أطلقت مجموعة DP World خطا بحريا مباشرا يربط بين أكادير ولندن وأنتويرب، في مبادرة تُجسّد ممرا جديدا ومبتكرا لتصدير المنتجات الفلاحية المغربية. ويعد هذا الخط بتقليص مدة النقل، وخفض البصمة الكربونية، وتعزيز موثوقية سلاسل التموين. ودشّنت المجموعة هذا الخط الجديد، الذي يحمل اسم DP World Atlas، كمسار بحري يربط مباشرة بين ميناء أكادير وميناء London Gateway في بريطانيا، وميناء أنتويرب في بلجيكا. ويهدف الخط إلى تحسين نقل الخضر والفواكه المغربية نحو أوروبا، خصوصا نحو السوق البريطانية التي تشهد نموا متسارعا.
وخلال أول محطة للسفينة M/V BF Carp في ميناء أكادير، جرى تفريغ أكثر من 400 حاوية تبريد جديدة، إيذانا ببدء مرحلة لوجستية غير مسبوقة في المنطقة. وحسب DP World، سيسمح هذا الممر البحري الجديد بتقليص يومين كاملين من زمن العبور مقارنة بالمسارات التقليدية التي تمر عبر الطرق البرية عبر إسبانيا وفرنسا وموانئ المانش. وقال ديرك هوفمان، المدير التجاري للمشروع: "يسعدنا الإعلان عن وصول أولى سفن خطنا البحري الجديد DP World Atlas"، مؤكداً أن باب الحجز أصبح مفتوحاً أمام الشركات المصدرة الراغبة في الاستفادة من الخدمة. ممر بحري استراتيجي ويُصدّر المغرب سنويا أكثر من 6.5 ملايين طن من الخضر والفواكه إلى أوروبا الغربية. وتستلزم هذه المنتجات الحساسة والسهلة التلف منظومة نقل فعّالة وسريعة. ومن خلال الربط المباشر بين أكادير والدار البيضاء ولندن وأنتويرب، يأتي هذا الخط لتفادي نقاط الاختناق التقليدية مثل طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء. ويهدف المشروع إلى تحقيق هدفين رئيسيين، أولها تقليص المخاطر اللوجستية مثل التأخر في الإجراءات الجمركية، والاكتظاظ الطرقي، أو انقطاع سلسلة التبريد، وثانيها تعزيز تنافسية المغرب كمورّد موثوق للأسواق الأوروبية. كما يشكل البعد البيئي ركيزة أساسية لهذا المشروع، إذ من المتوقع أن يساهم الانتقال من النقل الطرقي إلى النقل البحري في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون CO2 بنسبة تصل إلى 70%، وفق تقديرات المجموعة. وهو معطى مهم في ظل تشديد أوروبا لمعاييرها المناخية على المنتجات المستوردة. وتيرة أسبوعية منتظمة ومن المنتظر أن تبدأ السفينة M/V BF Carp أولى رحلاتها نحو الشمال في الأيام المقبلة، قبل العودة إلى أكادير في 24 نونبر الجاري، في خطوة ستُرسِّخ برنامجاً ثابتاً للرحلات الأسبوعية. وستضمن هذه الوتيرة رؤية أوضح للمنتجين المغاربة، خصوصاً في جهات سوس ماسة والدار البيضاءسطات، التي تُعدّ من أبرز مراكز الإنتاج البستاني والحمضيات. ويأتي هذا الخط البحري في سياق ضبابية ما بعد "البريكسيت" التي تطبع سلاسل التموين البريطانية، إذ تبحث المملكة المتحدة عن تنويع مصادرها من المنتجات الطازجة وتقليل اعتمادها على الممرات الأوروبية التقليدية. كما يبرز المغرب، لقربه الجغرافي وتطور إنتاجه الفلاحي، كشريك استراتيجي في هذه التحولات اللوجستية الجديدة.