لاشك أن القرص المدمج الذي ظهر بمدينة وجدة خلال الأسبوع الماضي، ويتضمن شريطا إباحيا مدته حوالي 26 دقيقة صور بتاريخ 12-05- 2012 ببيت بسيط في حي شعبي في مدينة وجدة، أنه وصل بين أيدي العديد من المواطنين من ساكنة المدينة ومناطق أخرى، وهذا ليس بغريب في زمن أصبحت فيه الكلمة الأولى لوسائل الاتصال، ولحسن الحظ أن وقت انتشاره تزامن مع رمضان المبارك شهر البركة والغفران ومن شأن هذا المعطى الزمني أن يحد بعض الشيء من انتشاره. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح وبشدة أيضا، أين كانت أعين الشيوخ والمقدمين والقائد حتى هو؟ حينما يقيم أجانب في حي شعبي ببيت بسيط في مدينة وجدة لمدة قاربت شهرين دون أن تتمكن هذه الأجهزة من ضبط تحركات هؤلاء الأجانب؟ ماذا لو تعلق الأمر بمواطن كادح مغلوب عن أمره؟ سولت له نفسه فتح نافذة صغيرة بمنزله خلسة من أجل استنشاق الهواء، أو إحداث فجوة لفسح المجال للنور والشمس لتلج بيته لتحد من انتشار عامل الرطوبة التي اعترت جدران منزله، فمجرد أول ضربة بالمطرقة في الحائط حتى يبعث معك المقدم بعدما تلقى مكالمة للتو من طرف فاعل خير، أين كانوا فاعلي الخير حينما كانت تصور أفلام "بورنوغرافية" في منزل بسيط في حي شعبي؟ صحيح أن عملية التصوير كان مخططا لها من قبل، من خلال الإحاطة بجميع الجوانب تخوفا من إحباط العملية من طرف المخزن أو السكان، فنحن أمام أشخاص متمكنون وعارفون بقضايا الأمور ولهم علاقة بشبكات دولية متخصصة في إنتاج وترويج الأفلام "البورنوغرافية" "هاذو ما شي باجدة". فالله وحده يعرف كم عدد الأفلام "البورنوغرافية" التي تم تصويرها بمدينة وجدة؟ خلال مدة إقامة هؤلاء الأجانب فما خفي كان أعظم؟ فهنا لا يهمنا عمر ولا زيد ما يهمنا بالأساس أمن البلاد والعباد، وتبقى الأخلاق والدين والثوابت الثقافية والهوية من أهم مرتكزات أمن واستقرار البلاد، فمرحبا بالأجانب ببلادنا فالمغرب بلد مضياف ويحتفي بالضيف، الذي لا يحق له أن ينتهك حرماتنا ويجهز على ثقافتنا، ويقوم بتصوير أفلام خليعة في بيوت مغربية وجدية بسيطة، فهذه الأفلام لها أمكنتها وفضاءاتها التي تصور وتنتج فيها.