شنّ لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، اليوم السبت بالناظور، هجوما لاذعا على الأحزاب التي تبنّت شعارات اشتراكية أو شيوعية في مراحل سابقة، مؤكداً أنها تخلت عن مبادئها بمجرد وصولها إلى السلطة. وقال السعدي، في كلمته خلال لقاء جهوي نظمته منظمة الشبيبة التجمعية بجهة الشرق، حول "شباب جهة الشرق والدولة الاجتماعية.. انخراط مسؤول ونظرة تفاؤلية": "مرّت على بلادنا أحزاب ترفع شعار الاشتراكية والشيوعية، وعندما أتيحت لها فرصة التدبير، كان أول ما قامت به هو خوصصة مؤسسات الدولة، فلنسمّ الأشياء بمسمياتها". وأضاف في السياق ذاته: "عندما جاء الإسلاميون، لم نرَ أي انعكاس حقيقي لفكرهم، لم تُغلق الملاهي الليلية، ولم تُلغَ المهرجانات التي كانوا يهاجمونها، ولله الحمد أن بلادنا فيها توازن تحميه إمارة المؤمنين وجلالة الملك، ومواطنون ومؤسسات". وأكد السعدي، أمام أزيد من 600 شاب تجمعي وتجمعية، أن "التجمع الوطني للأحرار" هو الحزب الوحيد الذي تنسجم منجزاته مع مرجعيته، وهي الديمقراطية الاجتماعية، دون شعارات جوفاء أو ازدواجية في الخطاب، مشدداً: "لا يحق لأحد أن يتزايد علينا، نحن منسجمون في القول والفعل". وفي سياق حديثه، اعتبر السعدي بحضور برلمانيين والمنسقين الإقليميين بجهة الشرق وأعضاء من المكتب السياسي أن جهة الشرق تختزل القيم التي يدافع عنها حزب "الأحرار"، مبرزاً أن شباب الحزب تربوا على المواطنة، والامتنان، والعرفان، وحب الوطن. وانتقد السعدي ما أسماه ب"أمراض المشهد السياسي"، معتبراً أن حزب "الأحرار" محصن منها بفضل القيم التي يتبناها وتكوين مناضليه على يد قياداته الوطنية. وقال: "نحن لا نستقدم شباباً تحت الطلب، ولا نبيع الوهم بشعارات العام زين، بل نتحدث عن المنجزات ونطرح الإشكالات بنظرة واقعية وتفاؤلية". وأضاف أن البلاد تتقدم رغم التحديات، مذكراً بتحولات كبيرة شهدتها مناطق مثل الريف والشرق منذ تولي جلالة الملك الحكم، داعياً إلى تقديم صورة واقعية ومتزنة عن المغرب، بعيدة عن السوداوية والعدمية. وسلط السعدي الضوء على إنجازات الحكومة الحالية، وعلى رأسها تعميم التغطية الصحية لما يقارب جميع المغاربة، واستفادة أكثر من 4 ملايين أسرة من الدعم الاجتماعي، بما يفوق ملياري درهم، إضافة إلى إطلاق إصلاح جذري لقطاع الصحة يشمل تعميم كليات الطب والمستشفيات الجامعية. وفي ما يخص التشغيل، أكد أن الحكومة أعلنت خريطة جديدة تتضمن دعماً للمقاولات الصغرى والمتوسطة، وتوسيع التكوين المهني بالتدرج ليستفيد منه أكثر من 100 ألف شاب هذه السنة. وختم السعدي بالتعبير عن قلقه من انحدار الخطاب السياسي في البلاد، واصفاً ما يعيشه المشهد ب"الكارثة العظمى"، داعياً إلى تحصين المجتمع من الممارسات السلبية والخطاب المتدني.