تفشت ظاهرة خطيرة في صفوف الشباب ممن لفظتهم المؤسسات التعليمية ، ولم يحالفهم الحظ لمتابعة دروسهم. حيث أصبحت الظاهرة مقلقة تقض مضاجع العديد من الآباء والأمهات نحو مصيرفلذات أكبادهم في أحضان مؤسسات مافتئت ترعى وتصون الأعراض ،وتضطلع بأداء أسمى رسالة أخلاقية وتربوية ، تلك هي ظاهرة تجمهر المراهقين بأبواب المؤسسات التعليمية في أوقات محددة : الثانية عشر ة زوالا والسادسة مساء ، شباب في مقتبل عمرالزهور يكون بالمرصاد للفتيات في قلة حياء قبالة الباب الرئيسي للمؤسسات التعليمية . وتعد إعدادية جابر ابن حيان مثالا صارخا للعنف نظرا لوجودها في محيط وحي شعبي ينتشر فيه الإجرام وبيع المخدرات والقرقوبي . فحالات العنف بها وبمحيطها لايمكن حصرها، فقد قدم من خلالها المدرسون والإداريون شكايات بشأن ما تعرضوا له من ضرب وجرح سواء من قبل التلاميذ أوآبائهم وأوليائهم.أما الاصطدامات والشجارات التي تقع بين الفينة والأخرى لأتفه الأسباب، بين التلاميذ مع بعضهم البعض أو بين التلميذات، سواء داخل القسم أو داخل المؤسسة أو خارجها ،كما حدث السنة الفارطة بإعدادية ابن ياسين بين تلميذة وأخرى أمام التلاميذ الذين عاينوا الحادث. وقد ظهرت الخدوش وأثار الندوب والجروح على وجه التلميذة المعتدى عليها. وفي نفس السياق أفاد شهود عيان يوم الثلاثاء 20/10/2015 كان ينتظر ابنته أمام اعدادية جابر ابن حيان أن عددا من الغرباء يقفون أمام باب المؤسسة التعليمية ويرشقون التلاميذ والتلميذات بالحجارة من بعيد مما أسفر عن إصابة أحد التلاميذ بإصابات خطيرة على مستوى الرأس. لذا أضطر يوميا الى الذهاب مع ابنتي الى الاعدادية لكي أحميها من تصرفات هؤلاء المتسكعين الذين يقفون أمام باباعدادية جابر ابن حيان دون تحرك من رجال السلطة الذين من واجبهم توفير كل ظروف الأمن والتمدرس لأبنائنا وبناتنا. فحالة الوقوف أمام أبواب المؤسسات التعليمية بسيدي يحيى الغرب حالة متفشية بشكل كبير، فهي تحتاج إلى معالجة من جميع المتدخلين في القطاع، وإلا سينعكس تأثيرها السلبي على المردودية والتحصيل الدراسي ويساهم تكرارها في عرقلة السير العادي للتمدرس. فقد تعالت أصوات أولياء أمور التلاميذ احتجاجا على تحويل أبواب المدارس إلى متاجر متحركة لترويج مختلف أنواع المخدرات. وأكد أحد أولياء ألأمور أنه اكتشف وجود شبان من كلا الجنسين لا علاقة لهم بالدراسة ينشطون أما م المؤسسة التي يدرس بها ابنه يترصدون التلاميذ سواء عند التحاقهم بالمؤسسة أو أثناء خروجهم منها ليقدموا لهم شروحات حول كيفية لف السيجارة واستهلاكها وكيف يحسون ب" النشوة" وينسون المشاكل التي تعترضهم. وأضاف أن منظر تلاميذ يافعين ومراهقين أمام أبواب المؤسسات التعليمية،خاصة المؤسسات الثانوية ، وهم يمسكون سجائر بين أصابعهم أو يتعاطون المخدرات، لا يقتصر على المؤسسة التي يدرس بها ابنه وإنما المشهد أصبح مألوفا عبر العديد من المؤسسات التعليمية بالمدينة. وأضاف أن أولياء أمور التلاميذ يتساءلون عن دور الحكومة بصفة عامة والوزارة المعنية بشكل خاص وعن الإجراءات المتخذة ،في مثل هذه الحالات أمام أبواب الثانويات والإعداديات لرصد ممتهني هذه الظواهر الشاذة التي تتلف عقول أبنائهم ، مشيرا إلى أن أولياء أمور التلاميذ يعتزمون تصعيد احتجاجاتهم في حالة استمرار صمت المسؤولين على الظاهرة. كما لا ننسى أن جمعية الآباء وأولياء التلاميذ باعتبارها الشريك الرئيسي للمدرسة، عليها أن تلعب دورا كبيرا في التحسيس ومعالجة أشكال العنف بين التلاميذ أنفسهم وبينهم وبين مدرسيهم، وتحسيسهم بواجباتهم وحقوقهم. كما يجب تظافر مجهودات كل الفاعلين داخل المجتمع من مجتمع مدني، إعلام، أحزاب سياسية، جماعات محلية، حيث لايمكن الاعتماد على المقاربة الأمنية وحدها بالرغم من أهميتها دون تحميل المسؤولية لمختلف الأطراف والفاعلين. مع تفعيل المذكرة، رقم89 في شأن تعزيز شروط أمن الثانويات والتي تنص على إشراك الدوائر الأمنية في معالجة الأسباب المؤدية الى المس بأمن الثانويات وتلاميذها ودعوتهم الى المساهمة في إيطار مسؤوليتهم في الحد من هذه الظواهر. ولهاذا فكلما تضافرت الجهود إلا وكانت نتائجها محمودة على شتى الجوانب ،أما إن إستمر الحال على هذا الشكل فإننا سنتأرجح من سوء الى أسوء . ويبقى التلاميذ ضحايا عبث العابثين بمحيط المؤسسات التعليمية بتواطؤ أو تقصير من الجهات المعنية بأمنهم وسلامتهم، ينتظرون التفاتة جماعية تشمل المسؤولين في قطاع التعليم والسلطات المحلية والإقليمية وكل الأجهزة الأمنية من أجل وضع إستراتيجية فعالة لوقف النزيف واستعادة بريق المؤسسات التعليمية بطابعها التربوي والتعليمي الضامن لجيل مدرسة النجاح.