بمطار ماركا العسكري بعاصمة «الهاشميين»، عمان، حط «البوينغ الملكي» مساء أول أمس الأربعاء، قادما إليها من جدة، بعد نهاية المرحلة الأولى للزيارة الملكية لبعض دول الخليج، وعلى أرضية المطار وجد جلالة الملك محمد السادس لدى نزوله من الطائرة في مقدمة مستقبليه الأمير فيصل بن الحسين والأمير طلال بن محمد و الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك عبد الله الثاني للشؤون الدينية والثقافية. ولم تدم استراحة جلالة الملك بالقاعة الشرفية للمطار طويلا، إذ سرعان ما توجه الموكب الملكي إلى قصر الندوة بعمان، حيث يقيم جلالة الملك، في الوقت الذي كانت تجري فيه الاستعدادات عن قدم وساق بقصر الحمر، حيث خصص الملك عبد الله الثاني أمس الخميس حفل استقبال رسمي على شرف جلالة الملك قصر الحمر بالعاصمة الأردنية، الذي استقبل به الملك عبد الله جلالة الملك كان فضاءا لمباحثات أجراها الملكين وركزت بالدرجة الأولى على علاقات التعاون بين البلدين والتطورات في المنطقة، حيث أكد جلالتاهما خلال جلسة مباحثات ثنائية عقدت في المكاتب الملكية في الحمر «حرصهما المتبادل على تقويتها وتفعيلها في مختلف المجالات» ولم تقتصر المباحثات على العلاقات الثنائية بين الممكلتين، بل امتدت النقاشات لتشمل تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا المستجدات المتعلقة بالأزمة السورية، حيث أكد أصحاب الجلالة الملك محمد السادس والملك عبد الله على ضرورة «ايجاد حل سياسي للازمة المتفاقمة»، وذلك لوضع حد للعنف وإراقة الدماء والمحافظة على وحدة سوريا وتماسك شعبها. واستحضرا قائدا البلدين التداعيات الخطيرة للازمة على جميع دول المنطقة، حيث توقف الملك عبد الله، أثناء المباحثات، حسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، عند الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن في سبيل تقديم خدمات الإغاثة الإنسانية للاجئين السوريين الذي تجاوز عددهم ،حسب نفس الوكالة 200 الف لاجئ ما «يستدعي استمرار المجتمع الدولي مساندة المملكة كي تواصل تقديم هذه الخدمات» وفي هذا الاتجاه، لم تتردد الملك عبد الله أثناء النقاشات في توجيه الشكر للمغرب لدعمه ومساندته للأردن في تقديم الخدمات للاجئين السوريين، حيث كان من أوائل الدول التي أرسلت مستشفى ميدانيا لتقديم خدمات الإغاثة الطبية والإنسانية لهم، بعد أن زار جلالة الملك محمد السادس قدم قام أمس، مخيم الزعتري، حيث يوجد المستشفى العسكري المتنقل الذي أرسله المغرب بعد اندلاع الثورة في سوريا لتقديم المساعدات الطبية للجرحى الفارين من أتون المعارك التي تدور رحاها داخل «بلاد الشام». وغير بعيد عن سوريا، فالهموم العربية بالنسبة لقائدا البلدين واحدة، فبعد تداولهما للعلاقات الثنائية والأوضاع في الشرق الأوسط، وضعا على طاولة النقاش، الملف الفلسطيني، حيث تطرقا لجهود تحقيق السلام بهدف إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية استنادا إلى حل الدولتين، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من أكتوبر عام1967 وعاصمتها القدس. القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة في مباحثات القائدين، حيث أكد القائدان، حسب وكالة الأنباء الأردنية على أهمية ومكانة مدينة القدس الشريف، حيث أعربا «رفضهما القاطع لأي مساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ولأي تهديدات واعتداءات تستهدف تغيير معالم المدينة وهويتها العربية والإسلامية» وبالموازاة مع جلسة مباحثات القائدين، كانت قاعات أخرى بقصر الحمر تغلي بالنقاشات، فقد عقد كبار المسؤولين في البلدين اجتماعا، تناول حسب الوكالة الرسمية الأردنية، «سبل تكثيف وزيادة التعاون الثنائي وتبادل الخبرات في مجالات الطاقة والمعادن والمياه والبيئة والصحة والتجارة والاقتصاد والنقل والزراعة».