شكل المؤتمر الدولي الرابع حول تمويل التنمية، الذي انطلق الاثنين بإشبيلية الإسبانية، وتتواصل أشغاله إلى غاية يوم غد الخميس 3 يوليوز، مناسبة بعث خلالها رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي مثل جلالة الملك في هذا المؤتمر، عددا من الرسائل التي تهم المملكة المغربية مسلطا الضوء على الأوراش المهيكلة التي تباشرها بلادنا، كما قام بالترافع عن مصالح البلدان النامية، مؤكدا ضرورة تسهيل ولوجها للتمويل الدولي الملائم. رئيس الحكومة قال في كلمة له بالمؤتمر، إن المغرب بقيادة جلالة الملك يواصل تعزيز إصلاحاته الهيكلية في المجالات ذات الأولوية، على غرار الدعم الاجتماعي المباشر، والحماية الاجتماعية، والتأمين الإجباري عن المرض، والمساعدة في تملك السكن، علاوة على مباشرة إصلاحات عميقة في التعليم والصحة. وأضاف أخنوش أن هذه الإصلاحات، التي تعكس الإرادة القوية للمملكة المغربية في تحسين ظروف عيش المواطنين وإرساء أسس التنمية الشاملة والمستدامة، تساهم بلا شك في تسريع النمو، لكنها تتطلب موارد مالية كبيرة. وأبرز أن الجهود الحكومية على الصعيد الجبائي ساهمت في توسيع قاعدة الوعاء الضريبي بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مردفا بالقول إن "حاجاتنا لتمويل مختلف الأوراش الطموحة والمهيكلة تستدعي تعبئة موارد إضافية". ودعا رئيس الحكومة إلى التعاطي بجدية مع آفاق إصلاح آليات التمويل الدولية، وضمان عدم استثناء البلدان النامية، ولا سيما البلدان ذات الدخل المتوسط، مشددا على أهمية إصلاح نموذج التمويل التقليدي، وذلك بهدف تجديد وإعادة ابتكار تمويل التنمية الدولي، خصوصا وأن السياق الدولي يتسم بتحديات كبرى، تتعلق بالتنمية الاقتصادية العالمية وانتظارات متزايدة للسكان. جدير بالذكر أن هذا المؤتمر الدولي الذي يهدف إلى بلورة حلول عملية لسد العجز السنوي لدى البلدان النامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والمقدر ب 4000 مليار دولار، شهد مشاركة نحو 50 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب 4 آلاف ممثل عن منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات المالية الدولية، والقطاع الخاص.