الغابات مصدر للغذاء والحماية والسكن والتزود بالوقود ومصادر الطاقة والألبسة والأدوية لشعوب وتجمعات بشرية عديدة على سطح الأرض. حسب معطيات المنظمة العالمية للزراعة ( الفاو ) 60 مليون شخص من الشعوب البدائية يعتمدون بشكل كلي على الغابة، 300 مليون شخص يعيشون بداخلها أو في محيطها ، بينما يستفيد 1.6 مليار شخص من الغابة بأشكال مختلفة ومتنوعة وبنسب متفاوتة من أجل العيش . إلى ذلك، تحتوي الغابات على العديد من ‘‘ النقط الساخنة ‘‘ للتنوع البيئي الحافل بأشكال الحياة، كما تلعب دورا حيويا في تثبيت نسبة ثاني أوكسيد الكربون الذي يبعثه النشاط الإنساني الصناعي في الجو بصورة مكثفة : 40 في المائة من الكربون الأرضي تخزن في النباتات والأتربة والغابات. إذن الغابة تقدم خدمات قيمة وجليلة للإنسانية لاستمرار الحياة على الأرض . غير أن اجتثات الغابة، الظاهرة غير الجديدة في التاريخ الإنساني، تكاثفت بشكل واسع خلال السنوات الأخيرة . قبل أربعة قرون، 66 بالمائة من المساحة الأرضية كانت مغطاة بالغابة، اليوم تراجعت النسبة إلى الثلث. وبينما كانت الغابات تعطي 4.128 مليار هكتار أو 31.6 من مجموع مساحة الارض العام 90، تراجعت هذه النسب إلى 3.999 مليار هكتار أو 30.6 خلال سنة 2015 ( حسب معطيات الفاو دائما ) . وحسب ‘‘ وورلد ريسورس انستيتيوت ‘‘ 80 بالمائة من التغطية الغابوية الأرضية الأصلية تمت إبادتها أو دهورتها، تحديدا خلال السنوات الثلاثين الأخيرة .بين 1990 و 2000، اختفت سنويا مساحة غابوية بلغت 14.2 مليون هكتار بتداعيات خطيرة على طريقة حياتنا . هذه النزعة التدميرية تعاظمت بين 2000 و 2012 حيث تم الاجهاز على 23 مليون هكتار سنويا .بالمحصلة، أضاع العالم حوالي 129 مليون هكتار من الغابات منذ العام 1990 ( ما يعادل مساحة دولة كبيرة كجنوب افريقيا ) حسب الدراسة المدققة والشاملة التي أجرتها الفاو العام الماضي لتقييم الموارد الغابوية العالمية . النسبة السنوية للفقد الغابوي تباطأت بين التسعينيات والأن، حيث تراجعت من 0.18 في المائة خلال سنوات التسعينيات إلى 0.8 في المائة بين 2010 و 2015. صحيح أن نسبة كبيرة من هذا التباطؤ تعود بالأساس إلى إعادة تشجير مناطق تعرضت للاجتثات الغابوي ، لكن هذا الحل ليس كافيا بالمرة ، إذ بالرغم من عملية إعادة تشجير الغابات، الخسارة المسجلة في الأنواع الحيوانية التي تفقد بفعل الاجتثات أو الحرق لا تعوض . بالإضافة إلى أن عملية إعادة التشجير لا تشجع أنواعا حيوانية بالعودة للاستقرار في موطنها الأصلي الغابوي المجتث سابقا . وترتكز أعمال التدمير الغابوي في الساحات الاستوائية، وتحديدا في منطقة الأمازون وافريقيا وآسيا وجنوبي شرق اندونيسيا .سنة 2014 ، استمر قطع الغابات وتدميرها بوتيرة مقلقة للغاية حيث تم تدمير 13 مليون هكتار في مناطق متفرقة من العالم . بالمقابل، وإذا كانت نسبة الاجتثات الغابوي تتفاقم، فإن إيقاعها يعرف بعض الانخفاض في دول كالبرازيل والشيلي والصين والرأس الأخضر وكوسطاريكا والفلبين وكوريا وتركيا والاوروغواي والفيتنام .