ترأس صاحب السمو الملكي الأمير غيوم الدوق الأكبر ولي عهد اللوكسمبورغ رفقة عقيلته صاحبة السمو الملكي الكونتيسة ستيفاني مؤخرا بالمقر الاجتماعي للمجمع الشريف للفوسفاط بالدار البيضاء، جلسة عمل بين الوفد الرسمي المرافق لسموه وأطر المجمع يترأسهم محمد القادري المدير العام للمجمع. وأكد إيتيان شنايدر وزير التجارة اللوكسمبورغي، أن المجمع الشريف للفوسفاط الذي هو مقاولة ذات صيت استثنائي يشتغل أيضا مع مقاولات لوكسمبورغ التي تعمل في مجال التكنولوجيا البيئية، مشيرا إلى أن الزيارة الرسمية لوفد بلاده إلى المجمع تعد مناسبة للنظر في آفاق الشراكة بين المقاولات في اللوكسمبورغ والمجمع الشريف. وأوضح أن هذه الزيارة كانت مثمرة بالنظر إلى قائمة المشاركين اللوكسمبورغيين مما يؤكد الحاجة إلى الدفع بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، مبرزا التكامل الحاصل بين النسيج الاقتصادي في اللوكسمبورغ وبين المشاريع المغربية مع تشديده على أن المغرب يعد الشريك الأمثل للتنمية الاقتصادية مع بلاده. وذكر باللقاءات المكثفة التي عقدتها نحو 50 مقاولة لوكسمبورغية مع نظيراتها المغربية بالدار البيضاء. وقدم القادري بهذه المناسبة عرضا شاملا حول المجمع الشريف للفوسفاط منذ نشأته في 1920 والأدوار الطلائعية التي يقوم بها في ميدان صناعة الفوسفاط وتثمين هذه المادة الضرورية للحياة والتي لا يمكن تعويضها. وقال في هذا الصدد إن الفوسفاط – الذي يدبره المغرب بمسؤولية – يعد مادة أساسية في ميدان الفلاحة حيث يتزايد عليه الطلب بفعل التزايد السكاني في العالم وتقلص الاراضي الاستغلالية وتزايد الحاجيات الغذائية على المستوى العالمي مما يجعل الإنتاج المغربي الرائد في هذه المجال يساهم بفعالية في توفير الأمن الغذائي فضلا عن مساهمته في تطوير الصناعات الكيماوية. وأشار القادري إلى المكانة المتقدمة التي يحتلها المغرب على صعيد الاحتياطي العالمي من الفوسفاط حيث يعد موقع خريبكة الأول عالميا متبوعا بموقع الكنتور بإقليم بضواحي مراكش، مبرزا المواقع الصناعية الأكثر أهمية لهذه المادة في كل من الجرف الأصفر بالجديدة ومجمع الصناعة الكيماوية بآسفي وكذا أهم شركاء المغرب في الميدان منهم أساسا الهند وباكستان وبلجيكا. ومن بين الزبائن الأساسيين أيضا للمغرب في هذه المادة، ذكر المدير العام للمجمع الولاياتالمتحدة التي تستورد 90 في المائة من حاجياتها من الفوسفاط من المغرب، وإفريقيا (42 في المائة) وأمريكا اللاتينية (30 في المائة). وأضاف أن صناعة الفوسفاط بالمغرب ترتكز على استراتيجية من ثلاثة مقومات تتمثل في ريادة الأسعار وريادة التنافسية والإنتاج والمرونة الصناعية مع التحريك التجاري والمالي. وقال ان قطاع الفوسفاط يعد قطاعا واعدا وذلك بالنظر إلى حاجة العالم إلى تشييد عشرة معامل للفوسفاط كل خمس سنوات مما يستدعي، حسب العرض الذي قدمه، الرفع من قيمة الاستثمارات، مشيرا إلى أن المجمع أطلق برنامجا استثماريا بمبلغ 15 مليار دولار يشمل أنظمة نقل الفوسفاط والمحافظة على البيئة واستعمال وتحلية المياه. كما أبرز تمكن المجمع من جعل 10 من بين 60 معملا تابعا له منتجا للطاقة إلى جانب المجهودات التي يقوم بها في هذا المجال حيال القارة الإفريقية خاصة إنشاء وحدة صناعية بالغابون والأنشطة التي يقوم بها المجمع في مجال تكوين الفلاحين الأفارقة وتشمل قافلة خريطة الخصوبة التي جابت بعد المغرب كلا من الغابون ومالي والسينغال. وأشار المدير العام للمجمع من جهة أخرى إلى المدن الخضراء التي يساهم المجمع في خالقها منها أساسا مدينة بنجرير التي تحتضن جامعة محمد السادس، مؤكدا على أن الهدف من من إنشائها يتمثل أساسا في تكوين الموارد البشرية خاصة الأطر العليا التي ستواكب التطور الصناعي والتكنولوجي للمشاريع المشار إليها. ومن جانبهم، نوه أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير ولي عهد اللوكسمبورغ بالمجهودات التي يقوم بها المجمع الشريف للفوسفاط معربين عن اهتمام المقاولات الصناعية ببلادهم بالمنتوجات الصناعية الفوسفاطية خاصة بالجرف الأصفر. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)