إنتهى فصل الصيف وتنفست طنجة الصعداء بعد إختناق لم تشهده من قبل بإجماع ساكنتها مؤيدين ومعارضين ، إختناق في الطرقات وإكتظاظ عند بائعي" السندويشات" وأكوام رملية عفوا بشرية بعضها فوق بعض شبه عارية على طول البحرين المتوسطي والأطلنتي في عز رمضان ،ومذاهب فلكورية جاءت من أقصى البلاد طمعا في دراهم "عباد الخارج " بكسر العين وليس بضمها. هذا جانب من الصورة في فصل الصيف بطنجة لكن الجزء الأخر من الصورة نفسها هو الذي سنسلط عليه الضوء والماء –أمانديس- حيث أصبح مستعجلا عند مدخل المدينة وبالضبط عند محطة الأداء في طريق السيار وبوسط المدينة وطولها وعرضها ووضع إعلانات " ممنوع البول بطنجة " وتغريم البوالة دراهم ثقيلة للحد من هذه الأفة مما سيعود على الجماعة بمبالغ مهمة فلا حل لهذه المعضلة سوى بتطبيق الغرامات ، فلم يبق شارع بالمدينة دون عبارة " ممنوع البول " فبجوار الفنادق الكبرى بالمدينة وخصوصا على طول الكورنيش تصاب بالدوار من رائحة البول فلاتدري هل أنت بالشارع العام أم في حظيرة للبوالة ، بل حتى المأثر السياحية لم تسلم من البول فبدل أن يتم إحاطة هذه المعالم السياحية بالزجاج وتعهدها بالصيانة والنظافة، ووضع رقيب على هذه المعالم كشرطي المرور من قبل وزارة الثقافة ، تركت أرضا رحبة للبوالة يتبولون عليها ، فهكذا تحولت مقبرة الرومان بمرشان منطقة مفضلة لكل قاضي حاجة متكئا على المثل الشعبي " لهلا يحصر شي مسلم " وفي هذا الباب المكتوب عليه ممنوع البول يحكى ان سائحا قام بزيارة المدينة لمدة ثلاثة أيام أقام خلالها بإحدى الفنادق على طول الكورنيش وخلال طول هذه المدة أثار إنتباهه عبارة " ممنوع البول " وكذا عبارة لصيقة دائما بأختها لاتفارقها هي " ممنوع رمي الردمة " فحيث ماوجدت الردمة وجد البول ومن هو أكبر منه أعزكم الله، وأثناء جولته، أي: السائح سأل المرشد السياحي عن ترجمة العبارتين السابقتين فما كان للأخير للخروج من هذه الورطة سوى ترجمة" ممنوع البول " المكتوبة على الجدارن إلى " حذار الجدار أيل للسقوط" وقد أصاب بعفويته كبد الحقيقة فمن كثرت التبول على الجدارن أصبحت أهلة للسقوط ، أما العبارة الأخرى " ممنوع رمي الردمة " فترجمها صاحبنا إلى إسم أحد الفائزين في الإنتخابات الجماعية وقد كان صراحة موفقا لترجمته لهاتين العبارتين. لكن الخصوم أي " البوالة" سيردون بالقول أين نقضي ما نحن قاضوه إذا باغتنا العدو على حين غرة من أمرنا بدون إشعار مسبق تماما كما تفعل أمانديس هذه الأيام حيث قطعت عنا الماء والضوء ثلاثة أيام. الجواب إذن قبل الشروع في تطبيق الغرامات من قبل الجماعة الحضرية لابد من تثبيث المراحض ولومن الخشب والبلاستيك كالتي جهزت مؤخرا بميناء طنجةالمدينة لمغاربة المهجر حتى لايبق عذر لأي "بوال " ليتبول علينا وبذالك تكون الجماعة رفعت عن نفسها الحرج مع تطبيق الغرامات مع كل مخالف تسول له نفسه فسخ سرواله أمام الملئ دون ذرة حياء. وإلى حين تثبيث المراحض في الشوارع وبما انكم على عهدكم متبولون لامحال ، إرفعوا أذاكم ببولكم وغائطكم عن مأثرنا وثراثنا فلا يرضى عاقل أن يبول على ثراته .وإختروا أماكنكم لتدفنوا فيها معاذيركم بعناية فأرض الله رحبة وسعة..