أعداد كبيرة من المواطنين إلى جانب ممثلي الهيئات الحقوقية والمدينة والأحزاب السياسية والمنظمات النقابية بمدينة أصيلة، حجت إلى العاصمة الإدارية من أجل الاحتجاج على الحكم الظالم الصادر في حق المناضل الحقوقي والمعتقل السياسي الزبير بنسعدون،والمطالبة بإطلاق سراحه، وتحريك المتابعة القضائية في حق المفسدين الحقيقيين الذين استغلوا مواقعهم في المجلس البلدي لأكثر من ثلاثين سنة للاغتناء غير المشروع وقضاء مصالحهم الخاصة .فقد شهدت الساحة المقابلة لواجهة وزارة العدل والحريات، يوم الخميس 17 يوليوز 2014 ، وقفة احتجاجية عارمة،شاركت فيها العديد من الأطياف السياسية بالمدينة ومنظمات المجتمع المدني، وفي مقدمتها حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار وحزب التقدم والاشتراكية، وحضر في هذه الوقفة أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال الإخوة عبدالقادر الكيحل ولحسن فلاح وعادل بنحمزة، ورفعت خلالها شعارات منددة بالحكم الجائر الصادر في حق المناضل النقابي الزبير بنسعدون، حيث تم تلفيق تهم واهية اعتمادا على شهادات كيدية مطعون في مصداقية أصحابها. وقد أكد المحتجون أنهم سيصعدون من تحركاتهم النضالية ضد الاعتقال الذي تعرض له بنسعدون بسبب مواقفه من الفساد المستشري في مدينته منذ ثلاثين سنة ،حيث إن الحكم الجائر الصادر في حقه يقف وراءه الذين فضحهم بنسعدون أمام الرأي العام الأصيلي، بالإضافة إلى جهات نافذة كان بنسعدون قد أضر بمصالحها في تجارة المخدرات بميناء أصيلة،عندما تقدم بشكاية لدى الوكيل العام للملك بطنجة سنة 2004، كشف فيها ما يجري من ممارسات مشبوهة في الميناء،وهو ما نتج عنه فتح تحقيق في الموضوع أفضى إلى اعتقال أشخاص متورطبن في بيع المخدرات، والغريب في الأمر،أن نفس الأشخاص المتورطين سيصبحون بقدرة قادر شهودا لفبركة ملف ضد بنسعدون والزج به في السجن. وتؤكد كل المؤشرات أن الأوضاع مرشحة للمزيد من التوتر في مدينة أصيلة،بسبب هذا الملف المطبوخ،لاسيما أن جميع سكان المدينة والمسؤولين محليا ووطنيا يعرفون أن بنسعدون بريء من التهم المنسوبة إليه، وأن السبب الحقيقي في المحنة التي يعانيها الآن،هو معارضته القوية للوبيات الفساد ووقوفه إلى جانب مصالح المواطنين بالمدينة. وقد ظهر هذا الإجماع ضد سوء التدبير في المجلس البلدي، ومساندة بنسعدون، في العديد من المحطات، حيث عرفت أصيلة سلسلة من الاحتجاجات غير المسبوقة خلال الأيام القليلة الماضية،منها تنظيم لقاء جماهيري تضامني بمقر حزب الاستقلال تحت اشراف الأخ لحسن فلاح عضو اللجنة التنفيذية وخالد الطرابلسي رئيس رابطة المحامين الاستقلاليين، علاوة على تنظيم مسيرتين احتجاجيتين حاشدتين جابتا مختلف شوارع المدينة،وثلاث وقفات احتجاجية عارمة أمام باشوية المدينة ومقر المجلس البلدي، كما تحولت جنازة والد المناضل الزبير بنسعدون الى محاكمة شعبية للفساد والمفسدين بالمجلس البلدي، بالإضافة إلى معركة الحافلات التي تم الانتصار فيها من قبل السكان.