أقلقت أصوات متكررة لضوضاء مجهولة المصدر راحة السكان في إحدى البلدات الكندية لعدة سنوات، ويشبّه السكان هذه الضوضاء بصوت شاحنة تسير أو رعود بعيدة، ولم تستطع الجهات الحكومية أو الأكاديمية أو غيرها تحديد مصدر الصوت. وفي هذا الصدد أورد تقرير نشرته نيويورك تايمز أن بعض السكان أحيانا يصفون الصوت كأنه صوت محركات سيارات تعمل بالديزل تسير في قافلة بالقرب من المنزل، وقال آخرون إنه يهز نوافذهم ويخيف حيواناتهم المنزلية الأليفة. وقد أطلق أهالي المنطقة اسم « همهمة ويندسور » على هذه الأصوات الغامضة التي تعاني منها بلدة ويندسور بأونتاريو الكندية القريبة من مدينة ديترويت الأميركية، وهي ظاهرة من الصعب التنبؤ بوقت بدايتها أو استمرارها أو شدتها أو نهايتها، وهو ما يجعلها مصدرا لإزعاج المتأثرين بها. وورد أن ظاهرة الهمهمة لا تقتصر على ويندسور، بل أبلغ سكان من ماكغروغر -التي تبعد نحو 30 كلم إلى الجنوب، ومن شرق كليفلاند على مسافة 145 كلم- بسماع الصوت نفسه. وأشارت العضو في مجلس العموم الكندي تريسي رامسي إلى أنها تتلقى بانتظام مكالمات هاتفية من مواطني البلدة حول الآثار الصحية للهمهمة، حيث شكا مواطنون من حالات صداع وأرق وانزعاج واكتئاب وأعراض أخرى، مضيفة « أنهم متعطشون للحصول على تفسير لهذه الظاهرة ». وذكر تقرير أصدرته جامعة ويندسور أن المصدر المرجح للصوت هو أفران لصهر الصلب بجزيرة زاغ على نهر ديترويت المكتظة بالصناعات. وشكا النشطاء من أن شركة الصلب الأميركية التي تدير الأفران لا تتعاون معهم وتتكتم على المعلومات، ولم ترد متحدثة باسم الشركة على طلب من الصحيفة للتعليق. وقال الباحث الرئيسي في الظاهرة البروفيسور كولن نوفاك لقناة « سي بي سي » الكندية عام 2014 إن الباحثين بحاجة لمزيد من الوقت وتعاون السلطات الأميركية لتحديد المصدر بدقة، معلقا « إن الأمر يشبه مطاردة شبح ». وورد في الدراسة أن مثل هذه الهمهمات قد رُصدت في أكثر من عشرة أماكن على مستوى العالم، بينها مناطق في أستراليا وإنجلترا وأسكتلندا و مناطق بالولايات المتحدة.