لن ينسى حجاجنا الميامين ماعانوه هذا العام في الحج، فبعدما جمعوا المبالغ المالية المستعصية التي بدأت تلامس الأسقف المستحيلة خصوصا لمن يطمح بأن يكون كل درهم من ماله حلالا طيبا لأداء هذه الفريضة كما أمرنا خالقنا، تجدهم يعانون الويلات من جراء تنظيم فاشل حصد أرواح العديد من الأبرياء منهم. مشاهد تكدسهم فوق بعضهم يوم الحادث مؤرخة بالصوت و الصورة، و لم تجد الإشاعات التي كانت تحكى سابقا منفذا لتروي العكس، لأننا و لله الحمد في زمن ينطق بالشاهد و الحاضر و الموثق لكل كارثة. و أمر تعدادهم لا يزال يكتنفه الغموض حيث تصرح وزارتنا المحترمة برقم جديد كل يوم ليظل عدد المفقودين و الضحايا و المتوفين وفاة عادية عالقا بين التأرجح و الصعود. و مهما اختلفت الروايات فالوثائق الكاشفة عن أسباب حدوث هذه الكارثة و أخرى سابقة لها يوم سقوط الرافعة موجودة و تؤكد على استهتار واضح تجاهل الوفود القادمة بتلك الأعداد كما جرت عادة كل موسم و لم يتكلف أحد عناء توقيف أشغال البناء على الأقل في الأيام الحرم، او تسهيل عملية التوجه لرمي الجمرات كما يقوم بها الأعيان الذين يخصص لهم شرفات محجوزة، حيث التقطت صور العديد منهم و هم يؤدون هذه الفريضة التي يبطل الحج بدونها، و حتى لبعض الدعاة الإسلاميين المشددين على ضرورة مسح الفوارق الطبقية لأن الإسلام يحرمها، لكن كما يقال"الفقيه اعمل بكلامو مادعمل بفعايلو" … و بعد كل هذا تقاطرت صور الحجاج العالقين في المطار بسبب التذبذب الحاصل في مواعيد العودة و بسبب فقدان العديد من الحجاج الذين لا يزال معظمهم يرقدون في المستشفيات، لكن البعثة الديبلوماسية و المسؤولون عن تتبع شؤون الرعية "المغربية" هم أول من استقالوا طائرة العودة ليستقبلوا بالأحضان و الورود في المطار، و الباقي من" الدراوش" لهم الله و انتظار ما سيفر عنه قرارات الكبار المسببين في الكارثة.