إذا كان إحداث الأسواق الممتازة بمختلف تسمياتها قد عرف إقبال أغلب فئات السكان عليها لإقتناء ما يحتاجونه من مواد غذائية وبالأداء الفوري، فإن وجود هذه الأسواق وإن كان قد جنى على أغلبية الأسواق الشعبية ومحلات بيع نفس المواد والتي قل رواجها بقلة زبنائها. فإن هذا الوجود لايعني استغلال الإقبال فيه وتحت طائلة الإغراءات المتوالية لتخفيض الأثمان مقابل وضع منتوجات تعاني من قلة الجودة من الدرجة الأولى خاصة بالنسبة للحوم الحمراء والأسماك والخضر والفواكه والتي يسجل أغلب المقتنين لها أن جودتها من الدرجة الثانية خاصة بالنسبة للخضر والفواكه. أما باقي المنتوجات الأخرى من الزيوت والمعجنات والفواكه الجافة والمطهرات من صابون وتوابعه وشاي وسكر وقهوة ومعلبات فإن أثمانها تتحكم فيها صفة «الماركة» واضعة الزبون أمام اختيار مايريد شراءه. نسوق هذا حول هذه الأسواق لأننا نريد أن أو بالأحرى يريد سكان المدينة ألا يشمل اسمها فقط الأسواق الممتازة، بل يجب أن تنعكس هذه الصفة على معروضاتها من المنتوجات المقدمة لزبنائها وخاصة منها، وللتأكيد اللحوم الحمراء والأسماك والخضر والفواكه حتى يكون العمل على جودها محل ثقة المترددين على اقتنائها من زبناء هذه الأسواق التي أنزلت حركة الرواج التجاري بالمحلات المماثلة أرضا والتي لم يجد أصحابها من وسيلة للمقاومة سوى بإغراء بنائها بكناش الطلق الشهري لمد حبل الارتباط بهم من جهة وضمان رواج نسبي من جهة أخرى.