تستعدّ مدينة أكادير لاحتضان الدورة العشرين لمهرجان تيميتار، علامات وثقافات، خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 19 دجنبر 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وتأتي هذه النسخة في لحظة مفصلية، تزامناً مع استعداد المدينة لاستضافة عدد من مباريات كأس أمم إفريقيا، ما يمنح المهرجان إشعاعاً مضاعفاً ويحوّله إلى أول حدث ثقافي كبير يسبق هذا الموعد القاري. بعد مسار يمتد لعشرين عاماً، رسّخ تيميتار مكانته كأحد أبرز المهرجانات الثقافية بالمغرب وإفريقيا، بفضل هويته الفريدة القائمة على فلسفة "الفنانون الأمازيغ يرحّبون بموسيقى العالم"، فصار منصة دولية تلتقي فيها التقاليد الأمازيغية مع الإبداعات العالمية، وجسراً مفتوحاً للحوار الفني بين الشعوب. وتتميّز دورة 2025 ببرنامج موسيقيّ واسع يمتدّ عبر ثلاث أمسيات كبرى، تعكس تنوّع المشهد الفنّي الإفريقي والمتوسطي والمغربي. فالليلة الافتتاحية تحتفي بإفريقيا في تنوّعها الموسيقي، عبر عروض تمزج بين التراث الأمازيغي والإبداع العصري، بمشاركة أسماء بارزة مثل فاطمة تبعمرانت، ألفا بلوندي، شان'ل، وإيزابيل نُوفيلا، إضافة إلى لحظة وفاء فنية يقدّمها هشام ماسين تكريماً للراحل عمّوري مبارك. أما الأمسية الثانية فتميل نحو النَّفَس الشرقي والمتوسطي، مع عروض تجمع بين نبض القاهرة المعاصرة وصوت الراب العربي ممثلاً في Double Zuksh وWegz، إلى جانب حضور مجموعة إزنزارن التي تعيد الجمهور إلى جماليات الأغنية الأمازيغية الحديثة، إضافة إلى أداء تكريمي بصوت مَروى ناجي ومرافقة أوركسترا هشام تلموذي، ثم المجموعة الأمازيغية AZA التي تقدّم رؤية موسيقية منفتحة على العالم. وتتوج الأمسية الثالثة المشهد المغربي الأصيل، عبر لوحات فنية تحتفي بالتراث الأمازيغي وإيقاعات الأطلس والمغرب العميق. وتشارك كل من فرقة أحواش أكلاكال، خالد الوعباني، نسيم حدّاد، وجيلان في تقديم قراءات جديدة للتراث المغربي، قبل أن يختتم بدر أوعبي الأمسية بتكريم الفنان الكبير محمد رويشة، ثم عرض فرقة Labess الجزائرية التي تمزج بين الشعبي والجيبسي والفلامنكو في احتفاء بالهوية وقصص الاغتراب. وتحتضن مدينة أكادير هذه التظاهرة في اثنين من أبرز فضاءاتها الثقافية والسياحية: ساحة الأمل بعد تجديدها، والمسرح الهوائي في حلّته الجديدة؛ فضاءات تعكس التحول الحضري الذي تشهده المدينة وتعزّز دور الثقافة في قلب هذا التحوّل. ويواصل تيميتار الوفاء لرسالته كحدث مفتوح للجمهور، يحتفي بالموسيقى الأمازيغية، ويعزز قيم التعايش والانفتاح والحوار بين الثقافات، معتمداً على تعبئة متطوعيه ودعم شركائه من مؤسسات ومنتخبين وفاعلين سياحيين. ثلاث ليالٍ من الفرح، الموسيقى، والروح الإنسانية... تحتضن خلالها أكادير إفريقيا والعالم، وتحتفل بعشرين سنة من الهوية الأمازيغية المتوهجة في قلب المدينة.