وزارة التعليم تحمل مسؤولية ومستقبل الأبناء للآباء والأولياء وتحمي نفسها من أية نتائج سلبية، وتقول لهم بالواضح عبر البلاغ الصادر مساء أمس السبت، اختاروا بين تعليم حضوري، محدود المقاعد مع احتمال أكبر للإصابة بڤايررس كورونا أو تعليم عن بعد، ثبت فشله في السنة الدراسية الماضية ويستوجب مشاركة أبوية يعجز عنها الأزواج الموظفون وتثقل كواهل ربات البيوت… وزارة التعليم تقول حسب البلاغ أن التعليم سيكون عن بعد لكن يمكن أن يكون حضورياً للتلاميذ الذين يوافق أولياء أمورهم على ذلك، وهو استمرار لما دأبت عليه الحكومة من التهرب من المسؤولية وإلصاق كل فشل بالشعب، فسواء فشل التعليم عن بعد أو تفشى الوباء بسبب الحضور، فهذا سيكون نتيجة اختياركم وسينطبق عليكم المثل الشعبي القائل: طلع تاكل الكرموس نزل شكون قالها لباباك… البلاغ اللغز صدر تحت طائلة دراسة وخطة موجهة بعناية شديدة، فالإختيار الذي تركه البلاغ للآباء والأولياء فيما يخص التعليم الحضوري كان موجهاً للتعليم الخصوصي بضغط من لوبياته من جهة حتى لا يتلقوا ضربة أخرى موجعة في الدخول المدرسي المقبل، لأنهم يعلمون أن آباء وأولياء الأمور لن يدفعوا أي مستحقات مالية من أجل التعليم عن بعد دون أن يكون حضورياً، ومن جهة أخرى كانت ضربة لمن يريد الترحال من التعليم الخصوصي إلى التعليم العمومي لأن بنية هذا الأخير لا تتحمل كل الوافدين خصوصاً بعدما علموا عن رغبتهم في الترحال إلى العمومي، رغم أن الآباء والأولياء يعلمون أن البنيات المهترئة لا تناسب أن يدرس أبناؤهم في التعليم العمومي الشيء الذي سيجعل البعض منهم يتراجع عن الإنتقال من الخصوصي إلى العمومي لأن الأوضاع هناك أقل ضرراً وأحسن برستيجاً من المدرسة العمومية… أما بالنسبة للمستوى الإبتدائي والإعدادي فهم ليسوا بذلك النضج العقلي، مازالت راحتهم في اللعب الجماعي والإكتظاظ في الصفوف والتجمعات في الساحات، لذلك فهم أكتر عرضة للإصابة و نقلها لأفراد أسرهم حتى لو تم تطبيق التباعد بصرامة داخل القسم فلن يكون خارجه، وهناك دول أكتر منا تقدماً لم تنجح في توظيف التعليم عن بعد لأن هذا الأخير يجب التدبير له بعقلانية ولكافة التلاميذ وهذا شبه مستحيل نظراً للبنية التحتية للمنظومة التعليمية المهترئة ببلادنا والتي لا تخفى على أحد.