما الصنف الرابع وأخرهم: فهو العالم العضوي كما قال "غرامشي" أي ذلك العالم الذي اندمج في قضايا مجتمعه ،وترك برجه العالي ليهيأ نفسه لاستقبال هموم المجتمع، ومحاولة مراوغة مقوله النخبوية بمقولة "عالم وأمشي في الأسواق" واللبيب بالإشارة يفهم.
ولهذا يا معشر أحباب رسول الله ويا من يشاركونني في محبتي للعلماء أين تصنفون الدكتور الزاهد والعالم الفقير إلى ربه السيد بنحمزة،فأما المعتدلون منكم فلا بأس من الإحراج،وأما المتشددون بتقديس الزعامات يشرفني أن أقول لكم بدون تردد أن الدكتور بنحمزة عالم مدجن وعالم بلاط لبسته أطروحة الدولة، ألم يحول خطب الجمعة عندما يأتي الملك إلى وجدة إلى خطب لعيد العرش،ألا يعتبر مهندس اغتيال العلماء تدريجيا بمدينة وجدة ألا يعتبر دركي المساجد والفقهاء،ألم يحرم خيرة الأئمة من لقمة عيشهم، ثم إنني أسأله ماهي الطريقة والإستراتيجية التي يتصرف بها في الأموال الطائلة التي يتلقاها من لدن محسني المدينة وزوارها،ألم تقترن إعادة هيكلة الميدان الديني بإعادة النظر في طريقة التعامل مع أموال المحسنين وتقنينها حتى نسمع في يوم من الأيام أن المجلس العلمي للحسابات قد قام بعمرة للمجلس العلمي لتفقد ذنوب هذا الأخير.إنها شبهات يجتمع عليها أهل مدينة وجدة، بل منهم من تضرر ومنهم من خرج مصعوقا من مكتب العلامة لطريقته الفظة في معاملة الفقراء.
ومن هنا أتحدى السيد بنحمزة وزبانيته أن تقوم إحدى الجرائد الإلكترونية المحلية ،لأن الإعلام الوطني لا يرى في السيد بنحمزة إلى ذلك العالم الفطحول المتمكن، فأنا سأقبل بنتيجة الاستفتاء مسبقا،وأقترح أن يكون السؤال هكذا هل السيد بنحمزة شخصية مقبولة في مدينة وجدة ؟
والقصد كل القصد ليس بنحمزة العالم ولكن الشخصية التي تدعي العمل الإحساني ويردد مقولة " الدال على الخير كفاعله". وأعدكم أنني سأستقيل من الكتابة نهائيا. إن ثبت أنني أشهر بالعالم،فلست إلا ناقلا لوجهة نظر السواد الأعظم من المدينة الألفية.
لكن هيهات فأقرب الناس إلى الأرض أكثرهم بلاءا كما قيل ياحفيد سوق عكاظ ،فعبد ربه الذي قضى 28 سنة بمدينة وجدة لم أرى قط في حياتي السيد بنحمزة يتجول في أحد الأحياء الهامشية ويسأل عن أحوال الناس، وأتحداه أن يقوم بجولة بالمساجد الموجودة في الأحياء الفقيرة بالمدينة، أعلم أنه لن يفعل لأن سخط الناس بلغ الزبى.
فالسيد بنحمزة كلما لمحته إما مع الوالي، أو في حي راقي بموكب من السيارات الفاخرة،كما أن لا يلقي الدروس إلا في مساجد 5 نجوم إن صح القول.
فالصورة النمطية التي رسمها السيد مصطفى بنحمزة عن نفسه هو انه عالم بورجوازي صديق للطبقة البورجوازية يعشق" الزرود"، ويركب سيارته مهرولا حتى لا يلحق به فقير ينغص عليه يوم ينتهي بمأدبة ستزيد في وزنه الذي سيخضع للحمية بطلب من الجهات العليا تهييئا للإستوزار.
وقد قال الدكتور بنحمزة في مقاله " ولعل ماورد في التقرير يكون غير ذي موضوع، حين نعلم أن الدستور الجديد قد حسم القضية أصلا حين جعل تدبير الشأن الديني من اختصاصات إمارة المؤمنين".
نعم وهذا ما أكده جل السياسيين وأخرهم الدكتور حسن طارق عضو المكتب السياسي لحزب الإتحاد الاشتراكي والأستاذ الجامعي في مادة القانون الدستوري حين صرح أن الدولة في طريقها لفصل وزارة الأوقاف عن الشؤون الدينية لتلتحق هاته الأخيرة فقط باختصاصات إمارة المؤمنين، ومن هنا تعلمون الارتباك الذي وقع فيه عالمنا الجليل فالموضوع حسب قوله غيرذي معنى لكنه نفاه بشدة وعلماء النفس قالوا: نفي الشيء بشدة تأكيده.
ثم إنك عندما قلت لوكنت أشتهي المناصب لحصلت على هذا عندما كان حزب التجمع الوطني للأحرار يتريد المشهد السياسي، وهنا تشير إلى علاقتك وصداقتك المتينة مع الإبن البار للمخزن أحمد عصمان ،ولا يفوتني الأمر حتى أذكركم أن أخر مرة كنت مسافرا فيها إلى مدينة الرباط سافرت في نفس القطار الذي كنت فيه ولكنك كنت بصحبة النائب البرلماني بمجلس المستشارين السيد لحبيب العلج احد أعيان المدينة واحد اغنيائها ،وكنتم تتكلمون بطريقة حميمية توحي أنكم تقومون بالحركات التسخينية للموعد المرتقب ...
حتى لاتتوتر لن أضيف فما زال في جعبتي المزيد من الدلائل والقرائن والصور وما أدراك ما الصور ولكن إذا ظهرت المعنى فلا فائدة من الكلام.
وحتى ننتقل من جو التوتر إلى جو الدفع بالنقاش إلى مستوى يرتقي إلى مقولة "العقول الكبيرة تناقش الأفكار والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص" فشخصتني للأمور كانت تماهيا مع مستواي الهابط كما وصفته فرحم الله عبدا عرف قدر نفسه وجلس دونه.
ولعل من الأفكار التي تستحق النقاش في مقالك السابق هو أنه على العالم أن يأخذ مسافة من الأحزاب والسياسة ليس من قبيل" العلمنة "ولكن من باب التفرغ لخدمة مشروعه الديني ،فبداية ليس للدكتور مشروع ديني، بل له إسهامات قيمة في مواضيع عدة، أما أصحاب المشاريع الدينية في بلدنا محسوبين على رؤوس الأصابع، يبدؤهم الدكتور عبد الله العروي بمشروعه الحداثي ،ثم عبد السلام ياسين بمشروعه التواق إلى الخلافة بدلا من الملك العاض ووصولا إلى أحد الأبناء البررة للمنطقة الشرقية ألا وهو الدكتور محمد عابد الجابري وما أدراكم ما محمد عابد الجابري الذي أسس" لمفهوم الوعي الشقي" في كتابه " نقد العقل السياسي العربي"وهو مفهوم سيخلصك من ارتباكك وصعوبتك في التموقع.
فالمفكر عابد الجابري يرى أن وجود المثقف أو العالم أو الفيلسوف رهن إشارة حزب معين أو تحت سيادة حاكم معين هو انتحار فكري ولهذا استقال بهدوء من حزب الإتحاد الاشتراكي،ورفض كل المناصب بدءا بعضوية أكاديمية المملكة إلى وزارة الثقافة في عهد التناوب، وصولا إلى جوائز دولية اعتبرها مشبوهة، وقضى نحبه وفي ذمته دين لأحد المكتبات الذي قهرته بفاتورتها حتى أفلست مجلته العظيمة " فكر ونقد" فأي نوع من العلماء هذا الذي رفض كل شيء ومات فقيرا وترك لنا موروثا نفتخر به أمام الأمم.وجعل من مفهوم " الوعي الشقي" كتشخيص للمفارقة والإشكالية القديمة والتي أشار إليها الدكتور بنحمزة في مقاله ألا وهي إشكالية الثقافي والسياسي وهي إشكالية تحيل على خلو الأحزاب من العلماء والمثقفين الوزانين تاركين المجال لرجال الأعمال وصغار التقنوقراط وجمهرة الأعيان لكي يتقاسموا كعكة شقاء بدون وعي ،إنك يا أستاذي عندما تتهرب من مقولة التحزب فإنك تكرس أزمة السياسة في المغرب ،وبالتالي تؤكد على معانتك من الوعي الشقي، فأنت عالم كبير في جلباب نظام يقزمك، ثم إن مسألة الإستوزار ليست بيدك شأنها شأن ردك لنفي تحزبك حتى تنقد الدولة من تهمة طبخ الحكومة من الآن وكذلك فعلت عندما لبست أطروحة الدولة ودافعت عن شفافية الانتخابات .فعلا فقد كانت مكالمة ساخنة وطويلة يا أستاذي الفاضل.
أما التناقض الفج والواضح هو أنك رئيس للمجلس العلمي الذي هو في حد ذاته إدارة فيما بدلت مجهودا كبيرا لإبعاد طابع العمل الإداري عنك ،وقد اندهشت كثيرا عندما حضرت في الإجتماع الذي عقدته الولاية رفقة المجلس البلدي لحل مشكل سوق مليلية وأخذت الكلمة ومما جاء فيها أنك تلقيت مكالمة من وزير الأوقاف و وزير الإسكان لكي تقوم بمجهودات لحل هذا المشكل نهائيا أليس هذا عين العمل الإداري ( أنظروا الجريدة الإلكترونية وجدة سيتي كلمة السيد بنحمزة بخصوص حريق سوق مليلية).
وأخيرا لم أكتب مقالي هذا حتى ألبسك ثوبا أزرقا وأطلقك من مصطلح رافقك لسنين طوال فأيهما أفضل ؟هل العالم ؟ آم سيادة الوزير؟ فهل ستقول للملك كما قال محمد عابد الجابري إبان اقتراحه من طرف الحسن الثاني لشغل منصب عضوية أكاديمية المملكة حيث أجاب بدهاء الفلاسفة: إن كان هذا آمر فأنا أقبله ياجلالة الملك وإن تركت لي الاختيار فإنني اعتذر، سامحني سيدي فعندما قبلت برئاسة المجلس العلمي قد تقبل بوزارة الأوقاف.
وختاما أذكر من سيحشذ سكاكينه من الآن ليقذف بنا في خندق المتطاولين على العلماء...أقول لهم إن السيد مصطفى بنحمزة ليس شخصا مقدسا بل أن الدستور الجديد ربط المسؤولية بالمحاسبة وهو مسؤول.ثم لا داعي لتذكير كم إذا أصابكم غرور الإيمان كما اصطلح عليه الدكتور القرضاوي وظننتم أنكم أدركتم الجنة وأصبحتم تخاطبونني من مكان مريح من الجنة حاجزين لي مكان بجوار ابن سبأ ودعاة الفتن.
لا داعي أن أذكركم بموقف سيدنا علي من الخوارج فهم قوم خرجوا على أمير المؤمنين فقاتلهم ولم يكفرهم ،ودعوني أذكر هواة تفريق الألقاب وقراء النوايا بموقف سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم " لو ضعت ايمان المسلمين في كفة وايمان أبا بكر في كفة لرجحت كفت أبا بكر " ومع دلك كانت ترتعد فرائسه كلما سمع عذاب جهنم، نعم انه أبا بكر أول المسلمين والذي شق طريق الإسلام رفقة الرسول ليصبح دينا للعالمين يحاول البعض احتكاره ألا لعنة الله على المحتكرين.
سيدي الفاضل لايوجد دخان بدون نار،ولكنك توجد بين الوعي الشقي وصعوبة التموقع ، هون على نفسك فكثيرون من يعانون من نفس العلة.
للإشارة فمحتوى المقال يلزمني ،ولاتتحمل هسبريس أي مسؤولية في ماجاء في هذا المقال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.