رغم مرور ما يزيد عن ثلاثة أسابيع على انقشاع أدخنة حريق منطقة "جبل الحبيب" بإقليم تطوان، إلا أن الواقع الذي أفرزته هذه الكارثة، لم يبرح حياة السكان، الذين تعرضوا لخسائر جسيمة، لم يلمسوا معها أي تدخل من طرف الجهات المسؤولة، بالقدر الذي وجدوا أنفسهم أمام محاولات مرشحين للانتخابات المقبلة، بهدف استمالة أصواتهم. ويسجل العديد من سكان منطقة "جبل الحبيب"، وهي جماعة قروية تتبع إداريا لإقليم تطوان، غيابا لتدخلات المسؤولين في السلطات الإقليمية، التي كانوا يعولون عليها للتخفيف من معاناتهم الناتجة عن الخسائر الجسيمة التي نجمت عن الحريق المهول الذي أتى على أزيد من 85 هكتار من الغطاء الغابوي، حسب السلطات الإقليمية، فضلا عن الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت ممتلكات المواطنين. "السلطات ما أن تمكنت من إخماد النيران، التي أتلفت ممتلكاتنا ووسائل عيشنا، حتى سحبت آلياتها ورجالها وتركتنا نعاني من أوضاع صعبة"، يقول ، أحد سكان مدشر "دار بن صدوق" الواقع ضمن تراب الجماعة القروية، قدم نفسه باسم "أحمد". وحسب "أحمد"، فإن السلطات أبلت بلاء تشكر عليه في تدخلها الذي أفضى إلى إخماد الحريق، "لكن ما كان يجب أن تتوقف عند هذا الحد"، يقول المتحدث الذي ناشد المسؤولين بالعودة إلى المدشر للنظر في حال هؤلاء المواطنين المنكوبين، لتقديم المساعدة تفاديا لاستغلالهم من طرف "سماسرة الانتخابات". وبالحديث عن "سماسرة الانتخابات"، أكدت مصادر متطابقة من المنطقة، وجود محاولة لاستمالة أصوات هؤلاء المواطنين خلال الانتخابات المقبلة. "يقولون إنهم سيحسنون أوضاعنا إذا نجحوا في الانتخابات"، تقول إحدى السيدات من نفس المدشر، مضيفة بحزم لافت "لكننا لا نثق بهم ولن نصوت عليهم". متحدثة أخرى تسجل في بوح لطنجة 24، أن جميع هؤلاء السياسيين الذين يطوفون اليوم على المواطنين المنكوبين لاستمالة أصواتهم، كانوا جميعا غائبين خلال اندلاع الحريق، والدعم الوحيد الذي تلقاه السكان كان من طرف "المخازنية". وتسبب الحريق الهائل الذي اندلع يوم 8 غشت الماضي، واستمرت عمليات إخماده لبضعة أيام، قد أتى على نحو 85 هكتار، بحسب السلطات العمومية، التي لم تقدم حتى الآن أي معطيات عن الأسباب المحتملة وراء هذه الكارثة البيئية والنكبة الاجتماعية في جماعة "جبل الحبيب". وقد وجه عدد من الفاعلين بالمنطقة نداءات الى المسؤولين المحليين من اجل تقديم الدعم اللازم للأسر التي فقدت ابسط حاجياتها واتت النيران على محاصيلها الزراعية .