في ليلة مباركة، شهد مسجد الطالب سالم اد ياسين بإقليم سيدي إفني حدثًا دينيًا مميزًا، جمع بين الإيمان والذكر، وحضره أبناء الطالب سالم إلى جانب مجموعة من الطلبة الأفارقة جنوب الصحراء، ممثلين عن دول السينيغال، التشاد، النيجر ومالي. المسجد، الذي يعتبر منارة علمية ودينية في المنطقة، يحتفظ بذكريات وعطاءات فقهاء واد نون الذين تخرجوا منه عبر العصور. ويُعد هذا اللقاء الديني بمثابة تجسيد حي للعلاقات الإنسانية والدينية بين المغرب وإفريقيا، حيث توافد الضيوف في أجواء مفعمة بالعبادة والذكر الحكيم. بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلتها مجموعة من الأمداح النبوية، ورفع الجميع أكف الدعاء في هذه الليلة المباركة، التي تصادف نزول القرآن الكريم، مؤكدين روح الوحدة والتآخي بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم. كما تميز هذا الحفل بإفطار جماعي جمع بين الجميع في لحظة من الإخاء والتآزر. كان من أبرز محاور الحفل المحاضرتين التي ألقاها الطالب السينيغالي محمد الأمين حيضر، الذي بدأ حديثه بتوجيه الشكر والتقدير للأسرة الحاضرة. تحدث خلالها عن بعض فضائل شهر رمضان الكريم، مشيرًا إلى أهمية الاستمرار في السلوكيات الطيبة التي اكتسبها المسلم خلال الشهر الفضيل، مثل قراءة القرآن، أداء النوافل، وزيارة الأرحام. كما تحدث عن الصفات التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها من أجل نيل مقام العبودية الحقيقية لله تعالى. بعد ذلك ، تطرق إلى أهمية الذكر في الإسلام، مع الاستشهاد بأحاديث نبوية شريفة تذكر فضل المجالس المباركة وتسمية رسول الله لها برياض الجنة. وقد تم التأكيد على مكانة الذاكر في الإسلام، وكيف أن ذكر الله يقوي الروابط الروحية بين المسلمين. كما قام إمام المسجد بإلقاء مجموعة من الدروس التي تناولت جوانب متنوعة من الدين، مع التركيز على تقوية العلاقة بالله في رمضان وما بعده. في الختام، رفع الحاضرون أكف الضراعة إلى الله عز وجل، داعين له أن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، و الأميرة الجليلة للا خديجة ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كان الحفل بمثابة تجسيد حي للأخوة الدينية بين المغاربة والأفارقة، وذكرى لا تُنسى في مسيرة التقارب بين الشعوب الإسلامية