تحت شعار "من أجل جيل واعٍ ومُحصن"، احتضنت ثانوية الريف التأهيلية بمدينة الدريوش، ندوة تحسيسية حول محاربة التدخين والسلوك الإدماني، بشراكة بنّاءة مع جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ ثانوية الوحدة الإعدادية، وبتنسيق مع جمعية ميدي 1 للتنمية والبيئة والأعمال الاجتماعية، والمكتب الجهوي لمنظمة الهلال المغربي للإغاثة والإنقاذ. وقد تميّز اللقاء التحسيسي (الذي نعود اليه لتعم الفائدة عبر مختلف جهات المملكة) بحضور وازن لتلميذات وتلاميذ المؤسسة، الذين تفاعلوا مع مداخلات نخبة من الخبراء في المجال الصحي والسلوكي، في مقدمتهم الدكتور أحمد أزحاف، الدكتور أحمد أعراب، الدكتور نبيل هلالي، الباحث في سلك الدكتوراه عبد الحق أعنوز، إلى جانب مدير المؤسسة الذي قدّم رؤية تربوية متكاملة للموضوع.
وقد سلطت التدوة التحسيسية الضوء على الأبعاد الخطيرة للتدخين والإدمان، ليس فقط من الناحية الصحية، بل أيضًا من الزاوية النفسية والاجتماعية، كما اكدت المداخلات أن فئة الشباب، وبالخصوص في مرحلة المراهقة، تظل الأكثر عرضة للانزلاق في هذه الآفات نتيجة الضغوطات والتحديات اليومية.
وتم التأكيد خلال اللقاء على أن مسؤولية التحصين ضد السلوكيات الإدمانية لا تقع على عاتق المؤسسات التعليمية فقط، بل هي مسؤولية مجتمعية مشتركة، تتطلب تضافر الجهود بين الأسرة، والمجتمع المدني،والمؤسسات التربوية، مع ضرورة توفير بدائل ترفيهية وتربوية تُمكّن الشباب من تفجير طاقاتهم في بيئة آمنة ومُحفِّزة.
ويرى المنظمون لهذه الندوة إن المبادرة في حد ذاتها تُعد نموذجًا يحتذى به في مجال الوقاية التربوية بإقليم الدريوش،وتجسيدًا حقيقيًا للشراكة الفعالة بين مختلف المتدخلين، نحو مدرسة خالية من السلوكيات الخطرة، ومجتمع أكثر وعيًا وصحة.
كما نظم النادي البيئي والصحي بثانوية الفيض التأهيلية، بشراكة مع المجلس العلمي المحلي لإقليمالناظور، وبتنسيق مع جمعية آباء وأولياء أمور التلاميذ ندوة علمية تحسيسية للتعريف بمخاطر التدخين وآفة المخدرات تحت شعار : " تلاميذ بلا تدخين صحة وتمكين ".
وقد استهلت هذه الندوة بترتيل التلميذة فاطمة الزهراء أمزيل لآيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة مدير المؤسسة الدكتور عبد المالك أزواغ الذي رحب فيها بالحضور وشكر كل من ساعد في إنجاز هذه الندوة العلمية التحسيسية خاصة ناظر المؤسسة ومنسقة النادي البيئي والصحي والأساتذة والتلاميذ، وبين الإطار التي تنظم فيه وكذا الأهداف التربوية المتوخاة منها، وأكد تشجيعه لمثل هذه المبادرات الهادفة إلى تنمية وعي التلاميذ بالمخاطر التي تتهددهم، كما نوه بالأنشطة النوعية التي تقوم بها نوادي المؤسسة لفائدة التلاميذ المتعطشين للمعرفة والطامحين إلى النجاح في دراستهم وحياتهم العامة.
وأبرز السيد مدير المؤسسة أيضا دور خلية الإنصات التابعة للمؤسسة الفعال في رصد السلوكات لدى المتعلمين، ومحاولة تقويمها من خلال تقديم الدعم النفسي والمعنوي.
ثم ألقى الدكتور محمد لمقدم مؤطر وخطيب وواعظ رسمي مع المجلس العلمي المحلي لإقليمالناظور مداخلة في موضوع : « آفة التدخين من منظور شرعي »، وضح فيها للمتعلمين العلل التي جعلت الشرع الحنيف يحرم هذه الآفة الفتاكة والضارة بالإنسان ومحيطه، وتحدث عن الأوهام المرافقة لمتعة التدخين، والأضرار العامة على الصحة والأضرار الاجتماعية والأضرار الأخلاقية والأضرار الإقتصادية، ثم أنهى عرضه بتقديم نصائح وتوجيهات دينية وتربوية مفيدة للتلاميذ والتلميذات.
وفي مداخلة ثانية، ناقش ناظر المؤسسة السيد فهمي أحمروني – مدرس مادة علوم الحياة والأرض سابقا- آفة التدخين والمخدرات من الناحية العلمية والطبية، ووقف عند آثارها السلبية على صحة الإنسان. أما الأستاذ محمد الهشميوي قيم المكتبة فقد تحدث عن آثار التدخين الضارة على الأم الحامل المدخنة وعلى جنينها.
وشهدت الندوة عروضا كثيرة من إنجاز تلاميذ المؤسسة، تناولت موضوع التدخين وانعكاساته السلبية على الفرد من مختلف الجوانب.
في نهاية الندوة التحسيسية التي ادارها التلميذ محمد بولفت انقسم المتعلمون إلى ورشات لتقديم خلاصات وتوصيات الندوة أمام الحاضرين.
وقد تلت التلميذات جهاد العيساتي، وزينب درغال، وهاجر أوحديدو، ومروة بنهدي توصيات الندوة، ركزن فيها على ضرورة نشر ثقافة تربوية صحية في صفوف المتعلمين، وزيادة البرامج التوعوية الصحية بالمؤسسات التعليمية خاصة التأهيلية منها لما لهذه الفترة من أثر في تعود الفرد على التدخين.
ودعا تلاميذ المؤسسة الجهات المختصة إلى تأسيس مؤسسة تابعة للدولة داخل الإقليم يخصص للبحث والإحصاء على مستوى إقليمالناظور يقوم بإجراء البحوث والدراسات حول التدخين والمدخنين في الإقليم.
الندوة عرفت أيضا عرض شريط فيديو من انتاج تلاميذ المؤسسة تمحور حول آفة المخدرات.
وعليه ، فاننا نامل من باقي مؤسساتنا التعليمية كانت ثانوية او اعدادية او ابتدائية بمدن وقرى اقاليم جهة الشرق ( وجدة ، تاوريرت ، بركان ، جرادة ، الناظور ، جرسيف ، الدريوش ، فجيج ) على ان تنهج نفس المنوال لثانوية الريف التأهيلية بمدينة الدريوش وثانوية الفيض التأهيلية بالناظور / تنظيم ندوة تحسيسية حول محاربة التدخين والسلوك الإدماني، حتى تعم الفائدة ويستمر ذلك الترابط البناء بين المؤسسة والاب والتلميذ.