تافيلالت مع ممثلي أزيد من 150 جمعية وعدد هام من التعاونيات المحلية، تم خلاله الإطلاع على عدد من المطالب التي تشكل أولوية لتحقيق تنمية المنطقة. وتمحور اللقاء الذي نظمته الولاية بحضور ممثلي المجالس المنتخبة لهذه المناطق والمصالح الخارجية والسلطات المحلية، ضمن سلسلة لقاءات استأنفتها الولاية على مستوى المجالين الحضري والقروي لمناطق تدخل ضمن نفوذها، حول عدد من المشاكل التي تعانيها الساكنة، إلى جانب تدارس سبل معالجتها في إطار مقاربة تشاركية. وأكد والي الجهة عامل مكناس السيد محمد فوزي، أن هذه اللقاءات التي تكرس سياسة المفهوم الجديد للسلطة تسهم في تسليط الضوء على قضايا تتطلب تدارسها بحضور الأطراف المعنية والمتدخلين المعنيين من منتخبين ومصالح خارجية والتشاور بشأنها، مما قد يفضي إلى إيجاد حلول فورية لجزء هام منها. وأشار إلى أن هذا التواصل يعتمد على الجمعيات بوصفها الأقرب للساكنة والاستماع إلى مقترحات تصب في اتجاه احتواء مشاكل تمس مصالح المواطنين والإسهام في تنمية المنطقة، معربا عن الأمل في أن يحقق هذا التواصل الأهداف المتوخاة منه والتي تكمن في تذليل بعض الإكراهات التي تصادف حل بعض القضايا وتصادف الجمعيات التنموية. وهمت مقترحات ومطالب هذه الجمعيات الفاعلة في مختلف المجالات الاجتماعية والسياحية والبيئية والاقتصادية والرياضية والخدماتية، بالخصوص، استكمال عملية تزويد جميع المناطق والدواوير بالماء الصالح للشرب وبشبكة الكهرباء والتطهير، وتمكين الجمعيات الفاعلة في القطاع التربوي من التأطير ومحاربة الهدر المدرسي، لاسيما لدى الفتاة، وكذا توفير شروط تمدرسها من إيواء وإطعام، إلى جانب تأهيل بعض المؤسسات التعليمية، ودعم التعليم العتيق. كما همت المطالب تخصيص فضاءات لتنظيم مباريات رياضية، وأخرى لتنظيم المهرجانات والملتقيات الثقافية والتراثية المحلية ذات الطابع الوطني والدولي، وتعزيز مكانتها في خريطة اللقاءات، إسهاما في دعم الإشعاع الثقافي للمنطقة خاصة زرهون ووليلي، وإنجاز برامج تنشيطية وترفيهية لفائدة الأطفال والشباب وتعزيز الأمن. كما أن الجمعيات حملت معها هموم القطاع السياحي الذي اعتبرته دعامة أساسية للمنطقة المعروفة بتاريخها العريق وتراثها الغني، إلا أن العديد من المشاكل التي تراكمت لم تمكن المنطقة من تحقيق المكاسب المرجوة، داعية إلى أهمية دعم "دور الضيافة" بزرهون وخلق فضاءات لاستقطاب السياح مغاربة وأجانب. وتمت الدعوة في هذا الإطار إلى خلق نسيج جمعوي لاستفادة جمعيات فتية من تجارب جمعيات أخرى راكمت تجربة هامة في الحقل الجمعوي إلى جانب التنسيق مع السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، للعمل في إطار تشاركي خدمة للصالح العام للمنطقة. وتميز هذا اللقاء بحضور مكثف للتعاونيات المحلية التي تعمل في مجالات ذات طابع فلاحي، كالزيتون وتربية النحل وإنتاج العسل وتجفيف التين والخروب، وبعض المنتوجات المحلية، إلى جانب حضور ممثلي تعاونيات في طور الإنشاء للاستفادة من مختلف التجارب والتعبير عن احتياجاتهم. وعبر ممثلو هذه التعاونيات عن أملهم في توسيع مشاريعهم التي ساهمت في احتواء مشكل البطالة، خاصة لدى حاملي الشهادات، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عبر الاستفادة من برنامج "رواج" والبحث عن أسواق جديدة لتسويق منتوجها، بهدف تحقيق مداخيل قارة وضمان استمرارية مشاريعها.