أثار مشروع تهيئة "الشرفة الأطلسية" بمدينة العرائش موجة جدل وغضب واسعة، بعد أن تفاعل الرأي العام المحلي معه بشكل غير مسبوق، واصفا إياه ب"تهيئة كارثية" غيرت من ملامح المدينة، ليس فقط من حيث التهيئة، بل أيضا في صميم هويتها التاريخية والمعمارية. وفي خضم هذا النقاش العمومي المحتدم، خرج الفريق الاستقلالي بجماعة العرائش ببيان رسمي عبّر فيه عن موقفه من المشروع، داعيا إلى الموازنة بين التنمية والتاريخ، ومشددا على ضرورة الإنصات لصوت الساكنة ومكونات المجتمع المدني.
وأكد الفريق الاستقلالي، في بيانه الصادر بتاريخ 21 يوليوز 2025، على اعتزازه الكبير بالمشاريع الهيكلية الكبرى التي تشهدها العرائش خلال هذه الولاية، والتي ساهمت في فك العزلة عن المدينة وجلب استثمارات مهمة، ومن ضمنها تهيئة الواجهة الساحلية، وإقامة الحاجز البحري، وإحداث الطريق الدائرية، وتثنية المدخل الشمالي، بالإضافة إلى مشروع الشرفة الأطلسية الذي يضم مكونات علوية وسفلية.
لكن الفريق، وهو يثمن الدينامية التنموية، فقد شدد في بيانه على ضرورة استحضار البعد الهوياتي والتاريخي للعرائش في كل مشاريع التأهيل، خصوصًا ما يتعلق بإنقاذ المدينة العتيقة وترميم تراثها المادي واللامادي، ووقف أي تشويه لهويتها البصرية أو إقصاء لموروثها الرمزي.
وفي هذا الصدد، دعا الفريق الاستقلالي إلى اعتماد الألوان العرائشية في البلاط والصباغة بالشرفة الأطلسية، وإرجاع "العريشات" التقليدية التي تعتبر جزءا من الذاكرة الجمالية للفضاء، مع تعزيز الفضاءات الخضراء داخل المشروع.
كما طالب الفريق الاستقلالي، بفتح نقاش موسع حول تفاصيل تهيئة الجزء السفلي من الشرفة الأطلسية، مع إشراك مختلف الحساسيات السياسية والمدنية، تفاديًا لأي قرارات فوقية قد تهمّش صوت الساكنة أو تُفقد المدينة طابعها المتفرد. وينتظر أن يعيد هذا البيان النقاش إلى المؤسسات المنتخبة، وسط دعوات لتوسيع الاستشارة العمومية وضمان تفاعل فعلي مع نبض الشارع العرائشي، حفاظًا على تماسك المدينة بين الحاضر والماضي.