نظمت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، اليوم الأربعاء بالرباط ، لقاء تكريميا للكاتب والدبلوماسي الفلسطيني الراحل واصف منصور . وانقسم هذا اللقاء التكريمي إلى جلستين تضمنت أولاهما قراءات في بعض مؤلفات الراحل قدمها الأساتذة محمد سبيلا وعبد الإله بلقزيز وكمال عبد اللطيف، بينما تضمنت الثانية شهادات في حقه قدمها سفير دولة فلسطين السابق في المغرب، وجيه حسن علي قاسم (أبو مروان)، والأساتذة فتح الله ولعلو ومحمد بنجلون الأندلسي ومحمد الأشعري وعبد الرزاق المعدني، فضلا عن الأستاذة البتول الناصري رفيقة درب الراحل الذي وافته المنية في سابع غشت الماضي بالرباط. فانطلاقا من مؤلفات واصف منصور الثلاثة "المجتمع المدني: الضرورات التحديات والمحاذير" (دار النشر المغربية 2007) و"بين الإرهاب والعولمة: أي مستقبل" (الشبكة العربية للأبحات والنشر 2013) و"بعض مني" (دار النشر المغربية 2012)، تحدث سبيلا عن انتقاد واصف منصور في الكتاب الأول للعقلية التقليدية المهيمنة على المجتمع العربي وعلى مجتمعه المدني المتمثلة في التواكل والنكوص. وتحدث بلقزيز عن انشغال منصور السياسي وتشديده على التمييز بين الإرهاب المدان والمرفوض والمقاومة المشروعة، ومراوحته بين التعريف القانوني والتعريف الفكري لدحض الخلط الصهيوني المتعمد المراد به التشنيع على المقاومة والقدح فيها، وتسفيهه دعاوى القتلة وفضح إجرامهم، وتفسيره إيجاد العولمة في الإرهاب مبررا مضاعفا لشرعنة وجودها. وأشار كمال عبد اللطيف، في هذه الجلسة التي أدارها الأستاذ محمد الخصاصي، إلى اهتمام منصور بثلاث قضايا مركزية في كتابه (بعض مني) تجلت في تاريخ تحول الصراع ضد إسرائيل والحركة الصهيونية، وانخراطه الفاعل والمنتج في المغرب منذ ستينيات القرن الماضي، وعلاقته الوثيقة بالشعر حفظا ونظما، وافتتانه بالشعر وب"الكلمة الجميلة والطيبة والكلمة - السلاح". أما الجلسة الثانية، التي ترأستها الشاعرة مليكة العاصمي، فقد استهلها السيد أبو مروان بتأكيده أن واصف منصور، الذي ساهم في تأسيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني سنة 1968، "نموذج فارس في الكفاح"، مشيرا إلى العوامل التي ساهمت في تكوين هذه الشخصية التلقائية المحببة ومن ضمنها المسلكية النضالية لزوجته البتول الناصري . وشددت باقي الشهادات على الارتباط العضوي لدى واصف منصور للمغرب بالقضية الفلسطينية، بحيث يمكن اعتباره "فلسطينيا ومغربيا في نفس الآن"، وعلى هوسه بقضايا الشعب المغربي ووحدته الترابية، وعلى صلابة مواقفه على مدى خمسين سنة في التعريف بالقضية الفلسطينية في المغرب والدفاع عنها وهو ما جعل منه "محاورا ودودا" لكل التيارات والأحزاب، و"آلة إعلامية فاعلة" ساهمت في ترسيخ قضية فلسطين في الوعي الجمعي لجيل بأكمله، وجعلها حاضرة في اليومي. يذكر بأن واصف منصور من مواليد 25 دجنبر 1945 بمدينة حيفا في فلسطين، وقدم إلى المغرب سنة 1964 والتحق بكلية الحقوق حيث حصل على الإجازة في العلوم السياسية سنة 1967 ، وعلى الدكتوراه في العلاقات الدولية سنة 2005، وعمل بمكتب منظمة التحرير الفلسطينية منذ سنة 1968، فمستشارا بسفارة دولة فلسطين إلى غاية 1996، ثم وزيرا مفوضا من 2001 إلى 2007. وصدرت لواصف منصور بالخصوص عن دار النشر المغربية "حكايات من زمن الانتفاضة" (2004)، و"يحكى أن ..أن إيه" (2004)، و"المشهد الفلسطيني بعد وصول حماس إلى السلطة" (2006)، و"قضايا دولية معاصرة" (2007)، و"ضوابط النظام الدولي" (2008).