قد لا نرى غرابة تذكر في حادث اندلاع النيران في حافلة للنقل الحضري بمدينة الدارالبيضاء، لأسباب كثيرة قد نجملها في ضعف منسوب الصيانة في أساطيل النقل الحضري بكثير من المدن المغربية، وفي الغياب المثير لمراقبة الأجهزة الرسمية على قطاع النقل الحضري ببلادنا. ما حدث في الدارالبيضاء يمكن أن يحدث في أية لحظة، وفي كثير من المدن المغربية، للأسباب التي ذكرناها سابقا، وما حدث في العاصمة الاقتصادية لم يخلف خسائر في الأرواح ولا حتى إصابات – ونحمد الله على ذلك – يجب أن يمثل إنذارا حقيقيا للسلطات الرسمية المسؤولة، لتدارك ما يمكن تداركه في هذا الصدد. لن نذهب بعيدا عن الدارالبيضاء للإستدلال، ونتوقف طويلا عند الوضع الكارثي لأسطول النقل الحضري في العاصمة الرباط، حيث يتحرك هذا الأسطول بحافلات مهترئة، زجاج الكثير منها مكسر، وانسلخت عنها صباغتها، وبعضها مرمم بقطع حديدية، أما الحالة الداخلية فهي تدعو للشفقة على معاناة المواطنين، ويعلم الله وحده الحالة الميكانيكية لحافلات لم تعد تحمل من صفات الحافلات غير الاسم الذي لم تعد تستحقه، ناهيك عن الإفتقاد الكامل للتجهيزات المتعلقة بالتصدي للحريق ولمختلف المخاطر المحتملة. وجدير بالذكر أن حافلات النقل الحضري بالرباط، والتي تمتد في نشاطها إلى غاية تمارة وقريبا من الصخيرات تم اقتناؤها قبل عدة سنوات من سوق «الخردة» في إحدى الدول الأوربية، والواضح أنها لم تخضع يوما للصيانة، كما أن الشركة المالكة لها أحجمت عن تعزيز الأسطول بحافلات جديدة، رغم أن قطاع النقل كان ولا يزال يدر عليها مداخيل مالية مهمة. عيب حقا، أن تبذل الدولة جهودا مالية وتقنية كبيرة لتأهيل الرباط عاصمة الأنوار، في حين تتجول في شوارعها حافلات بذلك الشكل المذل للمغاربة والمحتقر لمجهود الدولة، لذلك أضحى ملحا وضع حد لهذه المهزلة قبل أن يحدث مكروه ما، لا قدر الله. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: