قال أستاذ القانون بجامعة باريس، جون إيف دو كارا، اليوم الاثنين بسلا، أنه لا يوجد ما يبرر الجرائم البربرية والوحشية والأفعال المروعة التي تم ارتكابها بحق ضحايا أحداث تفكيك مخيم "اكديم إيزيك". وأوضح دو كارا، عقب الجلسة الثامنة لهذه المحاكمة، أن المتهمين يحاولون جعل الوقائع التي تنظر فيها محكمة الاستئناف بسلا قضية "سياسية" غير أنها "أفعال إجرامية بحتة"، معتبرا الإقدام على ذبح القوات المساعدة ودهس الأشخاص واستعمال القنابل الحارقة "أمور غير مقبولة".
وأكد أن قتل أزيد من 10 ضحايا بطريقة وحشية وبربرية يعد من الجرائم الفظيعة، مشيرا إلى أن المحاكم الدولية تتعامل بحزم مع مثل هذه الجرائم المروعة.
وأضاف، من ناحية أخرى، أن جلسات هذه القضية "تدار بكيفية ناجعة وتستجيب لشروط المحاكمة العادلة والمنصفة"، موضحا أنه "حتى في بعض المحاكم الفرنسية أو غيرها لا يتمتع المتهمون عادة بهذا القدر من الحرية في التعبير عن رأيهم".
وقد استأنفت غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقة محكمة الاستئناف بمدينة سلا، اليوم الاثنين، محاكمة المتهمين في قضية أحداث تفكيك مخيم "اكديم إزيك"، حيث تم الشروع في استنطاق المتهمين.
وتتابع هذه المحاكمة، منذ انطلاقتها في 26 دجنبر 2016، العديد من جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية المستقلة الوطنية والدولية، مع حضور قوي لأسر الضحايا.
يذكر أن أحداث "إكديم إزيك"، التي وقعت في شهري أكتوبر ونونبر 2010، خلفت 11 قتيلا بين صفوف قوات الأمن من ضمنهم عنصر في الوقاية المدنية، إضافة إلى 70 جريحا من بين أفراد هذه القوات وأربعة جرحى في صفوف المدنيين، كما خلفت الأحداث خسائر مادية كبيرة في المنشآت العمومية والممتلكات الخاصة.
و يواجه المتهمون في هذا الملف تهما تتعلق ب"تكوين عصابة إجرامية والعنف في حق أفراد من القوات العمومية أثناء مزاولتهم مهامهم، نتج عنه الموت مع نية إحداثه والمشاركة في ذلك والتمثيل بجثة" كل حسب ما نسب إليه.