أكد رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، أن بلدان الجنوب رغم امتلاكها لثروات بشرية وطبيعية هائلة وموقع جغرافي استراتيجي، ما زالت تدفع ثمن نظام دولي غير عادل، مثقل بالانقسامات والأزمات، ويغلب عليه منطق المصالح الضيقة على حساب التضامن الدولي. وفي كلمته خلال افتتاح المنتدى الثالث للحوار البرلماني جنوب-جنوب، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، شدد الطالبي العلمي على أن الفضاءات الجيوسياسية لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والعالم العربي تزخر بموارد استراتيجية، إلا أن تأثيرها الاستراتيجي في القرار الدولي لا يزال متواضعًا. وسجل أن هذه البلدان تواجه تحديات معقدة تتفاقم بفعل الأزمات العالمية، أبرزها النزاعات المسلحة، الهجرات القسرية، آثار التغيرات المناخية، الإرهاب، والجرائم الإلكترونية، مما يكبدها خسائر فادحة في الزمن التنموي والسياسي، رغم أنها لم تستفد بشكل عادل من ثمار الثورة الصناعية ولا من العولمة. ودعا رئيس مجلس النواب إلى ضرورة تحويل الإمكانيات الطبيعية والبشرية المتوفرة لدى بلدان الجنوب إلى فرص تنموية حقيقية، من خلال الاستثمار في البنيات الأساسية، وتعزيز التعليم والتكوين، وتشجيع الشراكات الأفقية بين دول الجنوب، وكذا نقل التكنولوجيا من الشمال إلى الجنوب. وأشار الطالبي العلمي إلى أن تعزيز الأمن والسلم يشكل أساس أي نهضة تنموية، مشددًا على أن احترام وحدة الدول وسلامة أراضيها يجب أن يكون ميثاقًا أخلاقيًا بين شعوب الجنوب، باعتباره مدخلًا ضروريًا لبناء استقرار دائم. وفي هذا السياق، أبرز المتحدث الأهمية الخاصة التي يوليها المغرب بقيادة الملك محمد السادس لتعزيز التعاون مع بلدان الجنوب، مذكرا بالمبادرات الكبرى التي أطلقها، مثل مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، ومشروع تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، باعتبارها أوراشًا استراتيجية لتحقيق التنمية الشاملة. وخلص الطالبي بالتأكيد على أن برلمانات الجنوب مطالبة بتكثيف جهود الترافع من أجل إرساء عدالة دولية جديدة، سواء في المجالات الغذائية أو المناخية أو الرقمية، من أجل بناء مستقبل مشترك أكثر إنصافًا لشعوبها.