استبشر العاملون في قطاع محاربة الأمية خيرا بحلول الوكالة الوطنية و علقوا آمالهم البسيطة عليها بعدما عانوا لسنوات من مشاكل عديدة متعلقة بوضعيتهم المالية و القانونية. و بحلول هذه الوكالة كان الأمل كبير في أن ينظم القطاع و يخدم مصلحة المواطنين و العاملين به كي تكون النتائج مثمرة على غرار توصيات الخطب الملكية التي شددت مرارا على ضرورة إيجاد حلول جذرية و ناجعة لكل المستفيدين. لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن فلأول مرة منذ الاهتمام بهذا الملف يحدث أن تقارب السنة الدراسية مشارف انتهائها و لم يطل العاملون بالقطاع درهما واحدا. وعلى الرغم من هزالة المبلغ المرصود لمن ارتآى أن يكذب على نفسه ظانا منه أنه يحارب البطالة فإنه لم ير من هذا العمل سوى زيارات التفتيش المتكررة و ملأ اللوائح بالأسماء و التدقيق في عدد المستفيدين بهذه الأقسام و تهييء الجذاذات و إدخال الطرق العصرية في التلقين و التعلم بالنسبة للكبار و الحرص على أن يكون استعمال الزمن مطابق لما دفع في البداية و لائحة الشروط هذه تطول متناسية بأن العمل مع هذه الشريحة يتسم بنوع من التعقيد و يستلزم المرونة و التكييف مع الظروف. و بهذا التصرف الأرعن من المشرفين على القطاع يكون رد فعل المؤطرين هو الامتناع عن تقديم نتائج الإمتحانات الإشهادية لغاية إيجاد حل لإمدادهم بمستحقاتهم الهزيلة. للإشارة فإن الأجور المرصودة لكل فوج بهذا المجال تحتسب ب 6000 درهم سنويا، تقسم على ثلاث دفعات : في الأولى 3000 درهم و في الثانية 2000درهم و في الثالثة 1000 درهم .هذا هو أجر مجهود تطلب من أهله قطع الطرق و الفيافي و ركوب الحافلات و سيارات الأجرة للوصول إلى الأماكن المرصودة في هذا البرنامج، و ملحوظة أخرى لا تزال مستحقات السنة الماضية قيد الإنتظار لتنضاف لمستحقات هذا العام الذي يشرف على انتهائه. و على غرار هذا القطاع يعاني منشطوا و منشطات التربية غير النظامية من نفس المشكل حيث أنهم لم ينالو شيئا من مستحقاتهم بدورهم لهذه السنة بدعوى عدم تفويض الإمضاء لمدير أكاديمية جهة طنجةتطوان الجديد. و للموضوع عودة أخرى خصوصا بعد وقفات التنسيقية المتعهدة بحمل مشاكل هذا القطاع على عاتقها لما يزيد من نحو سنة كاملة وليكون حرق نفوس أهلها جماعة هو التهديد الأخير ليومه الثلاثاء بباب البرلمان بعدما تم التنكيل بهم و ضربهم و تفريق مسيرتهم المطالبة بضرورة تسوية وضعيتهم المالية و القانونية على غرار الأفواج السابقة. طباعة المقال أو إرساله لصديق