في الشرق الأوسط ينتهي عصر احتكار إسرائيل للسلاح النووي... بخطى متسارعة يسير العالم نحو المواجهة النووية الشاملة، الصراعات العسكرية والاقتصادية والسياسية في توسع مستمر ومتصاعد الحدة خاصة منذ سنة 2022 مع إتساع نطاق الحرب في وسط شرق أوروبا. هناك تكتلان يتصارعان حول شكل النظام العالمي الذي فرض مع بداية العقد الأخير من القرن العشرين بعد إنهيار الأتحاد السوفيتي وتربع الولاياتالمتحدةالأمريكية على عرش القوة الأعظم في العالم وجهودها لفرض إرادتها على بقية دول العالم، هناك الحريصون على الحفاظ على هذا النظام الذي ساد لحوالي ثلاثة عقود ونصف وهناك القوى التي تسعى لنظام يقوم على تعدد الأقطاب. تقلص القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية للتكتل المدافع عن النظام العالمي الاحادي القطب أو ما يختصره البعض في وصفه بالغرب رغم أنه يضم دولا كاليابان وكوريا الجنوبية وإستراليا وأطرافا اخرى وخشيته من فقدان ازدهاره الاقتصادي الذي بني لعقودعلى حساب مصالح دول العالم غير المصنعة، يدفعه إلى ركوب كل المخاطر في محاولة للحفاظ على هيمنته. من هنا تتابع التحركات والاحداث التي ستقود إلى الحرب العالمية الثالثة التي يعتقد بعض الساسة الذين يتحكمون في مقاليد السلطة في أقوى دول الغرب أنه يمكن حسمها لصالحهم وأنه بعدها سيمكن بناء عالم جديد بسكان أقل. الحروب المتقطعة الدائرة في منطقة الشرق الأوسط أو ما يوصف أحيانا بغرب آسيا منذ عملية التقسيم نهاية الحرب العالمية الأولى عبر إنشاء إسرائيل ومواجهات 1948 و1956 و1967 و1973 وما بينها، سواء تلك غير الواضحة المعالم للكثيرين مع نظام شرق أوسط جديد والفوضى الخلاقة، تجددت بإيقاعات جديدة منذ 7 أكتوبر 2023 وإنطلاق طوفان الاقصى وتفرعت في مجالها الطبيعي من غزة إلى لبنان وسوريا واليمن وإيران. هناك ترجيحات يضعها عدد كبير من المحللين والعسكريين حيث يقدرون أن المواجهة الجديدة المتسعة بين إيران وإسرائيل والولاياتالمتحدة ستكون هي مؤشر رفع الستار عن ما يصفونه بالانفجار الكبير لأن مرجل الضغط في صراعات الشرق الأوسط قد وصل إلى مرحلته الختامية. خسر الغرب مواجهات كثيرة بشكل حاسم بعد أن كان قد قدر في توقيت ما أنه كسبها، الفيتنام وأفغانستان، والآن في المواجهة مع إيران يركب نفس التصور ولكن المشكلة أنه في تسرعه للإعلان عن التفوق يسقط في تناقضات ويكشف عن تقصير أحيان وفشل في أحيان أخرى. السؤال الذي يطرحه البعض حاليا هو هل تكرر إيران وإن كان رغم تباين الظروف نجاح كوريا الشمالية في امتلاك سلاح نووي وذلك بعد أن اثبت الهجوم الأمريكي أن امتلاك سلاح نووي هو الضامن للسيادة الوطنية كما يؤكد العديد من السياسيين والاستراتيجيين في طهران وخارجها. الرئيس الإيراني صرح بعد الهجوم الأمريكي بساعات: طهران لن تتخلى أبدا عن حقها في الطاقة النووية الذي "لا يمكن انتزاعه منها بالحرب والتهديدات". من جهته قال رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني عباس غولرو على إكس يوم الأحد، إن لطهران الحق القانوني في الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بموجب المادة العاشرة منها، وذلك عقب القصف الأمريكي. وتنص المادة العاشرة على أن لأي عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية "الحق في الانسحاب من المعاهدة إذا رأى أن أحداثا استثنائية عرضت المصالح العليا لبلاده للخطر". من جانبها، قالت سارة فلاحي، عضو البرلمان وعضو اللجنة الأمنية في البرلمان إن الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز سيكون أيضا على جدول الأعمال في جلسة خاصة للجنة البرلمانية. غير أنه لم يتم تحديد موعد محدد للإغلاق، حسب وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء. يشار إلى أن مضيق "هرمز" أو رأس مسندم يقع بين إيران وسلطنة عمان، ويبلغ عرضه في المتوسط حوالي 55 كيلومترا ولكن عمقه قليل ويبلغ عرض المياه التي يمكن لناقلات النفط المرور بها في الاتجاهين سبعة كيلومترات فقط حيث يمكن شل الحركة فيه بسهولة نسبيا، وهو طريق ملاحي رئيسي بالنسبة لصادرات النفط والغاز العالمية.