عادت بي الذاكرة الي شهر أبريل من سنة 1992،عندما كان المحامي محمد زيان هو محامي حكومة عزالدين العراقي في مواجهة الزعيم السياسي والنقابي محمد نوبير الأموي الذي امضي سنتان في السجن بعد أن قرر المخزن متابعته في التصريح الشهير الذي ادلي به لصحيفة البايس الإسبانية نعت فيه بعض المسؤولين المغاربة "بالمناكطية" los mangantes اي اللصوص، لذلك تمت محاكمة الأموي بالرباط في سلسلة من الجلسات الغير المسبوقة في تاريخ المغرب السياسي الحديث، لا من حيث المواضيع السياسية التي نوقشت فيها ولا من حيث عدد المحامين الذين آزروا الأموي وعدد لجن التضامن الوطنية والدولية. " ما أقوله في حق هذه المحاكمة أصرح به لأول مرة وهاد شي كامل غادي نقولو من بعد ما النظام خوا بيا وحتى أنا غادي نخوي بيه ونفرش أش وقع للأموي" هذا ما صرح به محمد زيان سنوات بعد محاكمة الأموي حيث اعترف بأن متابعته جاءت بتواطؤ بين المخزن، ورفاقه في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من أجل تصفية من تبقى من اليساريين في الاتحاد بعد أن تمت تصفية مجموعة أحمد بنجلون وعبد الرحمان بنعمرو، وتهيئة البقية للدخول في حكومة التناوب". ودارت الايام كما تقول سيدة الطرب العربي وهاهو خادم المخزن بالأمس يتجرع من نفس الكأس التي جعل الأموي يتجرع منها علقم المخزن، يقول مثل اسباني quien te ha visto y quien te ve اشكون شافك البارح واشكون يشوفك اليوم ويقول المغاربة باش اقتلت باش تموت ياملك اليوم، ورغم كل ماضي زيان المخزني ورغم انه سبق له ان وضع يده في يد جلاد الأمس فنحن نتضامن معه في محنته.