يتواصل الخطر المحدق بالمغاربة جراء سوء استخدام شواحن الهواتف، بما في ذلك المزورة منها، وهو الأمر الذي سبق وأسفر عن حوادث خطيرة. وفي آخر الحوادث التي تم تسجيلها خلال اليومين الماضيين، شهدت مدينتان مغربيتان اندلاع حرائق ناتجة عن شواحن هواتف مزورة، مما أسفر عن وفاة وإصابات خطيرة. وفي مدينة فاس، توفيت عجوز سبعينية في حادث انفجار شاحن هاتف بمنزلها في حي زواغة، فيما شهد حي أموني في مدينة آسفي حادثا مماثلا إثر اندلاع النيران في منزل نتيجة استخدام شاحن هاتف مزور، وهو ما أسفر عن اختناق عدد من الأشخاص وإصاباتهم بحروق متفاوتة. ويثير توالي هذه الحوادث تساؤلات حول المخاطر المتزايدة التي تمثلها "الشارجورات" المزورة على حياة المواطنين، في ظل انتشار هذه المنتجات المقلدة في الأسواق المغربية بشكل كبير. الأسعار المُغرية للمنتجات المقلّدة يواجه المواطنون خيارا صعبا عند شراء شواحن هواتفهم، بين من يختار شواحن أصلية تأتي من العلامات التجارية المعروفة، وآخرون يختارون أنواعا مقلدة، حيث يكون الفارق في السعر هو العنصر الأكثر تأثيرا في اتخاذ القرار. وتحظى الشواحن المقلدة، المنتشرة في العديد من الأسواق المغربية، خاصة الشعبية منها، بإقبال كبير من طرف المواطنين، نظرا للقدرة الشرائية المحدودة للكثير من المغاربة، الذين يفضلون شراء المنتج الأرخص رغم درايتهم بمخاطره. وإلى جانب ذلك، تظل الشواحن المقلّدة الخيار المتاح للعديد من المستهلكين، الذين يرون أنها قد تكون بديلا أرخص في حال تضررها أو تلفها. تقصير في محاربة الغش يرى المختصون في مجال الاستهلاك أن هناك تقصيرا من الحكومة في محاربة هذا النوع من المنتجات المقلدة، سواء عبر المعابر الحدودية أو من خلال الرقابة على الأسواق، معتبرين أن غياب الرقابة يتيح للشواحن المقلدة الانتشار في الأسواق المحلية. ويجمع هؤلاء على أن هناك حاجة ماسة لتعزيز الرقابة على الأسواق، وتشديد العقوبات على تجار الشواحن المزورة، بالإضافة إلى العمل على تسهيل وصول المواطنين إلى الشواحن الأصلية التي تتوافق مع معايير السلامة. ولعل ما يزيد من تعقيد الوضع، بحسب العديد من الخبراء، هو غياب حملات توعية فعالة من قبل الحكومة حول خطر استخدام الشواحن المقلدة، وضرورة الالتزام باستخدام منتجات تطابق معايير السلامة. توفير بدائل بأسعار مناسبة من جانب آخر، يؤكد المختصون على ضرورة التزام التجار بتوفير خيارات متنوعة من الشواحن الأصلية بأسعار منافسة، خاصة في الأماكن التي تكون فيها القدرة الشرائية ضعيفة. ويؤكد هؤلاء أن المستهلكين بدورهم يتحملون المسؤولية، باعتبار أن هناك من يفضل شراء الشواحن المقلدة رغم معرفة المخاطر المرتبطة بها، إذ يرى البعض أن شراء منتج مقلد هو الحل الوحيد لتلبية احتياجاته في ظل الأسعار المرتفعة للمنتجات الأصلية. وفي خضم ذلك، يستدعي تزايد الحوادث الناتجة عن استخدام الشواحن المقلّدة اتخاذ إجراءات عاجلة، سواء من طرف الحكومة أو المستهلكين الذين عليهم أن ينخرطوا في حماية أرواح المغاربة من هذه المنتجات الخطيرة.