وجّه الملك محمد السادس برقية تهنئة مقتضبة إلى إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد المؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب الذي انعقد نهاية الأسبوع في بوزنيقة، دون أن تُشير البرقية إلى رقم الولاية التي يتولاها لشكر على رأس الحزب منذ عام 2012. وتضمن نص البرقية، التي حملت تاريخ 21 أكتوبر 2025، إشادة مقتضبة بمسار الحزب وموقعه في الساحة السياسية، مؤكدة على "ثقة الملك في التزام حزب الاتحاد الاشتراكي بمواصلة انخراطه في هيكلة المشهد السياسي الوطني"، من دون أي تطرّق لخصال أو مؤهلات شخصية للكاتب الأول، على خلاف الصيغ السابقة.
نبرة مختلفة عن البرقيات السابقة تشير المقارنة مع البرقيات الملكية السابقة إلى تغير في النبرة والمضمون. ففي برقية عام 2022، على سبيل المثال، هنّأ الملك لشكر على "تجديد الثقة فيه تقديرًا لمساره النضالي وأدائه الحزبي"، مضيفًا إشادة واضحة ب"مؤهلاته الإنسانية والسياسية" و"تشبثه بثوابت الأمة ومقدساتها". أما في برقية 2017، فقد تضمنت عبارات مشابهة، حيث أعرب الملك عن "اليقين في قدرته على تعزيز مكانة الحزب في المشهد السياسي الوطني"، مشيدًا بما وصفه ب"الغيرة الوطنية الصادقة وروح المسؤولية العالية" التي يتحلى بها لشكر. وفي برقية عام 2012، عقب انتخابه لأول مرة، وردت عبارات أكثر دفئًا وتفصيلًا، إذ وصفه الملك آنذاك بأنه "رجل دولة محنك" يتمتع ب"تجربة سياسية واسعة والتزام بالدفاع عن قيم الحزب"، مع إشادة خاصة بسلفه عبد الواحد الراضي. قراءة سياسية يرى مراقبون أن الصيغة الحالية لبرقية 2025، التي اكتفت بالإشادة بالغيرة الوطنية لمناضلات ومناضلي الحزب وتشبتهم بالتوابث الوطنية، دون الإشارة إلى الصفات الشخصية للشكر أو خصاله، تعكس رغبة في الإبقاء على الطابع البروتوكولي دون منح دلالات سياسية قوية، خصوصًا بعد الجدل الذي رافق تمديده لنفسه للمرة الرابعة على رأس الحزب. ويعتبر الاتحاد الاشتراكي أحد أقدم الأحزاب المغربية، وقد شارك في حكومات متعددة منذ أواخر التسعينيات، لكنه عرف تراجعًا في حضوره الانتخابي خلال السنوات الأخيرة، فيما يُنظر إلى استمرار إدريس لشكر في قيادته كعنوان لأزمة التجديد داخل النخبة الحزبية المغربية.