نحن خرجنا للإحتجاج على استفادة "دانيال" مغتصب الأطفال بالعفو الملكي، ومستعدون أن نخرج للاحتجاج على أي قرار ملكي أو حكومي نراه ضد حق الشعب المغربي في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية. احتجاجنا يوم مساء يوم الجمعة 02 غشث أمام البرلمان كان نابع من عدم رضانا عن العفو عن شخص قام باغتصاب أطفال في عمر الزهور،و واحدا من هؤلاء الأطفال كان من المحتمل أن يكون واحدا من أبنائنا أو أعز الناس إلينا، فالنضال كما تعرف لا يكون فقظ ضد المشاكل التي نعاني منها شخصيا، ولكن ضد جميع المشاكل التي يعاني منها أبناء الشعب المغربي المغلوبين على أمرهم، وأي شخص يعتقد العكس، فهو إما انتهازي أو لا تتوفر فيه شروط الإنسان الإجتماعي بطبعه. احتجاجنا لم يذهب سدى، ولكن كانت له نتائج إيجابية تمثلت في تراجع الملك عن عفوه عن الوحش دانيال وإقالة عبد الحفيظ بنهاشم المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإماج، وإن كنا نعتقد جازمين بأن خطأ العفو لا يتحمله بنهاشم وحده. أنت وصفت كل من خرج للاحتجاج على الملك ب "الحوالة" عندما سألوك لماذا لم تخرج أنت أيضا للاحتجاج على غرار العديد من الفنانين والفنانات الذين يحتكمون إلى ضمائرهم، خصوصا عندما يتعلق الأمر بقضايا وطنية مثل قضية الطفولة المغربية المغتصبة، وليس الإحتكام إلى أشياء محركها الرئيسي هو المصالح الشخصية الضيقة. كنت شخصيا أنتظر منك أن تكون صريحا مع نفسك وتجيب على السؤال قائلا: كان من الصعب علي الخروج للاحتجاج على ما بات يعرف ب "فضيحة دانيال" واحتمال كبير أنني كنت سأكون من بين الأشخاص الذين كانوا سيوشحون بالوسام الملكية، والفنان إن لم يكن صادقا مع ذاته ومشاعره يمكن أن نطلق عليه أي اسم إلا فنان، و لا أعتقد بأن الملك كان سيقرر حرمانك من الوسام لمجرد أنك كنت من المحتجين. ولكن جوابك كان غير مفاجئا وفضلت سب الغاضبين والمحتجين من أبناء هذا الشعب كما هي عادتك. نعم نحن حوالة ولكن ليس الحوالة الذين تعرفهم وتقتني أسمنهم بمناسبة أو بغير مناسبة. نحن حوالة ثائرون وعصا الراعي لم تعد تخيفنا كما في السابق. نحن حوالة من فصيلة الحيونات التي كتب عنها 'جورج أرويل' في روايته 'مزرعة الحيوان'. نحن حوالة تمردنا على القطيع منذ زمان ولم تعدن تهمنا كلمات السب والشتم التي يتعرض لها من طرف القطيع المغردون خارج سرب القطيع.