إخوان ابن كيران متوجسون من حميد شباط. فمنذ الإعلان رسميا عن انتخاب هذا الأخير على رأس حزب الاستقلال مساء الأحد الماضي، تسود حالة من الترقب في أوساط العدالة والتنمية تحسبا لأي انفلات قد يتهدد الائتلاف الحكومي بالتصدع. ف«الرجل يحتفظ برصيد لايستهان به من الإشارات غير الودية اتجاه العدالة والتنمية، عبر عنها في مواقع وعلى مستويات مختلفة» يقول مصدر عليم من داخل حزب رئيس الحكومة، مؤكدا أن حالة من توقع الأسوء من شباط تسود داخل الحزب، ولها ما يبررها و«سننتظر الأيام القادمة التي ستكشف إن كان شباط سينزع عنه الوجه المعروف عنه ويتصرف كمسؤول سياسي، يفترض فيه العمل على النأي ما أمكن كل ما من شأنه تعكير صفو العمل الحكومية في هذه الظرفية الدقيقة التي يجتازها المغرب» يأمل المصدر.
«أن يكون شباط، أو غيره على رأس حزب الاستقلال، فذلك شأن داخلي» يضيف نفس المصدر، لكن الأمر يختلف عندما يتعلق بشخص عمدة فاس. فهو يبقى ذلك الرجل الذي يتنفس الأضواء وإطلاق التصريحات المفاجئة، ولكم أن ترجعوا لبعضها خلال حملته الانتخابية للظفر بالأمانة العامة للحزب، ألم يلمح في أكثر من مناسبة إلى احتمال إعادة النظر في تشكيلة الوزراء الاستقلاليين بالحكومة؟ يتسائل نفس المصدر.
إذا كانت تلك هي الصورة التي يرسمها البيجيديون عن شباط، فالأمر يختلف بالنسبة لأحد الفاعلين السياسيين الذي سبق له شغل منصب حكومي، حيث أكد أن «شباط أذكى من ذلك بكثير»، مرجحا أن يقوم الأمين العام الجديد لأقدم الأحزاب الوطنية بنزع جبة «الرجل الشعبوي»، بعدما صار مسؤولا سياسيا من المفترض أن يعمل على حفظ التوازنات على عدة مستويات.
على العموم هناك سيناريوهان لاثالث لهما، يقول هذا الفاعل السياسي. فإما أن يستمر حميد شباط في سلك نفس المنهج الذي ألفه عن الناس وفي هذه الحالة «ستخرج الحكومة في الحايط» و هذا أمر مستبعد وإما التصرف «كسياسي مسؤول» يعمل على حفظ التوازن في حزبه وكذلك داخل الحكومة وخارجها و«هو السناريو الذي أرجحه بالنظر إلى أن شباط ليس وحده بالحزب هذا دون الحديث عن أشياء أخرى، لاحظ معي أنه لم يظفر بالأمانة العامة إلا بنسبة ضئيلة وهذا معطى يجب أن نضعه بعين الاعتبار» يستنتنج الوزير السابق والبرلماني مستبعدا في نفس الوقت أن يعمد شباط إلى زحزحة نزار البركة من منصبه كوزير للاقتصاد والمالية بحكومة عبد الإله ابن كيران.
