أوقفت المصالح الأمنية الإسبانية، بتنسيق مع الشرطة الأوربية "أوروبول"، أخيرا، مغربيا يقود شبكة لتهريب المخدرات وغسل الأموال، بعد إيقافه لحظة محاولة الفرار إلى المغرب عن طريق معبر "تاراخال" بسبتةالمحتلة. وذكرت مصادر مطلعة من سبتةالمحتلة، ل"الصباح"، أن السلطات الإسبانية اعتبرت سقوط زعيم الشبكة المغربي "نصرا أمنيا"، خاصة أن يوجد في "قائمة سوداء" تتضمن مغاربة يتزعمون شبكات التهريب وتبييض الأموال، وتتعقب المصالح الأمنية في أوربا تحركاتهم، وعلاقاتهم بأباطرة تهريب المخدرات والسلع والاتجار في البشر. واشتبهت المصالح الأمنية الإسبانية في زعيم الشبكة أثناء تقديم أوراقه الثبوتية في معبر "تاراخال" أثناء محاولته التوجه إلى المغرب، ما دفعها إلى التدقيق في هويته، إذ اكتشفت أنه موضوع مذكرة إيقاف دولية صادرة بفرنسا، لتورطه في عدة جرائم منذ 2022، منها قضايا تتعلق بتهريب كميات كبيرة من الحشيش والاشتباه في علاقته بشبكات دولية لغسل الأموال. وبينت التحريات الأولية أن المشتبه فيه يعتبر أحد كبار مزودي أوربا بالمخدرات، واستغرق تحديد هويته وقتا طويلا، إذ كان يتقن الإفلات من المراقبة الأمنية، قبل أن تعثر المصالح الأمنية على دليل قادها إلى تحديد هويته، بعد العثور على أدلة الحمض النووي التي تربطه بشحنة تزن 283 كيلوغراما من الحشيش، ما دفعه إلى مغادرة فرنسا على متن سيارة تحمل أرقاما بلجيكية، والتوجه إلى إسبانيا، ثم المغرب. وتتوفر السلطات الإسبانية على "قائمة سوداء" تضم إسبانيين، أغلبهم مغاربة يحملون الجنسية المزدوجة، كشفت التحريات استغلالهم شركات العقار واستيراد الأموال في عمليات تبييض كبرى، والتعامل مع رجال أعمال "مزيفين" بالمدينتين، إضافة إلى علاقتهم بشبكات الهجرة غير الشرعية وتهريب السلع، خاصة بعد انطلاق حملة أوربية لمطاردة عدد من المغاربة، الذين فر بعضهم نحو سبتة ومليلية المحتلتين، ما دفع عدة بنوك في المدينتين إلى إغلاق حسابات بنكية للاشتباه في مصدر أموال أصحابها، بناء على دورية من السلطات المالية التابعة للاتحاد الأوربي، واستنادا إلى القانون الإسباني المتعلق بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، علما أن القرار أثار ردود فعل عدد من المستثمرين، واستدعى عقد اجتماعات لوضع خطة لمواجهة تدفق الأموال المشبوهة، إذ تشبثت البنوك الإسبانية برفض الودائع من فئات بعينها من الأوراق المالية التي تستغلها شبكات غسل الأموال في الإفلات من المراقبة الأمنية والمالية، خاصة أن المدينتين أصبحتا "جنة لتبييض أموال الهجرة السرية والسلع والمخدرات المهربة".