تتعدد خلال هذه الأيام الباردة حد الصقيع حوادث الاختناق بالغاز، حيث لا تخلو الصحف من أخبار هذه الحوادث التي تحصد الأرواح في أكثر من مكان ومدينة. فبسبب برودة الطقس تعمد الكثير من الأسر الى استعمال غاز البوطان للتدفئة، وغالبا ما توضع أجهزة التدفئة هذه في أماكن تفتقر إلى التهوية اللازمة أو يعتري تركيبها خلل ما فتحدث التسربات ثم الاختناق الذي يؤدي إلى الوفاة. ويشكل هذا النوع من الاختناقات نسبة 5،5% من مجموع الاختناقات المسجلة في المغرب وتتسبب في 6 وفيات من كل 1000 حالة اختناق، وتأتي منطقة مكناس تافيلالت على رأس القائمة ب 19% من مجموع الحالات المسجلة على الصعيد الوطني، تليها منطقة سوس درعة ثم منطقة مراكش تانسيفت الحوز. وتأتي الحالات المميتة بسبب سخانات غاز البوطان التي تتوفر عليها غالبية المساكن بالوسط الحضري لكنها في الغالب الأعم لا تخضع للأسف لمعايير السلامة. والأمر ليس جديدا فقد عشنا خلال خريف السنة الماضية حالات مماثلة اقتضت اتخاذ إجراءات لضمان السلامة وتوجهت أصابع الاتهام الى أجهزة التدفئة الصينية الصنع. لكن تلك الاجراءات كانت أشبه بحمار الشيخ الذي وقف عند العقبة،، لتستمر مآسي الوفيات من جراء الاختناق بالغاز في تصاعد مستمر. المطلوب اجراءات فعالة وحملة تحسيس ناجحة لتفادي مايتوجب تفاديه.