انعقدت يومي 9 و10 ماي 2025 بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي المغربي الموريتاني، بمشاركة مسؤولين حكوميين وبرلمانيين وممثلين عن القطاع الخاص وخبراء من البلدين. المنتدى، الذي نظم بدعوة من رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية، محمد بمب مكت، ورئيس مجلس النواب المغربي، راشيد الطالبي العلمي، يأتي في سياق تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين المؤسستين التشريعيتين في 18 يوليوز 2022، ويهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في عدد من القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية، من خلال تبادل الخبرات ومناقشة فرص الاستثمار المشترك. وركزت أشغال الدورة الأولى على عدد من المحاور، من بينها الأمن الغذائي، والتعاون الزراعي والصيد البحري، إضافة إلى تكوين الموارد البشرية، حيث تم التأكيد على أهمية الاستثمار المشترك في الزراعة وتربية الماشية، وتبني أساليب حديثة ومستدامة في الاستغلال، وتطوير الفلاحة البيولوجية، ودعم التعاونيات والجمعيات الفلاحية. كما ناقش المشاركون سبل الاستغلال المستدام للموارد البحرية، في ضوء الإمكانيات التي يتيحها الموقع الجغرافي للبلدين على المحيط الأطلسي، وما يوفره من فرص لتعزيز البنية التحتية المينائية وربطها بالأسواق الإفريقية والدولية. وفي ما يتعلق بتأهيل الموارد البشرية، شدد الجانبان على أهمية التكوين المهني والعالي والمستمر، وعلى فتح آفاق التعاون بين مؤسسات التكوين في كلا البلدين، وتبادل البعثات المهنية، وتنظيم دورات تدريبية في مجالات الزراعة، البيطرة، الصيد البحري، والابتكار التقني. كما دعا المنتدى إلى تعزيز تبادل الخبرات في مجالات الحكامة وبيئة الاستثمار ومواكبة المبادرات الخاصة، مشددا على أهمية تسهيل تنقل الأشخاص والسلع، باعتباره عاملاً أساسياً في تطوير المبادلات الاقتصادية. وفي ختام المنتدى، عبّر الجانبان عن تطلعهما إلى تحويل تعاونهما إلى فضاء مشترك للتنمية والازدهار، يجسد أواصر القرب والجوار بين الشعبين، مؤكدين على تشكيل آلية لتتبع تنفيذ التوصيات والمقترحات المنبثقة عن هذه الدورة. وأعرب الوفد المغربي عن شكره للسلطات الموريتانية على حفاوة الاستقبال وظروف تنظيم المنتدى، مشيداً بالأجواء الإيجابية التي طبعت اللقاء، بما في ذلك الاستقبال الذي خص به الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس مجلس النواب المغربي.