الخط : إستمع للمقال شارك وفد يضم سفراء وممثلين عن منظمات دولية من 24 دولة، يوم السبت 17 ماي، في زيارة رسمية في إطار النسخة السادسة من أيام الأبواب المفتوحة التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني (DGSN)، وذلك من 16 إلى 21 ماي 2025، بمركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة، حيث حظي السفراء عند وصولهم باستقبال حار من طرف عبد اللطيف حموشي، المدير العام لجهاز الأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وقد عكست تركيبة الوفد تنوعا جغرافيا لافتا، حيث ضمت ممثلين عن مختلف قارات العالم. ومن بين الدول الممثلة: اليابان، الصين، الهند، كندا، الشيلي، أستراليا، الدنمارك، موريتانيا، مالي، غانا، كينيا، رواندا، ورئيس بعثة جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى ممثلين عن الأجهزة الأمنية للولايات المتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة، وهي دول تربطها بالمغرب علاقات تعاون أمني متميزة. كما أن حضور ممثلي منظمات تابعة للأمم المتحدة إلى جانب هؤلاء الدبلوماسيين يُظهر البُعد المتعدد الأطراف للشراكات الأمنية التي يعقدها المغرب. وقد أتيحت للسفراء الفرصة لعقد لقاءات مع عدد من كبار مسؤولي المديرية العامة للأمن الوطني، حيث ناقشوا آفاق تعزيز التعاون الأمني الثنائي والإقليمي، والتحديات المرتبطة بمكافحة التهديدات العابرة للحدود، وكذا آليات نقل الخبرة والتكوين في إطار دينامية التعاون جنوب-جنوب. وقد نوه الدبلوماسيون بالمقاربة الاستباقية التي يعتمدها المغرب، وبالخبرة التي راكمتها أجهزته الأمنية في مجال تعزيز الأمن الداخلي. ومن أبرز اللحظات التي أثارت إعجاب السفراء الأجانب، العروض الميدانية التي قدمتها الوحدات الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST)، حيث تم استعراض تقنيات التدخل الخاصة بوحدات النخبة في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى تقديم شروحات حول استعمال الطائرات بدون طيار (درون) الذكية في تدبير الأمن خلال التظاهرات الرياضية الكبرى، وهو ما يحظى باهتمام خاص بالنظر إلى الاستحقاقات الرياضية القادمة التي سيحتضنها المغرب، من قبيل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030. كما تميزت الزيارة بجولة في رواق الشرطة التقنية والعلمية، حيث تم تسليط الضوء على آخر التطورات في مجال التحقيقات الجنائية. وزار الضيوف أيضا الفضاء المتحفي الذي يُخلد لأكثر من ستة عقود من تاريخ الأمن الوطني، ما أتاح لهم فهمًا أعمق لتطور المؤسسة الأمنية المغربية على المستويين التقني والتاريخي. وفي ختام الزيارة، تم تقديم سيارة الدورية الذكية "أمان"، والمزودة بأنظمة التعرف على الوجوه، والقراءة الآلية للوحات الترقيم، والذكاء الاصطناعي، وهي مركبة تم تطويرها محليا على قاعدة تقنية يابانية، مما يُجسد التزام المغرب بتطوير حلول أمنية مبتكرة وتحقيق استقلالية تكنولوجية. وبهذه المناسبة، صرحت سفيرة رواندا، السيدة شكيلا أوموتوني، بأن "هذا اللقاء مع السلطات المغربية عزز رغبتنا في بناء جسور تعاون ملموس في مجالات التكوين وتبادل الخبرات الأمنية". أما سفير الصين، لي شانغلين، فأوضح أن هذه الزيارة أتاحت له الاطلاع عن كثب على التطور الإيجابي الذي تعرفه الأجهزة الأمنية المغربية، لاسيما في ميادين تحديث المعدات، وتكوين الأطر المتخصصة، وتوسيع مجالات التدخل، مشيرا إلى أن ضمان أمن البلاد والمواطنين هو واجب أساسي تتحمله المديرية العامة للأمن الوطني، متمنيا لها التوفيق في مهامها. من جهته، قال سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية، هنري مانغايا، إن ما اكتشفه خلال زيارته للجديدة يعكس مستوى عال من الاحترافية والابتكار، معتبرا أن المغرب يُعد شريكا استراتيجيا في مجال الأمن الإقليمي، مضيفا أن هذه الزيارة عززت قناعته بمتانة الروابط جنوب-جنوب وبالدور الريادي الذي يلعبه المغرب في تطوير الكفاءات الأمنية داخل القارة الإفريقية. أما سفير الشيلي، ألبرتو رودريغيز، فقد أكد أن اطلاعه على المنظومة الأمنية المغربية مكّنه من فهم أفضل للجهود التي يبذلها المغرب في مجال مكافحة الجريمة، مشيدا بالتقدم المحرز، والذي تم تسليط الضوء عليه من خلال اللقاءات مع الخبراء الأمنيين وعرض المعدات المتطورة. تجدر الإشارة إلى أن هذه النسخة السادسة من أيام الأبواب المفتوحة، والتي نُظمت تحت شعار: "فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد"، تتزامن مع الاحتفال بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس الأمن الوطني، المصادف ل16 ماي. وتعكس زيارة سفراء من مختلف قارات العالم الاهتمام المتزايد الذي تحظى به التجربة المغربية في مجال الحكامة الأمنية، والجهود المبذولة لتكريس أمن يخدم المواطن ويُجسد القيم الكونية. الوسوم الأمن الوطني الجديدة المغرب دورية أمان