بعد 10 ساعات من المحاكمة... الحبس النافذ ل 16 شخصا في ملف "حراك جيل Z" ببني ملال    المؤرخ بوعزيز يخاطب "جيل زد": المستقبل بين أيديكم.. لا تُعيدوا إنتاج الاستبداد    تمثل 22% من مجموع الإنفاق العام.. ميزانية 2026 ترصد زهاء 167.5 مليار درهم لفائدة نحو 51 "صندوقا خاصا"    مرسوم جديد يحدد شروط إنجاز واستغلال منشآت الإنتاج الذاتي للكهرباء    الخطوط المغربية تطلق 63 رحلة أسبوعياً نحو الأقاليم الجنوبية بأسعار تبدأ من 750 درهماً    ترامب: سأتخذ قرارا بشأن الإفراج عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي    الأمين العام للأمم المتحدة يجدد دعوته إلى الحوار بين المغرب والجزائر    النيابة العامة تصدر دليلا لوحدة معايير التكفل بالأطفال المهاجرين وحماية حقوقهم    الوداد الرياضي يعلن رسمياً ضم حكيم زياش    الدوري الأمريكي لكرة القدم.. ميسي يمدد عقده مع إنتر ميامي الى غاية 2028    بوريطة يدعو ببروكسيل الفاعلين الاقتصاديين البلجيكيين إلى الاستثمار في الأقاليم الجنوبية    الصحراء المغربية.. الأمين العام الأممي يجدد دعوته إلى الحوار بين المغرب والجزائر    بايتاس: 165 ألف طفل سيشملهم دعم التعويضات العائلية الإضافية    كوتوكو الغاني: سنقاتل أمام الوداد    ايت قمرة.. سيارة اجرة ترسل سائق دراجة نارية الى المستشفى    تداولات بورصة البيضاء تنتهي حمراء    البواري: الحكومة تخصص 12,8 ملايير درهم لمواصلة دعم مربي الماشية    جامعة الكرة تقيم حفلا تكريميا على شرف المنتخب الوطني المغربي للشباب    الدكتوراه تقترب من معاهد التمريض    الرباط ضمن أفضل خمس وجهات عالمية في 2026    وزير الفلاحة: نتوقع إنتاج مليوني طن من الزيتون.. وسعر الكيلوغرام لا يتجاوز حاليا 5 دراهم (فيديو)    طقس الخميس.. سحب كثيفة وكتل ضبابية بعدد من المناطق    القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء توضح ل"اليوم 24" أسباب تأخر مواعيد مقابلات الفائزين في قرعة أمريكا    وفاة الفنان محمد الرزين إثر معاناته مع المرض    وزارة الأوقاف تعمم على أئمة المساجد خطبة تحث على تربية الأولاد على المشاركة في الشأن العام    الفنان محمد الرزين في ذمة الله    جدد المغرب وبلجيكا، اليوم الخميس، التأكيد على إرادتهما المشتركة في تعميق شراكة استراتيجية ومهيكلة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل وتقارب وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الكبرى    "ميتا" تقرر إلغاء 600 وظيفة في قسم الذكاء الاصطناعي    الرباط تخصص لهم استقبالا شعبيا كبيرا .. أبطال العالم فخورون باستقبالهم في القصر الملكي ويعبرونه حافزا للفوز بألقاب أخرى    كرة القدم ..المغرب يستضيف بطولة " فيفا يُوحِّد: سلسلة السيدات" لعام 2025 يوم 26 أكتوبر الجاري (فيفا)    جلالة الملك يبعث ببرقية تهنئة للأخ الكاتب الأول إدريس لشكر    فقدان آخر للفن..رحيل الفنان محمد الرزين عن 79 عاماً    وللفوز أجنحة الفرح    تحت الرعاية الملكية السامية.. التزام مغربي متجدد لبناء فلاحة إفريقية صامدة ومبتكرة    عاجل.. سكتة قلبية تنهي حياة أشهر "بارون المخدرات بدكالة" حمدون داخل سجن سيدي موسى بالجديدة...    الاتحاد الأوروبي يقر حزمة من العقوبات على روسيا تشمل حظرا على واردات الغاز    مذكرة توقيف دولية ثالثة يصدرها القضاء الفرنسي ضد بشار الأسد المنفي في روسيا    بيلينغهام يمنح ريال مدريد فوزا صعبا على يوفنتوس في دوري الأبطال    الجمعية المغربية لحماية المال العام تتهم الحكومة بحماية "المفسدين" وتعلن تضامنها مع رئيسها الغلوسي    سائق "إسكوبار الصحراء": "مشغلي كان يملك سيارتين تحملان شارات البرلمان حصل عليهما من عند بعيوي والناصيري"    في مديح الإنسانية التقدمية، أو الخطاب ما بعد الاستعماري وفق مقاربة فلسفية ايتيقية    وجدة: حين يصبح الحبر مغاربياً    تنوع بصري وإنساني في اليوم السادس من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة    توأم تونسي يحصد لقب الدورة التاسعة من مبادرة "تحدي القراءة العربي"    هنري يرشح المغرب للتتويج بالمونديال    التجويع يفرز عواقب وخيمة بقطاع غزة    مصادر أممية تتوقع تقليص ولاية بعثة "المينورسو" في الصحراء المغربية    سكان أكفاي يطالبون بمنتزه ترفيهي    طب العيون ينبه إلى "تشخيص الحول"    نجاحات كرة القدم المغربية، ثمرة رؤية ملكية متبصرة (وسائل اعلام صينية)    أمير المؤمنين يطلع على نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة ويأذن بوضعها رهن إشارة العموم    الملك محمد السادس يأذن بنشر فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة    ندوة تبرز الاحتفاء القرآني بالرسول    علماء يصلون إلى حمض أميني مسبب للاكتئاب    أونسا: استعمال "مضافات الجبن" سليم    مواقع التواصل الاجتماعي تفسد أدمغة الأطفال وتضر بشكل خاص بذاكرتهم ومفرداتهم اللغوية    دراسة: مواقع التواصل الاجتماعي تفسد أدمغة الأطفال وتضر بشكل خاص بذاكرتهم ومفرداتهم اللغوية    العِبرة من مِحن خير أمة..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



22 عاما من حكم الملك محمد السادس .. ماذا تحقق؟
نشر في العمق المغربي يوم 30 - 07 - 2021

تحتفل المملكة المغربية، الجمعة، بذكرى مرور 22 عاما على تولي الملك محمد السادس عرش المغرب خلفا لوالده الراحل الحسن الثاني. فما الذي تحقق خلال أزيد من عقدين من حكم محمد السادس الذي تبنى خططا للتطوير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، آخرها إطلاق نموذح تنموي جديد وإطلاق مشروع ضخم للحماية الاجتماعية؟
صمود كبير في أجواء إقليمية مضطربة
في أجواء إقليمية ودولية مضطربة، يواصل المغرب منذ تربع الملك محمد السادس على العرش قبل 22 عاما، الصمود في وجه العواصف التي تحيط بالمملكة في كل مجال، سواء فيما يخص التحديات الداخلية المرتبطة بالحركة الاقتصادية أو التحولات الاجتماعية أو الحريات العامة، أو من طرف التحديات الخارجية المرتبطة أساسا بوجود جيران يخلقون للمغرب مشاكل جمة أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة.
غير أنه في ظل التحديات المطروحة والتي تجلت معالمها الكبرى مع موجة الربيع العربي، حيث تغيرت جميع أنظمة الدول بشمال إفريقيا، بقي المغرب متفردا بتدبيره للأزمة، وذلك بفضل ما يعيشه المغرب من دينامية إصلاحية وتنموية متعددة الزوايا، ازداد إيقاعها وارتفعت جرعات نفسها في السنوات الأخيرة، في ظل ما أطلقه الملك محمد السادس من مشاريع وخطط تنموية مفتوحة.
لقد استطاعت اللمملكة بقيادة الملك محمد السادس خلال العقديين الماضيين من الرفع من القدرات الذاتية للمغرب اقتصاديا واجتماعيا ودبلوماسيا وعسكريا، بما ضمن له التموقع الجيد في محيطه الإقليمي وخاصة في عمقه الإفريقي. وإذا كان من الصعب النبش في حفريات جميع المشاريع والأوراش المفتوحة التي من شأنها تغيير وجه البلد، يكفي الإشارة إلى مشروع الحماية الاجتماعية الذي يعد ثورة اجتماعية حقيقية تعد بدون شك الأولى من نوعها في العالم العربي والقارة الإفريقية.
كما تجلى بعد نظر المملكة بالمقارنة مع جيرانها بشمال إفريقيا وحتى جنوب أوروبا في أزمة كورونا التي ما تزال تجثم بأنفاسها على العالم، حيث يمشي المغرب قدما في اتجاه ضمان حضور وازن في مجال تصنيع وتعبئة لقاح كورونا، بعد التوقيع قبل أسابيع، على اتفاقيات في الموضوع أمام أنظار الملك محمد السادس، بشكل سيمكن المملكة المغربية من التوفر على قدرات صناعية وبيوتكنولوجية شاملة ومندمجة لتصنيع اللقاحات بالمغرب.
هيئة الإنصاف والمصالحة
من بين أولى القرارات التي دشن بها الملك محمد السادس تربعه على العرش، هي إنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة التي جاءت في إطار مسلسل بدأ بداية التسعينيات في السنوات الأخيرة من عهد الملك الحسن الثاني، حيث هدفت الهيئة إلى تحقيق انفراج سياسي بعد سنوات الاحتقان التي عرفتها عقود ما بعد الاستقلال من صراع مع المعارضة وخروقات ممنهجة ضد الناشطين السياسيين والحقوقيين.
بعد الإفراج عن المعتقلين السياسيين وإغلاق عدد من مراكز الاعتقال السرية في بداية التسعينيات، جاء إنشاء هيئة التحكيم المستقلة التي تأسست في غشت 1999 باقتراح من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وأنهت نشاطها في 20 نوفنبر نسة 2003، بعد أن اتخذت قرارات لتعويض عدد من الضحايا وعائلاتهم.
وبحسب التقرير الختامي، فقد قامت الهيئة ببحث ودراسة أزيد من عشرين ألف ملف لضحايا الإخفاء القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب والمعاملة السيئة، ومكنت تحريات الهيئة من إجلاء حقيقة مصير 742 حالة مختلفة.
مدونة الأسرة .. تعزيز حقوق المرأة
شكلت مدونة الأسرة التي رأت النور في 2005 ثورة اجتماعية وتشريعية بالنظر لطابعها التقدمي وللمكاسب التي جاءت بها لفائدة حقوق المرأة والأسرة عموما، كما استوعبت مدونة الأسرة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي عرفها المجتمع المغربي.
وحظيت مؤسسة الزواج بالنصيب الأكبر في مقتضيات مدونة الأسرة الجديدة على اعتبار أن الزواج هو عماد الأسرة التي تلتقي فيها الحقوق والواجبات. وهكذا، عمل قانون الأسرة على تفعيل مبدأ المساواة بين الزوجين، إذ أصبحت الزوجة، متساوية مع زوجها في رعاية الأسرة وذلك على عكس مدونة الأحوال الشخصية (المدونة السابقة) التي كانت تضع رعاية الأسرة بيد الزوج.
ومن أجل رد الاعتبار للمرأة، واعترافا بمكانتها داخل المجتمع وبالأدوار الاقتصادية الاجتماعية التي أصبحت تضطلع بها في مختلف المجالات، أصبحت الولاية في الزواج حق تمارسه المرأة الرشيدة، حيث استبعدت المدونة الجديدة مفهوم الولاية في الزواج بالنسبة للمرأة، بعد أن كان شرطا لا محيد عنه في المدونة السابقة.
ووضعت مدونة الأسرة حدا لإشكالية زواج القاصرات التي أثارت نقاشا واسعا خاصة في صفوف الحركات النسائية وهيئات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الطفل، حيث اعتمدت المدونة سن ثمانية عشر سنة كحد أدنى للزواج وذلك بالنسبة للذكر والأنثى على حد سواء بدل خمسة عشرة سنة للأنثى وثمانية عشرة سنة للذكر في المدونة السابقة.
وفي موضوع تعدد الزوجات، والذي عرف جدلا واسعا بين الفقهاء والجمعيات النسائية، بالنظر أحيانا للمشاكل الاجتماعية الناجمة عن التعدد، لم تمنع مدونة الأسرة مبدأ التعدد لكونه يستند على أسس شرعية واضحة، لكن بالمقابل وضعت قيودا وشروطا صارمة تجعله شبه مستحيل.
وفي هذا الإطار، يمنع التعدد في حالة الخوف من عدم إقامة العدل بين الزوجات، كما أصبح للمرأة الحق في أن تشترط على زوجها عدم التزوج بامرأة ثانية، وأعطى للمرأة المتزوج عليها الحق في طلب التطليق للضرر.
ومكنت مدونة الأسرة المرأة من تقرير مصيرها في حالة استحالة العشرة أو فشل الزواج، حيث تم توسيع حق المرأة في طلب التطليق نظرا للإخلال بشروط عقد الزواج، أو للإضرار بالزوجة مثل عدم الإنفاق أو الهجر أو العنف.
محاربة الإرهاب
في 16 ماي 2003، هزت مدينة الدار البيضاء خمسة تفجيرات انتحارية متزامنة أوقعت 45 قتيلا بينهم 12 انتحاريا وأكثر من مئة جريح، وكان معظم الضحايا من المغاربة. وعلى إثر هذه الهجمات، اتبع الملك محمد السادس استراتيجية شاملة وطموحة للتصدي للخطابات المتطرفة وإشاعة إسلام وسطي معتدل، فقد تبنّى المغرب قانونا لمكافحة الإرهاب لعب دورا كبيرا في إحباط كثير من العمليات الإرهابية في مهدها، هذا بالإضافة إلى المقاربات السياسية والثقافية والاقتصادية لمواجهة هذا الخطر الكبير الذي عانى منه المغرب لسنوات طويلة.
ولعل ما ميز النهج المغربي هنا في مكافحة الإرهاب هو اتخاذ إجراءات استباقية تعزز الوقاية منه، مثل تعزيز البنى التحتية والمؤسسات القادرة على الاستجابة للأسباب الكامنة وراء الإرهاب والتطرف العنيف الذي قد يؤدي إلى الإرهاب، مثل الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي.
كما يشجع المغرب أيضا إعادة تأهيل وتعزيز القيم الدينية والثقافية والروحية والإنسانية، وكذلك تعزيز بيئة التسامح والتعايش السلمي؛ بهدف سحب البساط من تحت أقدام الجماعات الإرهابية ونزع الشرعية عن رأس المال الأيديولوجي الذي يفيدها في شرعنة وتبرير أعمالها الهمجية.
وفي هذا السياق تم إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بهدف رئيسي هو توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين من دول أفريقيا؛ لتعزيز قيم التسامح ونشرها وترسيخها، وهي القيم التي كرسها الإسلام، وللمغرب هنا تقليد عريق من التسامح الديني حيث كان التعايش بين الأديان واقعا لأكثر من 12 قرنا، وهو ما يشهد عليه التعايش في مختلف مدن المملكة بين المساجد والكنائس والمعابد اليهودية.
كذلك تم إنشاء معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات في عام 2015، كما تتضمن الاستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب دعامة أساسية لمحاربة التطرف، تشمل إنشاء المجالس الإقليمية والمحلية للعلماء، مع تكريس المجلس الأعلى للعلماء باعتباره الكيان الوحيد المسؤول عن إصدار "الفتوى" بهدف مواجهة فوضى إصدار "الفتاوى" من طرف التيارات المتطرفة، إلى جانب تعزيز الإرشاد والتأطير الديني للجالية المغربية بالخارج وفقا لقوانين البلدان المضيفة، وإعادة تأهيل وتحديث التعليم التقليدي وإدماجه في إطار نظام التعليم الوطني الموحد، ومراجعة المناهج والكتب المدرسية حول التعليم الديني، سواء في المدارس العامة أو في المدارس الخاصة أو مؤسسات التعليم الأصيل.
مشاريع عملاقة
في 2007 افتتح ميناء طنجة المتوسط، الأكبر في أفريقيا من حيث حجم الحاويات. وجرت توسعته بافتتاح محطة ثانية في يونيو 2020، ما جعله الأكبر في حوض البحر المتوسط. ويرتبط هذا الميناء الواقع على مرمى حجر من مضيق جبل طارق، ب186 ميناء في 77 بلدا.
وأطلق الملك محمد السادس عددا من المشاريع الكبرى لتأهيل البنى التحتية. وافتتح في 2016 محطة "نور" لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في ورزازات، وتعد من الأكبر في العالم.
ودشن نهاية 2018 خطا للقطار الفائق السرعة "تي جي في" يربط طنجة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة الدار البيضاء.
دستور جديد
في 20 فبراير 2011، انطلقت أولى مظاهرات الحراك الشعبي في المغرب في خضم ما سمي "الربيع العربي"، قادها شباب "حركة 20 فبراير" الاحتجاجية التي طالبت بإصلاحات سياسية واقتصادية جذرية وب"إسقاط الفساد والاستبداد". وفي يوليو 2011 تم تبني دستور جديد يوسع صلاحيات رئيس الحكومة والبرلمان، مع الحفاظ على سلطات واسعة للملك في تحديد الاختيارات الكبرى.
ومن بين أهم المكتسبات التي أقرها الدستور الجديد، تعزيز الحريات العامة وذلك عبر الإقرار بمرجعية المواثيق الدولية لحقوق الإنسان في التشريع، والسياسات العامة للدولة، مع إقرار مبدأ المناصفة بين الرجل والمرأة، ودسترة هيئة لذلك؛ بالإضافة إلى إقرار الحق في الحياة مما يعتبر مقدمة واضحة لإلغاء عقوبة الإعدام.
كما تميز الدستور الجديد بدسترة اللغة الأمازيغية والإقرار بتعدد منابع الهوية المغربية وإقرار حق أفراد الجالية المغربية في التصويت والترشح وإقرار حق الولوج إلى المعلومات؛ وإعتماد منهج تشاركي في تدبير السياسات الأمنية؛ وإقرار الحكامة الجيدة في إدارة الدولة والتدبير العمومي والإقرار المبدئي بإستقلال القضاء.
الدستور الجديد نص أيضا على تمكين البرلمان من سلطات أكبر مما سبق في مجال التشريع؛ وإحداث منصب رئيس الحكومة، وتفويت عدد من صلاحيات الملك إليه؛ وإقرار حق المجتمع المدني والمواطنين في وضع مقترحات القوانين بالبرلمان؛ وربط المسؤولية بالمحاسبة؛ وإقرار لا دستورية الترحال السياسي للمنتخبين وحصر حصانتهم في التعبير عن الرأي؛ وإقرار حق مجلس النواب في تأسيس لجان تقصي الحقائق؛ وإقرار حق برلماني واحد في إطلاق مشروع لتعديل الدستور.
العودة لمنظمة الاتحاد الأفريقي
عاد المغرب إلى منظمة الاتحاد الأفريقي في 2017 بعد 30 سنة من الغياب بسبب قضية الصحراء المغربية، مدشنا بذلك توجها جديدا نحو القارة السمراء. وتحظى قضية الصحراء المغربية بالأولوية في الدبلوماسية المغربية. واقترحت الرباط في 2007 منح المنطقة حكما ذاتيا تحت سيادتها.
وباستعادة المغرب لمقعده في منظمة الاتحاد الإفريقي يكون المغرب وضع حدا لسياسة الكرسي الفارغ المتبعة منذ عقود، وهو ما خدم أجندة سياسة المملكة الخارجية، التي أصبحت القارة الأفريقية ضمن أولوياتها في السنين الأخيرة، كما أن هذه العودة ستفتح أمام المغرب فرصا استثمارية واسعة في القارة، لا سيما وأن العديد من الشركات والبنوك المغربية لديها استثمارات في عدد من الدول الأفريقية، وهي بصدد توسيعها.
ويرى محللون أن قرار المغرب العودة للاتحاد الأفريقي محكوم برغبة الرباط في إضعاف البوليساريو، فقد كانت الجبهة تستفيد دبلوماسيا من عضويتها في الاتحاد لدحض أطروحة المغرب والدفاع عن أطروحتها بشأن نزاع الصحراء، ودعمتها في ذلك دول أفريقية كبرى مثل الجزائر وجنوب أفريقيا.
الإقتصاد .. مؤشرات إيجابية
إلى غاية منتصف سنة 2021، أظهر الاقتصاد المغربي مؤشرات إيجابية للانتعاش في القطاعات الرئيسية، متجها بوثيرة ثابتة، نحو نمو أكثر صلابة، وذلك بفضل الاستراتيجيات القطاعية التي تم تنفيذها والمبادرات المختلفة المتخذة لصالح النسيج الاقتصادي الوطني.
كما أن الرؤية الاستراتيجية التي حددها الملك مكنت المغرب من تحقيق نمو اقتصادي مستدام في مختلف قطاعات النشاط، بما فيها قطاع السيارات والطيران والإلكترونيات التي استطاعت الصمود أمام تداعيات أزمة كورونا الصحة، ونجحت في العودة إلى النمو بفضل البرامج والإجراءات الملموسة الهادفة إلى إنعاش الاقتصاد المغربي.
كما أن الاستراتيجية الفلاحية الجديدة "الجيل الأخضر 2020-2030" عجلت بتغيير استراتيجي في المسار، من شأنه السماح لنحو 400 ألف أسرة بالاندماج في الطبقة الوسطى الفلاحية بحلول عام 2030 وتأكيد مكان حوالي 690 ألف أسرة ضمن هذه الفئة. وتعد هذه الإستراتيجية الطموحة حاملة لجيل جديد من آليات المواكبة لإضفاء الطابع المهني على الفلاحة، من خلال إصلاح المجلس الفلاحي، وتعميم الخدمات الفلاحية الرقمية وتعزيز الجيل الجديد من مشاريع الفلاحة التضامنية.
السياحة .. قطاع ينتعش
يعبر القطاع السياحي أحد محركات الاقتصاد الوطني بنسبة 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وكان خلال العقديين الماضيين أحد أهم اهتمامات الملك محمد السادس لتطويره، حيث كان يسير بخطى حثيثة من أجل التميز، خاصة في سياق إقليمي يتسم يغيّاب الإستقرار، غير أنه تأثره الشديد بأزمة كورونا، كما باقي دول العالم، جعل القطاع يتأثر كثيرا.
إلا أن حزمة التدابير المتخذة لفائدة السياحة المغربية من أجل ضمان انتعاشها، تفتح آفاقا واعدة لهذا القطاع، الذي تأثر، بشدة، من الأزمة متعددة الأبعاد الناجمة عن جائحة (كوفيد-19)، مع إغلاق المقاولات لأكثر من 15 شهرا. ويجد ه\ا القطاع نفسه مدعوا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، لاكتساب المزيد من التنافسية والابتكار، من أجل تلبية احتياجات الشعب المغربي بشكل أفضل، وحماية الآلاف من الوظائف التي كانت على المحك.
وقد بدأ انفراج الأزمة التي يعرفها القطاع يلوح في الأفق، مع انتعاش إيجابي إلى حد ما، يتميز بتزايد عدد السياح على مدار الأسابيع والزيادة المستمرة في الحجوزات التي تبشر بموسم صيفي جيد.وتم، دون شك، إطلاق دينامية، بفضل التوجيهات الملكية الهادفة إلى تسهيل عودة المغاربة المقيمين بالخارج إلى البلاد بأسعار معقولة، وفتح خطوط طيران جديدة، والتسريع بعملية التلقيح، وتخفيف القيود الصحية، علاوة على التعبئة المهمة للجهات الفاعلة في صناعة السياحة لضمان انتعاش ناجع.
ما تقدم هو جزء يسير من إنجازات ملكية كثيرة وكبيرة يصعب حصرها، ميزت 22 عاما من حكم الملك محمد السادس، وغيرت تماما من وجه المملكة المغربية، ووضعتها على طريق التقدم ومقارعة الكبار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.