تعد الأشجار من المستلزمات الأساسية في الشوارع والأزقة وخاصة في المدن الكبرى كالدارلبيضاء لكونها تساهم في تقليص نسبة التلوث من خلال توفير النسبة المطلوبة من الأوكسجين وامتصاص الكاربون، وبالتالي فإن دروها جد مهم في تحقيق التوازن البيئي. عدا ذلك، فإن الأشجار تلعب دورا في مد الشوارع بالجمالية وبالظلال، وفي ظل هذه الأدوار المتعددة، تطالب فعاليات بيئية ومن خلالها ساكنة الدارالبيضاء منذ مدة المسؤولين بأن يلتزموا بالوعودهم التي أعطوها لبعض الجمعيات المهتمة بالمجال البيئي وعلى رأسهم السيد الوالي امهيدية قصد استبدال النخيل بأشجار متناسقة مع البنايات والإقامات، تستحسنها الأعين، وذات ظلال وافرة، من شأنها أن تضيف رونقا لجنبات الشوارع وتحسن الصحة النفسية للمارة وللراغبين في الاستمتاع بها في كل الأوقات.
وهناك أمل كبير في ان يتجاوب المسؤولون مع هذا الملتمس وعلى رأسهم والي الجهة محمد امهيدية، وعمدة الدارالبيضاء نبيلة الرميلي، حيث أن غرس النخيل يعتبر انتهاكًا للهوية البيضاوية وللذاكرة المكانية لمختلف المناطق بالعاصمة الاقتصادية وضمنها منطقة البرنوصي.
وعليه تُنظم من حين لآخر حملات بيئية ووقفات احتجاجية تطالب بإيقاف زراعة النخيل والتحول إلى زراعة أشجار محلية توفر الظل وتناسب البيئة المغربية.
وتطالب هذه الحملات بوضع سياسات واضحة تدعم غرس الأشجار ذات الفائدة البيئية والاقتصادية، وتلتمس غرس أنواع أجمل من الأشجار التي توفر ظلًا كبيرًا، وتساهم في تحسين جودة الهواء وجمالية المكان، على غرار ما يتم في مدن أخرى أوروبية، دون أن يعني هذا انتقاصا من حواضرنا المغربية.
والملاحظ أن الدار البيضاء شهدت تحولًا كارثيا كبيرًا في شوارعها بسبب غابات من أشجار النخيل، خاصة "النخل الرومي"مما أدى إلى تعالي الاحتجاجات لمطالبة المسؤولين باستبدال النخيل بأشجار مورقة توفر الظل وتحقق الفائدة البيئية والجمالية التي تليق بمكانة المدينة.
ونرجو أن يجد هذا الملتمس التجاوب المطلوب قصد تنفيذه بشكل أسرع.