من الصعب التحكم في معاني مصطلح " التواصل السياسي " لكونه علما تشابك فيه حقلان معرفيان غاية في العقيد : التواصل والساسة لهذا يستعصي على كثير من الدارسين إيجاد تعريف موحد يلخص مجموع مراحل عملية التواصل السياسي وأهدافها ومراميها ووسائلها . فكان طبيعيا أن تتعدد التعاريف وتختلف باختلاف مدارس واضعيها . إن التواصل السياسي يندرج في إطار ما يعرف ب " الاتصال السياسي " باعتباره أهم أشكال التواصل التي تطبع علاقة وسائل الإعلام برجل السياسة وكذا علاقته بالجمهور المستهدف خاصة في فترة الانتخابات ، حيث تعتمد الأحزاب المشاركة في الانتخابات على تفعيل الاتصال السياسي بهدف التعريف بها وببرامجها وتوجهاتها وأهدافها . وقد أورد الدكتور محمد بن سعود البشر في كتابه " مقدمة في الاتصال السياسي جملة من التعاريف نوردها كما يلي : " فقد عرفه ميدو Meadow " الاتصال السياسي هو الرموز والرسائل المتبادلة المتأثرة فيه " وعرفه تشافي chafée " الاتصال السياسي هو اثر الاتصال ووظيفته في العملية السياسية " . في حين عرفه بليك وهاردسن Harddsen&Blake : " الاتصال السياسي هو الاتصال المؤثر تأثيرا حقيقا أو ممكنا في الحالة السياسية أو الوجود السياسي بصفة عامة " أما دينتون ودوارد Wood ward&Dennton فيريان أن الاتصال هو " المناقشة العامة حول السلطة ومصادر الدخل في المجتمع " لورد ويند لسمان Lord Windelsman عرف الاتصال السياسي بأنه " الإرسال الإداري لرسالة سياسية من مرسل مستقبل بهدف جر المستقبل في اتجاه لا يستطيع معه التفكير في غيره " . أما دومينك وولتون (Dominique Wolten ) فيعرف الاتصال السياسي بأنه " كل اتصال موضوعه السياسة " والى جانب هذه التعاريف ، قدم د. محمد سعود البشر المفاهيم عدة لتوضيح الاتصال السياسي ، حيث يقول أن الاتصال السياسي هو النشاط السياسي الموجه الذي يقوم به الساسة ، أو الإعلاميون أو عامة أفراد الشعب ، والذي يعكس أهدافا سياسية محددة تتعلق بقضايا البيئة السياسية وتؤثر في الرأي العام أو الحياة الخاصة للأفراد والشعوب من خلال وسائل الاتصال المتعددة ، ويشرح البشر هذا التعريف بقوله : " أن الاتصال السياسي هو النشاط الذي يحدث في البيئة السياسية ، سواء كان متعلقا بالسلطة وأعمالها أو طرق ممارستها للسلطة داخل حدودها ا خارجها وهذا النشاط السياسي تعكسه وسائل الاتصال التي يتخذها منبرا لهم لإيصال صوتهم إلى الجماهير " يركز في هذا التعريف محمد سعود البشر على نشاط الإعلاميين الذين يرى أن لهم دورا في صنع القرارات ،والمشاركة في العملية السياسية ، ويركز كذلك على العنصر الثالث من عناصر الاتصال السياسي وهو الجمهور ، حيث يرى أن وسيلتهم في ذلك تكون على مستوى الاتصال الشخصي أو الجمعي من خلال المناقشات التي تدور بين أفراد المجتمع حول قضايا البيئة السياسية ، والتي تثار من قبل الساسة وسائل الاتصال الجماهيري . من خلال ما سبق يمكن أن نستنتج انه ليتحقق الاتصال السياسي يلزم ما يلي : - النشاط السياسي : وهو مضمون العملية الاتصالية السياسية . - القائم بالاتصال : وهم الساسة أو الإعلاميون ، وعامة أفراد الشعب . - الهدف : الذي يتضمن الأثر المقصود من الرسالة . --------------------------------------------------------------------- 1- محمد سعود البشر (2000) : مقدمة في الاتصال السياسي ، ص 16 . 2- نفسه ، ص 18 .