إقامة لشرع الله واستعظاما لدينه ثم محاربة للفتن والابتداع في أمر الله، جعل الله لعباده علماء يرجعون إليهم ليفصلوا في الأمر ويظهرون الحق منه وما بطل أيضا. ولذلك أرسل سيدنا مجذوب طنجة راسل المجلس العلمي لطنجة طلبا للفتوى اتقاء لمخالفة أمر الله، فالدولة الإسلامية وأمير المؤمنين لا يرضيان إلا بتحكيم الشرع وإقامة العدل ومحاربة البدعة وإيحياء السنة الغراء.. لهذا كان من حق سيدنا المجذوب القائم بأمر الإمام أدام الله ظله بطنجة العالية أن يطلب الفتوى رغم كيد المغرضين، الذين يقفون أمام كل تحرك من تحركاته المباركة فيسخرون ويضحكون. اسمحولي يا معاشر الصحفيين الذين جعلتموا جرائدكم ومواقعكم وأقلامككم مسخرة على هذا المجذوب أن أقول لكم أنكم لم تضحكو وفقط على مذوب طنجة، وإنما تجاوزتكم حدكم وتطاولتم على شرع الله وأمره ومنهجه في عباده، ولذلك أنصح لكم لله ولرسوله أن تعودوا وتتوبوا عن تجاوزاتكم ! فسيدنا المجذوب رضوان الله عليه لم يقم بشيء سوى أنه استفتى العلماء في شأن اقتراحات بعضهم بإنشاء صنمين بالمدينة، فما خشي حفظه الله إلا أن يُحدث في الدين من الابتداع والزيادة ما من شأنه نقض عراه. وأراد من طلب الفتوى أن يكون الدين لله وأن يقف أمام مطالب الملحدين الذين يتربصون الدوائر بالدين في كل آن وحين.. إن سيدنا لم يسأل سوى عن هذا الامر فلما كل العجب؟ إنه لم يطلب الفتوى بخصوص الحانات والملاهي الليلية، ولا طلب حكما بخصوص الضرائب والمكوس التي تُحَصَّلُ منها لفائدة ميزانية جماعته المباركة والقائمة بأمر الله ! وما ذاك إلا انتصارا لمنهجه في الدعوة التي كان قائما بها أيام شبيبته الإسلامية. فهو يدري أن لا حاجة له في معاداة أهل الشوكة من أصحاب هذه الحانات وكذا أهل الشوكة من مرتاديها والعاملين بها ومن خلالها. كما أنه لم يستفتي في شأن العاهرات والساقطات من بائعات الهوى، إذ يعلم أنه لا قبل له على إيقافهن وجمعهنا من شوارع المدينة ومقاهيها ودور اللهو بها، لكنه أبى إلا أن يطلب الفتوى في أمر عظيم كبناء الأصنام والمجسمات.. فمن يدري لربما ارتد الناس عن دين الله واحتشدوا أمامها في الشوارع والطرحات والساحات، يطلبونها الرزق والولد، ويتعيذون بها من الشر وسوء المنقلب في المال والضياع. فخيرا فعلت سيدنا المجذوب أدام الله أيامك ورفع الله كعبك وبيض وجهك ولحرمنا الله طعامك وزقك .. كما وأدام الله عز الإمام وولاته أصحاب نعمنا ورحمنا الله وإياكم من جهل الجاهلين ونفعنا بعلم العالمين القائمين بحق الله.. رفعت الأقلام وجفت الصحف..