عاشت العديد من المدن الفرنسية طيلة السبت الماضي يوما داميا حيث عرفت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين أفضت إلى اعتقال 1381 شخص وتخريب العديد من المنشآت و سرقة العديد من المتاجر والمستودعات . فقد نفذت حركة « السترات الصفراء « وعدها بأن خرج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى شوارع و زقاق مدن فرنسية كثيرة خصوصا في العاصمة باريس و مارسيليا و بوردو للتظاهر احتجاجا على سياسة الحكومة الفرنسية ووجد المتظاهرون أنفسهم في مواجهات عنيفة ومباشرة مع تسعين ألف من قوات الأمن و الدرك و الجيش الفرنسية التي كانت مدججة بمختلف وسائل الردع من شاحنات حاملة لخراطيم المياه و مدرعات و قنابل مسيلة للدموع و أفضت هذه المواجهات التي تكاد تكون غير مسبوقة إلى إصابة عشرات الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة واعتقالات بالجملة وتخريب كبير للممتلكات العامة والخاصة . و بدا واضحا أن المتظاهرين رفعوا سقف المطالَب عاليا من خلال المطالبة برحيل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته وحل الجمعية الوطنية الفرنسية و إجراء انتخابات جديدة . ورغم جهود الإطفاء الكبيرة التي بذلتها الحكومة الفرنسية فإنها لم تنجح في إخماد نيران الغضب الشعبي ، حيث أعلن الوزير الأول الفرنسي عن إلغاء الزيادة في الضرائب المفروضة على أسعار المحروقات التي كانت الشرارة التي أشعلت هذه النيران ، و اجتمع مع وفد ممثل لحركة « السترات الصفراء « و وعدهم بمواصلة الحوار ، كما أن الرئيس الفرنسي أعلن من جهته عن إلقاء خطاب في الساعات القليلة المقبلة ، إلا أن ذلك لم يفلح في إقناع الغاضبين بالعدول عن تصعيد احتجاجاتهم العنيفة . وموازاة مع ذلك أعلنت حركة «السترات الصفراء « لأول مرة عن مطالبها الكاملة مقابل التراجع عن الاحتجاج و تضمنت اللائحة مطالب كثيرة تهم توفير السكن للجميع و رفع الحد الأدنى للأجر و رفع الضرائب على الشركات الكبرى و غيرها من المطالب التي تعتبرها أساسية. سبت دام في فرنسا